الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
العودة إلى ما كان.. ولكن!

العودة إلى ما كان.. ولكن!

من الطبيعى أن يقلق الإنسان ويرتبك وأن يغضب ويحزن أيضًا، وبالتالى تختلط المشاعر لديه ما دام كوفيد 19 بتحوراته وكوابيسه ما زال له وجود وهيمنة فى حياتنا.



هذا الإنسان الحائر نراه بكثرة فى أيامنا الحالية, خاصة أن حالة الكورونا طالت ويبدو أنها لا تريد أن تفارقنا فى القريب العاجل.

وتحديدًا مع عودة المدارس والجامعات فى أمريكا إلى نشاطها شبه الطبيعى وسط إجراءات احترازية يتم تطبيقها بشكل أو آخر.. لم يتبدد القلق السائد تمامًا على أساس أن حالات إصابة عديدة ظهرت وسط التلاميذ. والمشكلة بشكل عام تحتاج إلى مرونة فى التفكير والابتكار من أجل استمرار العودة دون الاضطرار فى لحظة ما للجوء إلى حسم الأمر بغلق فصول الدراسة ورجوع التلاميذ إلى عزلة البيوت. تلك العزلة التى عاشتها وعانت منها أغلب الأسر خلال العام الدراسى الماضى.

بشكل عام العودة إلى ما يمكن تسميته بالحياة الطبيعية كانت قد أخذت خطوات إيجابية منذ عدة أسابيع إلى أن جاء المتحور دلتا ليضرب أغلب هذه الخطط فى الصميم. فمثلاً عودة شركات الطيران إلى نشاطها الملفت للانتباه لم تستمر طويلا فبعد انتعاش ملموس شهدته أمريكا لفترة وجيزة عاد الانكماش من جديد.. تراجعت أرقام الحجوزات والمسافرين، وبالتالى عادت الدوائر المعنية بالسفر والسياحة تتحدث عن سيناريوهات الخروج من الأزمة (إن حدث) فى الفترة المقبلة، كما أن شركات الطيران عانت فى الفترة الأخيرة من ظواهر الغضب من جانب الركاب ومن ثم حدوث مشاحنات ومصادمات فيما بينهم على الرحلات الجوية. السفر لم يعد متعة كما كان، وبالطبع الأعصاب مشدودة وهناك توتر وقلق عام من إمكانية الإصابة بالفيروس من الركاب الآخرين ومن الطائرة نفسها. إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية ذكرت أن حالات الفوضى والصدام التى تم الشكوى بخصوصها وتقديم بلاغات عنها خلال هذا العام ـ حتى شهر أغسطس ـ تجاوز الـ4 آلاف حالة.. مما أدى إلى إجراء أكثر من 700 تحقيق بخصوص هذه الشكاوى!

نقاش مشابه عن تبعات العودة مع ظهور المتحور دلتا دار مؤخرًا حول رحلات الكروز ـ البحرية خاصة بعد أن حدث نوع من الاندفاع والاستعجال من جانب السياح وربما أيضًا الشركات أدى إلى ظهور إصابات بكوفيد 19 وانتشار القلق والخوف بين الركاب. ولا شك أن هذه النوعية من السياحة البحرية ـ كروز ـ تأثرت كثيرًا فى زمن الوباء. كان مجموع عدد الركاب فى عام 2019 قد بلغ 27.8 مليونًا فى حين لم يبلغ عددهم حتى نهاية شهر أغسطس من هذا العام إلا نحو مليون و600 ألف. والأرقام تبين حجم الأزمة التى يعيشها بيزنس الكروز فى أمريكا، حيث تكشف أن حجم العائدات من السفن السياحية فى أمريكا انخفض من 13 مليارًا من الدولارات فى عام 2019 إلى 1.2 مليار فقط فى عام 2020. وحسب بعض التقديرات فإن حجم هذا البيزنس بشكل عام ـ من قطاعات لها صلة بها ـ يقدر بأكثر من 125 مليار دولار.

وفى أجواء العودة.. والتوجس منها ما زال أمر المطاعم (مصيرها القريب أو البعيد) يمثل قلقًا وتخوفًا للكل. لا أحد يستطيع القول بأن التطعيم والكمامة والإجراءات الاحترازية ضمنت العودة إلى ما كان طبيعيًا ومعتادًا بالنسبة للمطاعم ـ خاصة أن مع برودة الجو وقدوم الشتاء سيصبح أمرًا صعبًا تقديم الوجبات فى الأماكن المكشوفة ـ كما فعلت المطاعم فى الفترة الماضية!

فيلم جديد لـ«ويس أندرسون»

المخرج الأمريكى الشهير الذى أبهر عشاق السينما من خلال 18 فيلمًا يعود إلينا فى نهاية شهر أكتوبر المقبل بفيلم جديد  

 The French Dispatch الرسالة الفرنسية.. عن مجلة أمريكية تصدر فى مدينة فرنسية خيالية فى القرن العشرين.. باقى التفاصيل فى الفيلم ذاته.. مشاهدة أفلام أندرسون هى الطريقة الوحيدة للتواصل معها وتذوقها والاستمتاع بها.

أندرسون (53 عامًا) من مواليد تكساس. مؤلف ومخرج لأفلام مميزة ـ سردًا وتسلسلاً وأداءً وديكورًا وألوانًا. وقد قيل عن الفيلم أنه عن حب الصحافة والكتابة. مضمونه وأبطاله وسرحاته وخياله من وحى مجلة «نيويوركر» الأسبوعية الشهيرة ببصماتها المبدعة والمجنونة على مدى 96 عامًا، وهى مجلة يعشقها ويقرأها أندرسون لسنوات طويلة.. هذه السطور مجرد «تسخين» واستعداد انتظارًا لفيلم أندرسون الجديد!