الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

فضائيـات تخشــى الانتقــادات.. وكـلام ريهــام حجــاج أزمـة

سلاح الـ «no comment» لمواجهـة تعليقــــات السوشيال ميديا

علاقة المشاهير بجمهور السوشيال ميديا لا تزال معقدة، وتتراوح الأمور فيها بين مواقف قوية من المدح والمبالغة أو الهجوم والغضب بين الطرفين. المهم أنه فى كل الأحوال لا يمكن التخلص منها أو حلها بشكل مستمر، نظراً لفردانية التعامل من جانب المشاهير، لأنه حتى وإن كان سلوك الجماهير سلبيا إلا أنه فى النهاية يكون تحركاً جمعياً حتى ولو كان بشكل غير منظم، أما تعامل النجوم فيبقى دوماً تصرفاً فردياً، يعتمد على شخصية المشهور وطريقة تعامله ومدى نضجه لتقبل كل اختلافات المتابعين.



 

النجاح والجمهور

لا أحد فى الفن والإعلام ينجح بدون جماهير، الكل يسعى للوصول لأكبر قدر منهم، لكن عندما جاءت السوشيال ميديا أزالت الحواجز بينهم وبين عامة الناس، فصار التعامل مباشرة بين النجم ومعجبيه أو منتقديه، تغير الأمر فأصبحنا نرى نجوماً يصرحون دوما أنهم ليسوا بحاجة لرأى أحد، هم فقط يعملون ولا يهتمون بالتقييمات، لا النقاد ولا الصحافة ولا الجمهور، ما دام الوسط الفنى راضٍ عنهم، إذن باقى الأمور محلولة.

يحاول المشاهير حاليا تجاهل الضغط النفسى الذى يسببه الانفتاح مع الجمهور، فضلاً عن تجنب غضبهم على السوشيال ميديا، ولتحقيق ذلك أصبح الحل الوحيد للكثيرين هو «إغلاق التعليقات»، ليقولوا وينشروا كل ما لديهم فى ظل تفعيل هذه الميزة العظيمة، التى أنقذتهم من آلاف التعليقات التى قد تسبّهم أو تخالفهم الرأى.

بعض المشاهير يغلقون التعليقات عند نشر رأى أو صورة من المؤكد أنها ستثير جدلا، أو سيحصد انتقادات واسعة بسببها، ويتركون باقى منشوراتهم العادية كما هى متاحة للجميع. ونجد الأمر متكرراً فى المنشورات التى تكون عن زواج أو انفصال أو صور جريئة على البحر مثلا. لكن على الجانب الآخر نجد البعض يغلقها على الدوام، سواء كتب شيئاً يستدعى النقد أو شيئاً يستدعى المدح، لا يهمه، هو فقط أغلق التعليقات ولا يريد أن يستمع لأحد.

الإعلامى عمرو أديب حريص على ذلك على الدوام، فقد أغلق التعليقات على حسابه الرسمى على تويتر منذ شهور، ولم يفعّلها مرة أخرى حتى الآن. كذلك الداعية معز مسعود فعّل نفس الخاصية عبر حسابه على إنستجرام، لا سيما بعد انتقادات زيجاته الفنية فى السنوات الأخيرة.

أيضا زوجته الفنانة حلا شيحة فعلت نفس الشىء بعد إعلان زواجهما رسميًا، فبعدما كانت تفعّلها من حين لآخر، وتحديدا على منشورات إطلالاتها الجريئة بعد عودتها للفن، قررت الآن أن تصبح مثل زوجها وأغلقت التعليقات على الدوام عبر حسابها على إنستجرام.

الخوف والدعم

الفنانة ياسمين رئيس خالفت القاعدة، وأغلقت التعليقات على حسابها الرسمى بموقع إنستجرام، ليس لانتقادات الجمهور تجاهها بل خوفا على الجمهور نفسه، وتحديدا فئة المراهقين والشباب، وذلك بسبب التعليقات التى جاءتها من حسابات مجهولة المصدر بهدف توجيه المراهقين والشباب لتصرفات غير سليمة، لذا أصدرت بياناً قبل أيام، اعتذرت فيه للجمهور عن ذلك الأمر، معلنة غلق التعليقات حتى يتم حل الأزمة من إدارة إنستجرام. وبخلاف ياسمين، فإن كثيراً من النجمات اللاتى ينشرن صورا بملابس مكشوفة بعض الشىء يحرصن على غلق التعليقات على هذه الصور، حتى يرحمن أنفسهن من التعرض لضغط التعليقات المسيئة التى قد تنال منهن.

لكن فى الحقيقة الأمر لم يقتصر على المشاهير فقط، بل على جهات ومؤسسات كبرى مثل الاتحاد المصرى لكرة القدم الذى يغلق التعليقات عبر صفحاته الرسمية دوما.

أما بعض القنوات الفضائية، فحين تعرض لقاء مثيرا للجدل مع نجم أو نجمة، تقوم بإغلاق التعليقات عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعى،ويكون ذلك بناء على طلب النجم بالطبع، فمثلا فى لقاء الفنانة ريهام حجاج على قناة النهار، والذى تحدثت فيه عن زواجها من رجل الأعمال محمد حلاوة طليق الفنانة ياسمين عبد العزيز، وأعلنت خلاله حملها منه، تم إغلاق التعليقات تماما على فيديوهات لقاء الفنانة عبر كل منصات القناة على مواقع التواصل الاجتماعى.. هذا بالتأكيد منعا للتعليقات السلبية ضدها، خاصة من محبى طليقة زوجها.

لماذا التجاهل؟!

فى الحقيقة تجاهل التعليقات قد يدل على أنك تعرف مسبقا رأى الأغلبية، وقد يدل على أنك شخص تتأثر بسرعة بما يقال من تعليقات، أو أنك واثق من نفسك لدرجة عدم رغبتك فى سماع غيرك، أو لأنك فقط «بتريح دماغك».. أيا كان السبب المهم أن تدرك فى النهاية أنك تمنع صوت الجمهور عن الوصول إليك.

 قد تضرك آلاف التعليقات، لكن فى الوقت ذاته قد ينفعك المئات منها، فهى إن أزعجتك فى مرة، ستقوّمك فى مرّات أخرى، أنت المنتصر فى كل الأحوال.. هذا مع التأكيد على أن الجمهور يجد نفورا ممن يغلق منافذ التعليقات فى وجهه، بل يصبح متحفزا ضده فى أى مواقف لاحقة. لكن فى النهاية، كل نجم أدرى بطريقة تعامله مع الجمهور، إن شاء استمع إليهم وصبر على أذاهم، وإن شاء منعهم عنه فلا يبلغ مسامع أذنيه سوى صوت نفسه.. ومدح المقربين!