الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

عن شــرف البنــات

مابقاش عـود كبريـت؟!

ريشة: عبد الرحمن أبو بكر
ريشة: عبد الرحمن أبو بكر

إلى كل من يتعاملون مع «المطلقة» أنها بلا شرف لمجرد أنها فقدت بكارتها، إلى كل العقول التى تتعامل على أن البنت التى فقدت بكارتها هى امرأة بلا شرف، حتى إن كان فقدانها لبكارتها بسبب حادث ما. إلى كل من يختزل معنى الشرف فى غشاء بكارة، ويعتبر أن دليل عفة المرأة يثبت بذلك «الغشاء». إلى كل من يتعامل مع المرأة المتزوجة أنها «مدام» أى سهلة المنال لأنها بلا غشاء بكارة، لذلك ليس هناك ما يمنع الوصول إليها ليثبت أو ينفى شرفها.



إلى كل مجرم أوقع فتاة فى حبه وفقدت معه عذريتها لثقتها به وتركها لأنها أصبحت بلا شرف باحثًا عن أخرى بشرف أقصد بـ«غشاء بكارة» ليتزوجها. 

إلى كل من يرى أن الشرف فقط غشاء بكارة وليس كلمة، ثقة، فكر وأسلوب تعامل. إلى كل من يرفض الزواج بمطلقة، أرملة أو فتاة حدث بينهما شىء قبل الزواج، أحب أن أطلعكم يا باحثين عن الشرف فى غشاء بكارة الفتاة أن شرف البنت لم يعد عود كبريت كما قال الفنان الراحل «استيفان روستى»، حيث عود الكبريت وقتها لم يكن ليشتعل إلا مرة واحدة.

اليوم مع تطور عمليات «تجديد غشاء البكارة» أصبح صعبًا اكتشاف الغشاء الربانى من المزيف.

وحيث عمليات تجديد «الغشاء» فى منتهى السهولة وتحدث يوميًا وبدون مخدر أو حجز فى المستشفى، تدخل الفتاة بلا غشاء لتخرج بآخر!

اليوم كيف تثبتون شرف البنت؟ بأخلاقها أم غشاء؟ لم يعد عود كبريت وإنما أصبح «ولاعة» يمكن أن توقده فى أى وقت لتظل فى نظركم شريفة!

السؤال هل الغشاء البرانى كافٍ لإثبات الشرف؟  أكم من الفتيات اللاتى بإمكانهن فعل أشياء تبتعد كل البعد عن الشرف، ولكن تظل شريفة لأنها تملك غشاء بكارة؟ هل تعلم أنها قد تكون أقامت علاقات مثلًا ومازالت تحتفظ بغشاء البكارة فقط؟!

هل تصبح الفتاة التى أظهرت معالم جسدها بأكمله عدا وجهها على الإنترنت، أو فعل كل شىء مع من تحبه مع حفاظها على الغشاء شريفة أكثر من امرأة  مطلقة فقدت عذريتها فى زواج قاسٍ؟

لا بد أن تتغير نظرة الشباب فى اختزال الشرف فى غشاء بكارة فما أكثر عمليات تجديد غشاء البكارة، تعاملوا مع الفتاة التى تحبونها بما يظهر منها معكم، تعاملوا مع قلبها وعقلها، تعاملوا مع وعودها وصدق كلماتها، تعاملوا مع صدق حبها، الشرف مفهومه أوسع بكثير من اختزاله فى غشاء بكارة.

هل منطقى ألا يلتفت رجل أحبته امرأة، رغم صدقها ونقاء روحها وعقلها ورغبتها فى الزواج به لمجرد أنها لا تمتلك غشاء بكارة؟!

إن هناك فئة من الرجال يفكرون من هذا المنطلق العقيم، ويذهبون للزواج من أخرى قد يكون لها غشاء بكارة، ولكن لا تمتلك شرف الكلمة لأنها قد تكون  كاذبة، خائنة،  منافقة، قد تكون مارست كل أنواع الرذيلة وتركت لك دليل شرف زائفًا وبنفسك دخلت تلك المصيدة بهذا «الطُعم».

الشرف فى الصدق، الشرف فى قوة الاعتراف بالخطأ جهرًا، الشرف فى الحب الحقيقى، الشرف فى العقل، الشرف فى الرأس وليس فى غشاء البكارة.

هنا يقع شرف المرأة.

غشاء البكارة لم يعد فى وقتنا الدليل على الشرف، وإنما الشرف فى الوضوح، الصدق والصراحة.. فإذا تركت من تحب وأنت تعلم صدق حبها، تعلم صفو سلوكها لمجرد  أنها بلا غشاء بكارة، فأنت حقًا تستحق أخرى كانت لعوبًا وزيفت غشاء بكارتها أو احتفظت به فقط كشهادة شرف، فهنيئًا لك، إنها تناسب تفكيرك!

تستعرض دكتور شيرين شوقى- الاستشارى النفسى وإخصائية السلوك الأسرى- وجهة نظرها، فيما يخص تضييق مفهوم شرف البنت وقصره على «غشاء البكارة»؛ حيث قالت : إن للأسف نحن مجتمع تربّى بشكل معين، ولا أعمم هذا الفكر، وسنجد أن الأجيال الحالية وأن شباب العشرينيات، والثلاثينيات وبعضًا من شباب الأربعينيات، لا يقصر شرف البنت على امتلاكها غشاء بكارة من عدمه، فهناك شباب يتفهم ويقدر ظروف الأرملة، والمطلقة وغيرهما، وينظرون إلى ما تملك من صفات، وأنها شخصية مناسبة وممتازة بالنسبة لهم، دون الالتفات لأى ماضٍ.. وعادةً أسلوب التربية له شأن كبير فى هذا، فهناك أهالى يكونون هم سبب رفض أن أبنائهم يتزوجون مطلقة أو أرملة لأنها ليست عذراء، وأن ابنهم ليس به عيب، ليتزوج من امرأة ليست عذراء، ولا يتلفتون إلى كونها مناسبة لابنهم، أو ما الصفات التى تملكها، وتبحث الأم عن أخرى عذراء حتى وإن كانت لا تناسب ابنها، وهكذا .. لهذا أنا لاأتفّه من الأمر ولكن لا بُد أن ننظر نظرة مختلفة لمفهوم العذرية وربطها بالشرف، فلا المرأة العذراء شريفة أكثر من التى لا تملك غشاء وبكارة، وليس شرطا أن كل امرأة فقدت عذريتها تكون أنسب من أخرى عذراء، وعلى الرغم من زيادة وانتشار عمليات ترميم غشاء البكارة فلا يمكن أن نعمم أو نشكك فى كل البنات العذارى، لا بُد أن نوسع نظرتنا وننظر إلى السلوك، الصفات، وكينونة البنت، بعيدًا عن ربط شرفها بعذريتها .. فلا تبحث عن فتاة عذراء وتجعل عذريتها شرط زواجكما، وتنحى أخرى رغم أنها تناسبك أكثر، بسبب فقدانها عذريتها، ابحث عن من تناسبك هذا هو المطلوب، ابحث عن من تشبه هويتك، تتفهم عقلك، تتحمل تقلباتك، وتحبك بصدق .. أيا كانت.