الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
قناة السويس

قناة السويس

هناك أماكن تشعر دومًا أن بينك وبينها نسبًا وونسًا ودمًا وعلاقة خاصة جدًا لا تسقط بالتقادم ولا ترتبط بالذكريات بحسب؛ بل تسكن الحاضر وتشق طريقها نحو المستقبل، أماكن تتجاوز مساحة حدودها وتترك مكانها فى «الجغرافيا» لتحتل مكانتها فى «التاريخ».



قناة السويس من تلك الأماكن التى لها حضور لا يغيب فى الوجدان الشخصى والجمعى باعتبارها ملحمة تجسد عبقرية مكان وأصالة شعب انتصر فى ساحتها على كل تحدٍ بداية من 152 سنة عند حفر قناة السويس التى عمل بها مليون مواطن مصرى يمثلون ربع عدد سكان مصر فى ذلك الحين «4 ملايين نسمة» استشهد منهم 120 ألف مواطن مرورًا بتأميم القناة 1956 وما ترتب عليها من تحديات عند انسحاب المرشدين الأجانب فإذا بالمرشد المصرى يقبل التحدى، وينجح فعلاً فى إدارتها بكفاءة ثم يجىء عبور الجندى المصرى للقناة فى أكتوبر 1973 كتحدٍ عسكرى عظيم ويعد عبوره عبورًا للهزيمة وتتويجًا للنصر.

وتتواصل التحديات، وتتواصل الإنجازات والانتصارات، فالتاريخ قد سجل بالتأكيد أن المصريين قد جمعوا 64 مليار جنيه فى 8 أيام فقط عام 2014 للبدء فى عمل القناة الجديدة والأنفاق الستة تحت قناة السويس.

التقيت الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس ضمن وفد جمعية كتاب وصحفيى البيئة برئاسة د.خالد مبارك، حيث أكد لنا أن النقل البحرى «حساس جدًا» ويتأثر بشدة صعودًا وهبوطًا فى الإيرادات نتيجة الأحداث العالمية. وإن قناة بنما على سبيل المثال قد خسرت 40 ٪ من قيمة الإيرادات فى أزمة كورونا بينما قناة السويس قد حققت ارتفاعًا فى إيرادات القناة يمثل 8 ٪ نتيجة لخفض الرسوم، فقد تم جذب أكثر من 2500 سفينة نتيجة هذه التخفيضات.

كما أن حادثة «إيفرجيفن Ever given» التى انحرفت عن خط سيرها فى 23 مارس 2021 نتيجة سرعة الرياح وتأخر استجابة السفينة للتوجيه وعدم عمل بعض الأجهزة الملاحية بالسفينة بكفاءة عالية كانت تمثل تحديًا صعبًا نظرًا لأنها كانت تحتوى 18.300 حاوية بارتفاع عمارة من 6 أدوار وأدى توقيفها فى المجرى الملاحى إلى توقف 425 سفينة وتوقف الملاحة فى القناة وكانت بالحسابات التقليدية تحتاج من 3 - 6 شهور عملاً متواصلاً لإعادة إبحارها.

فاستطاع العاملون بالقناة إعادة تعويمها بعد 6 أيام فقط كنا فعلاً جميعًا نعمل بلا راحة أو نوم، فاستحق الجميع تقدير العالم وقد أعربت المنظمة البحرية الدولية عن بالغ تقديرها لقناة السويس والعاملين بها، وحتى السفينة التى تحركت فى 7/7/2021 بعد 3 شهور من التفاوض قد عاودت الإبحار مرة أخرى من خلال قناة السويس فى 8/8/2021 دليل على ثقتها التى لم تهتز فى القناة.

كما أكد الفريق أسامة ربيع أن القناة ممر أخضر» يحقق للسفن العابرة وقتًا أسرع وأقصر فى المرور واستهلاكًا للبترول أقل، بالتالى حرق أقل للكربون، كما أن القناة قد حرصت على شراء 3 وحدات من فرنسا للتعامل مع أى تلوث ومعالجة أى انسكاب بترولي.

واختتم الفريق أسامة ربيع حديثه معنا قائلاً: «اطمئنوا.. نحن أمناء على هذا الصرح الكبير وأننا نلتزم فى خطواتنا بالشفافية التامة حول أى مشكلة أو حادثة فلا تستمعوا للإشاعات وثقوا فينا».