«البارت» تايم إجازة مطلوبة أم هلاوس إلكترونية؟!

حالة من الجدل الشديد على السوشيال ميدياالفترة الماضية بين شد وجذب مؤيدين لإجازة زوجين أو تارت تايم فى شكله الشرعى القانونى وبين رافضين.

فكرة زواج البارت تايم بالمفهوم القانونى لاقت تأييدًا كبيرًا من بعض الشباب من الجنسين لاعتبارات مختلفة أهمها إمكانية الاستمتاع بحياة زوجية خالية من الضغوطات والمسئوليات التى يلقيها كل طرف على الآخر فى حال تواجدهما معًا فى نفس المنزل طوال الوقت.

تواصلت مجلة «صباح الخير» مع عدد من السيدات صاحبات تجربة إجازة زوجية اختيارية من آن لآخر للحكم على تلك التجربة ومدى فوائدها للزوجين.

سحر محمود صاحبة الـ54 عامًا تعيش هذه التجربة منذ أكثر من 10 سنوات، فبعد 3 تجارب زواج انتهت بعدم قدرتها على الإنجاب وافقت على أن تكون الزوجة الثانية لزوجها الجديد، وقبلت أن تلتقى به يومين فقط كل 10 أيام، مقابل توفير سكن لها والإنفاق عليها.

تابعت «سحر» بأنها بعد كل انفصال كانت تلجأ لتعيش فى منزل شقيقتها وكانت تشعر بالحرج من زوجها وأبنائها وتشعر بأنها عبء زائد، لذلك وافقت على الزواج بهذه الطريقة.. وأكدت أنها لا تشعر بالضيق، فهى ليست بحاجة لتواجد زوجها بشكل مستمر بجانبها. خلال الأيام التى يغيب فيها زوج سحر تحاول الإبداع بممارسة هواياتها وفى بعض الأحيان تجهز برنامج سفر أو خروجات مع زوجها كل فترة كى يستمتعا بأيام خالية من التوتر والضغوطات.

وأكدت «سحر» أنه فى بعض الأيام قد يفاجئها زوجها بزيارة سريعة وهو ما يقلل فرص الخلافات والنزاعات التى نسمع عنها من آن لآخر.

وافقت جيهان.ش على الزواج برجل أكبر منها بـ20 عامًا تقريبًا وأرمل بعد انفصالها عن زوجها، وذلك بعد ضغط من أسرتها التى أصرت على زواجها مرة أخرى؛ خصوصًا أنها فى بداية الثلاثينيات من عمرها.

اشترطت «جيهان» على زوجها أن تقضى أيام الخميس والجمعة والسبت برفقة أبنائها فى منزل والدها حتى لا تشعر بالتقصير تجاههم؛ خصوصًا أنهم رفضوا الذهاب معها لمنزل زوجها الجديد.

ووافق زوجها على الاقتراح لأنه أيضًا يريد أن يجمع أبناءه وأحفاده بشكل مستمر حتى لا يشعروا بأنه أصبح لا يحب لقاءهم.

غير الظروف التى تسمح بزواج شرعى لكن بلا إقامة مستديمة بين الزوجين، فإن هناك أزواج يعيشون تجربة بارت تايم إجبارية تظهر فى الزواج من شخص طبيعة عمله تفرض عليه الغياب عن المنزل لعدة أيام ما يجعل البعض يعتبره زواج بارت تايم.

فتقول أمانى حسام إن عمل زوجها فى مجال السياحة تجعله يسافر بشكل دورى وبحسابها لأيام تواجده فى المنزل وجدت أنها لا تتعدى الـ10 أيام فى الشهر الواحد.

لا تشعر «أمانى» بالضيق من هذا الوضع بالعكس فهى ترى أنه وضع مريح جعل العلاقة بينها وبين زوجها فى أحسن الأحوال بلا مشاكل وبلا نزاعات ومليانة بالتفاهم والاشتياق والود، فهى فى بيت عائلة ولا تشعر أبدًا أنها بمفردها وكذلك رعايتها لأبنائها تشغل أغلب وقتها.

6 سنوات زواج لم تختلف فيها «أمانى» «مع زوجها، فالأيام التى يعود فيها للمنزل ترغب فى أن تكون مميزة وممتعة بالنسبة لها ولأطفالها.

لكن ورغم استقرار حياتها فهى تشعر بضغوطات كبيرة بسبب تحملها مسئولية المنزل كاملة، فعندما كانت تلجأ لزوجها فى موقف ما كان يعطيها حرية الاختيار والتصرف، وهو ما كان يضيف إليها ثقة شديدة بالنفس.

د.سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بكلية البنات، علقت على هذا المسمى للزواج. أن لكل زيجة ظروفها الخاصة ولا يجب على الآخرين التدخل فيها، فبعض الأزواج طبيعة حياتهم لا تسمح لهم بالتواجد فى نفس المنزل بكشل دائم، مما يخفف المشاكل ويزيد الود بينهما حسب كثير من الشواهد.

ورفضت د.سامية انتقاد البعض غياب أحد الزوجين عن منزل الزوجية لعدة أيام، مؤكدة إباحة الإجازة للزوجين؛ ليعطى كل طرف للآخر مساحة الابتعاد عن المنزل سواء زيارة الزوجة لأهلها عدة أيام وسفر الزوج مع أصدقائه لفترة قصيرة حتى يشعر الطرفان بالاشتياق وتجدد العلاقة بينهما.

الزواج ما دام قائمًا على الحب والتفاهم وعقد الزواج صحيح فلا داعٍ للتشكيك فى الزواج أو انتقاده ما دام الطرفان سعيدين وحياتهما مستقرة.