الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

سامح رئيس قسم بأكبر البنوك.. وأحمد مراجع حسابات فى أكبر الفنادق

حــكـايــات الأمـــل والكفــاح

الحياة مليئة بقصص نجاح وتميُّز لأشخاص استطاعوا بالاجتهاد والالتزام تحسين أوضاعهم المهنية والاجتماعية؛ رُغم العثرات والإحباطات؛ مما يؤكد أنه بالكفاح والمثابرة يمكن تحقيق الأمنيات.. فى السطور التالية نتعرف على بعض النماذج الملهمة.



الإرادة سر النجاح

أحمد صبرى العجمى واحد من نماذج بيننا فى الحياة التحق بمدرسة ثانوية صناعية بمحافظة الشرقية، أول الأمر؛ لأن مجموعه كان أقل من الثانوى العام بدرجات قليلة، ولكنه لم يستسلم لليأس والإحباط؛ وقرر أن يحقق أحلامه من أى مكان وفى أى دراسة؛ فاجتهد وواصل دراسته إلى أن حصل على شهادة الدبلوم بتفوق.

وعلى الفور بدأ يفكر فى استكمال التعليم ومزيد من الدراسة، فالتحق بالمعهد التربوى للدراسات التكميلية تخصص تكنولوچيا اللحام وتشكيل المعادن، وحصل على شهادته بتقدير ممتاز  (92 %)،ليتم تعيينه مدرسًا بمدرسة أبو حماد الثانوية الصناعية، وبعد سنوات انتقل مدرسًا بالثانوية الصناعية خمس السنوات بالزقازيق.

استمرارًا لسلسلة اجتهاداته حصل على دورات تدريبية فى المركز الألمانى لتكنولوچيا لحام ثانى أكسيد الكربون، وبعد أربع سنوات تم نقله إلى الثانوية الصناعية بنين بديرب نجم وترقيته إلى معلم أول، ليلتحق بكلية التربية تعليم صناعى وتخرج فيها.

يرى «العجمى» أن التفوق لا يأتى ضربة حظ؛ وإنما نتاج جهد وعرَق والالتزام والجدية والمذاكرة، ويفخر أنه خريج إحدى المدارس الحكومية للتعليم الفنى.

مواجهة العقبات

 أحمد عوض محمد، واحد من أبناء إحدى قرى مركز تمى الأمديد بالدقهلية لم يمكنه مجموعه فى الإعدادية الالتحاق بالثانوية العامة، لكنه لم ييأس، لذلك التحق بالمدرسة الثانوية التجارية، ليصبح الأول على دفعته.

ولظروف خاصة اضطر لأن يترك الدراسة وسافر إلى ليبيا للعمل، ولكنه لم يمض سوى عام واحد فقط، ليعود لمصر مرة أخرى، ويلتحق بالمدرسة مرة ثانية، إلا أنه تعرّض لظروف طارئة حالت دون دخوله الامتحان.

وقتها كانت نصيحة إخوته ترك الدراسة والانتباه للعمل كى يتمكن من الزواج وتكوين أسرة، بعد وفاة والده. 

لم يستسلم «عوض» وقرر مواصلة الدراسة ومع العمل، وفى الصف الثانى الثانوى حصد المركز الأول على مدرسته إلا أن مجموع درجاته لم يؤهله للالتحاق بالتعليم الجامعى.

نصحه بعض الأصدقاء بالمعادلة، بينما قال آخرون إن النجاح مستحيل، وفى الوقت نفسه لم يكن لدى «عوض» ما يمكنه من دفع مصاريف المعادلة، فاقترض من الأصدقاء لينجح وينهى الدراسة بكلية التجارة جامعة المنصورة بتقدير جيد جدًا. 

يردد «عوض» دائمًا أنه « ليس مُهمًا من أين بدأت الأهم إلى أين انتهيت؟»، ويقول: «لا بُد أن تسعى وراء حلمك ولا تفرّط فيه وقتها سيكون الله فى عونك ويُسَخر لك مَن يساندك».

«أمانى».. خريجة التجارة 

أمّا أمانى ناصر محمد، فهى نموذج ثالث من نماذج الإصرار والمثابرة فى الحياة، حرمتها الظروف من الحصول على مجموع فى الشهادة الإعدادية للالتحاق بالثانوية العامة، لتلتحق بالثانوية التجارية، لإحساسها بإمكانية التفوق وتحقيق أحلامها.

كان والدها دائم التشجيع لها، وأهم نصيحة ألا تلتفت لكلام الناس، لم يبخل عليها، أمّا هى فكان أكثر ما تخافه أن تنطفئ رغبتها وطموحها، وأن يبهت بريق عينيها وتستسلم بعد مُحاولات من المقاومة للوصول. 

لكنها واصلت.. واستمرت فى الدراسة وتفوقت لتحصد المركز السادس على مَدرستها وتلتحق بكلية التجارة جامعة الإسكندرية وتتخرج بتقدير جيد جدًا. 

