الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
الإنجليز يخرجون من «قمقم» التقاليد

ظاهرة جديدة فى حياة قديمة

الإنجليز يخرجون من «قمقم» التقاليد

الإنجليز يخرجون من قمقم تقاليدهم..ومن أهم هذه التقاليد أن تحمل الزوجة – بعد الزواج – اسم عائلة زوجها.. فتتحول الآنسة «لوسى جراهام» مثلا إلى «لوسى كاميرون» لأن اسم زوجها «سيدنى كاميرون».. كما حدث مع بعض الشخصيات المصرية مثل الرئيسين الراحلين السادات ومبارك، اللذين حملت زوجتاهما ألقاب الزوجين.



الإنجليز، وخاصة الأجيال الجديدة من النساء، يردن الاحتفاظ بأسمائهن التى يحملنها منذ ولدن.. فما العمل؟

منذ فترة بدأ بعض الأزواج والعرسان الجدد يميلون إلى حيلة جديدة هى الجمع بين لقبى عائلتى الزوجين فى اسم كل منهما، فمثلا الآنسة «لوسى جراهام» عندما تتزوج من «سيدنى كاميرون» سيكون اسمها الجديد «لوسى جراهام كاميرون» لأن حمل اللقب أو اسم العائلة يمثل للبعض استمرارًا مهما لتاريخ هذه العائلة وسيرتها التى لا غنى عنها، لها ولأبنائها وبناتها.

لكن فى السنوات الأخيرة ظهرت فكرة خلط ألقاب الزوجين أو تشكيل لقب جديد منهما.. وظهرت مواقع إلكترونية تقدم خدمة للراغبين فى تغيير الأسماء والألقاب أو خلطها لحل مشكلة تواجه الزوجين الجديدين وهي: ماذا نسمى عائلتنا الجديدة؟!

وكشفت أبحاث حديثة أن هناك أعدادًا ضخمة من الأزواج فى السنتين الأخيرتين قامت بعمليات تشكيل ألقاب جديدة.. والظاهرة تتزايد.

80 % محافظون

ومع أن 80 % من البريطانيين مازالوا محافظين على التقاليد القديمة ولم يخرجوا من قمقمها، ويربطون اسم الزوجة فورا بلقب زوجها فور إتمام الزواج، إلا أن الـ20 % الذين خرجوا من القمقم تتزايد أعدادهم ونسبتهم كل يوم، وهى الحقيقة التى رصدها موقع «تبديل الأسماء» (نايم سويتش) الذى يتابع الظاهرة، وهو أحد مواقع الإنترنت التى تقدم خدمة تغيير الأسماء. ولاحظ الموقع أن طلبات تغيير الألقاب العائلية زادت سبعة أضعاف مقارنة بالسنتين الماضيتين. وليست هناك قواعد ثابتة تحكم عمليات التغيير والتبديل هذه، فهى تعتمد أساسا على ما يرى الزوجان أنه اللقب المقبول والمريح لهما.

وهناك حالة شهيرة لواحدة من نجمات التليفزيون وهى كاتبة أيضا.. كان اسمها الذى اشتهرت به وحملته أغلفة كتبها ومقالاتها وبرامجها التليفزيونية هو  «داون بورتر» فماذا فعلت عندما تزوجت من الممثل الأيرلندى «كريس أو دوود»؟..

تريد أن تحتفظ باسمها وشهرتها، لكنها فى الوقت نفسه تريد أن تربط نفسها بزوجها، قررت إضافة لمسة بسيطة إلى اسمها فأصبح «داون أو بورتر» بعد أن كان «داونبورتر» فقط!.. كل ما فعلته هو زيادة حرف «أو» من اسم زوجها.

والآخرون أشجع

لكن آخرين كانوا أشجع، فغيروا ألقابهم بطرق أخرى فمثلا «لورا وارد وود» وعمرها 28 سنة، وزوجها «توم وارد» قررا خلط لقب عائلتها مع لقب زوجها ليصبح اللقب الجديد «وارد». وهو الاسم المشترك الوارد فى لقبى عائلتيهما.

وقالت: «لقد اعترضت على فكرة أن أحمل اسم عائلة زوجى وأفقد لقب عائلتى وزوجى «توم» لم يكن راغبا فى أن يحمل اسم عائلتى حتى لا يفقد هويته -كما قال- ومن هنا جاءت فكرة دمج اللقبين، أنه أمر يمكن أن نقوم به معا، فنحن نبدأ عائلة جديدة بنظام حياة جديد، ومن حسن حظنا أن عملية دمج اللقبين نجحت، لا أريد أن أعيش حالة فقدان الهوية التى تعانيها كل زوجة وأولادها إذا حصل طلاق. وقتها تقول المطلقة «أوه.. هذا الاسم لا علاقة لى به الآن».

وهذه حالات عديدة فى الواقع عندما يتم طلاق زوجين تقليديين ممن يجعلون الزوجة تحمل لقب زوجها.

تضيف العروس الشابة التى تم زفافها فى العاشر من سبتمبر، لو ساءت الأحوال إلى درجة الطلاق فلن نواجه هذه المشكلة لأن اللقب الذى نحمله ينتسب لكلتا عائلتينا «وارد» ويحتفظ به أطفالنا دون شعور بفقدان الهوية.

يقول «سيسيل مازويت» مؤسس موقع تغيير الأسماء ومديره: أعتقد أن الهدف الأساسى من عمليات تغيير الأسماء وعدم التزام الزوجة بحمل لقب عائلة زوجها هو تطلع النساء إلى الحرية والمساواة. فالأزواج الآن أكثر تفتحا وخروجا على التقاليد العقيمة، أكثرإداراكا لوجود طرق أخرى واختيارات تتحقق لهم ولأبنائهم من خلال اختياراتهم لألقابهم الجديدة باعتبارها «اسم الفريق الجديد».