تؤمن أمانى أنه يجب ألّا يحبطنا أحد، ولا بُد أن نكافح ونجتهد لتحقيق أحلامنا بأى وسيلة، وربنا لن يضيع تعب أحد.

هاجر.. المثابرة

 بدأت قصة هاجر سامى محمود من الصف الثالث الإعدادى، تقول إنها كانت أسوأ سنة فى حياتها؛ لأنها لم تحصل على مجموع يمكنها من الالتحاق بالثانوية العامة، ولم تيأس والتحقت بمدرسة دمياط الفنية التجارية نظام خمس سنوات‏، رغم أنها لم تكن فى حساباتها أبدًا.. كان أول شهر فى الدراسة صعبًا، وكانت هى تعانى من صدمة مخلوطة بالغضب ليست معهن. 

مرت الأيام، وبعد عدة أشهُر أحبت «هاجر» دراستها، وبدأت ترى إمكانية تحقيق حلمها من خلال نجاحها فى السنة الخامسة الأهم والأصعب.

 فذاكرت بإصرار وعزيمة لتكمل المشوار؛ وحصلت على 81 % فتحقق الحلم لتلتحق بتجارة دمياط.

 ويكفى أنها استطاعت تثبت نفسها فى أى مجال.

اختيارات عبدالمطلب

أمّا أحمد عبدالمطلب متولى؛ فكان نموذجًا من نماذج النجاح، التحق بدبلوم التجارة 3 سنوات بمجموع بسيط عن اقتناع؛ لأنه لم يكن لديه رغبة الالتحاق بمعترك الثانوية العامة وضغوطه النفسية والمادية الكبيرة.

مَرّ أول عامين بمنتهى السهولة، ولكنه ذاكر وانتظم أكثر فى العام الثالث حتى حصل على الشهادة بنسبة عالية، أتاحت له فرص الالتحاق بالجامعة.

حصل على عدة دورات فى الكمبيوتر، والتحق بالعمل بأحد الفنادق، وتدرَّج فى عمله حتى وصل لـ مراجع حسابات. 

ويأتى على قوائم النجاح حسام مصطفى عطية الذى واصل دراسته بالثانوية التجارية، ليحصل على الدبلوم بنسبة 68 %، ليلتحق بإحدى الشركات ثم أحد الفنادق، وفى نفس الوقت عمل على نفسه ليطور إمكاناته عن طريق دورات تدريبية فى الكمبيوتر، ليتقدم لإحدى مسابقات البنوك الحكومية، وتمكن من اجتياز المسابقة بسهولة.

وصلت رحلة نجاح «حسام» للتعيين بأحد فروع البنك فى كفر صقر بالشرقية، قبل أن ينتقل بعدها لفرع البنك بالإسكندرية.

خلال هذه الفترة التحق بكلية التجارة بجامعة الزقازيق، ليحصل على البكالوريوس،  ويترقى بعدها رئيس قسم، لينتقل لقطاع معالجة الديون وبالتوازى عضوًا بمجلس إدارة بنادى ديرب نجم بالانتخاب.

استفاد عصام مصطفى حسين بدراسته بدبلوم التجارة فى نواحى عديدة؛ أهمها إجادة التعامل المباشر مع الجمهور، غير أنه أصبح يجيد التسويق المباشر والإلكترونى، وفأسّس مصنعًا للملابس.

خلال رحلته لم يعرف «عصام» اليأس فاستمر بدأب حتى افتتح مصنعًا مع شقيقه، وصمدا ضد كل العقبات والظروف الصعبة.

ومن حكايات الأمل والكفاح ، قصة الزهراء محسن عبدالوهاب عبدالجيد، كانت متفوقة ومن الأوائل، ولكن توفى أخيها وهى فى الإعدادية، فتأثرت نفسيًا ولم تستطع المذاكرة، وبالتالى لم تحصل على مجموع كبير لتلتحق بالثانوية العامة كما كانت تتمنى.

بتشجيع والدها التحقت بمدرسة الخارجة الثانوية الزراعية واختارت تخصص التصنيع الغذائى،فحققت المركز الأول على الجمهورية بالمدارس الزراعية، وتكريمها من وزير التعليم والمحافظ.

استكملت «الزهراء» دراستها فى كلية الزراعية جامعة أسيوط، واختارت قسم البساتين، وتخرجت بتقدير عام جيد، وحققت حلمها فى المؤهل الجامعى بأقصر الطرق وبمجهود ومصاريف أقل.

وبعد التخرج عملت كمدربة لعدد من المجموعات فى معمل زراعة الأنسجة.

 وترقت «الزهراء» فى المناصب، وانضمت كمهندسة زراعية بأكاديمية البحث العلمى بالوادى الجديد، قبل اختيارها ممثلاً لمصر بلجنة شئون البيئة بالأمم المتحدة فى دبى 2021 ضمن 999 مندوبًا دوليًا آخر.

وأصبحت «الزهراء» عضوًا بمنتدى شباب مصر، وتلقى محاضرات فى التخصص وفى برنامج قادة المحليات ورؤية مصر 2030.