الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

محمد عادل: عملت «سيد درويش» من قلبى

الصورة ذهنية لفنان تُصعِّب دائمًا تقبُّل تجسيد فنان آخر لسيرته الذاتية، ولكن هناك دائمًا استثناءات، مثلما حدث فى عرض «فنان الشعب» عن الملحن الراحل سيد درويش؛ حيث جسَّد الفنان محمد عادل شخصية الأخير؛ بل يبدو أن روحه تعلقت به وبفنه لدرجة جعلته يتماهَى معه طوال العرض، دون أن نشعر بغربة؛ بل بشغف ومَحبة صادقة.



 

عن تفاصيل وكواليس العرض، وحلمه القديم بتجسيد شخصية سيد درويش، وتقديمه لعشرات الأغانى على المسرح، فضلاً عن نجاحاته الفنية الأخرى، كان لمجلة «صباح الخير» هذا الحوار مع الفنان محمد عادل:

• ما الذى يمثله سيد درويش لك بشكل خاص؟

- منذ طفولتى وأنا أستمع إلى سيد درويش، فوالدى ووالدتى ممثلان فى المسرح، وتربيت على يد الشيخ إمام، وبالتالى أصبح تراث سيد درويش فى مخزونى الفكرى. وفى طفولتى أيضًا شاركت عام 1997 فى عرض اسمه «عيد ميلاد سيد درويش» فى الأوبرا لمدة عامين.. كل هذا زاد من حبى وإدراكى لتراث سيد درويش وفنه، وبمرور العمر زاد تعلقى به كغيره من الرموز الفنية التى شكلت خلفيتى الفنية والثقافية.

• هل تمنيت تقديم عمل فنى عنه بعد احترافك للتمثيل؟

- كنت أحلم بتقديم عمل عن مصر فى مرحلة ما قبل الجمهورية، وكان مشروعًا قيد الإعداد على إحدى المنصات، لكن لأن الشكل الغنائى يجذب المصريين رأينا أنه ليس هناك أنسب من سيد درويش لتقديمه عن مصر فى تلك الفترة، وأثناء الإعداد لذلك عُرض علىّ المشاركة فى «فنان الشعب» على مسرح البالون، وهو المسرح الوحيد فى مصر الذى لم أقف على خشبته طوال حياتى حتى الآن، فانتهزت الفرصة لتحقيق حلمى بتجسيد شخصية هذا العبقرى ومعرفته عن قرب.. وبالفعل قدّمنا حتى الآن 112 ليلة عرض، سعدت بها للغاية، ولا يزال هناك موسم جديد نستكمل فيه العرض بإذن الله.

• ألم تتخوف من التجربة فى البداية؟

- بالتأكيد كان هناك تخوفات؛ خصوصًا بسبب الغناء، فأنا لستُ مطربًا فى الأساس، لكن ما طمأننى بعض الشىء أن سيد درويش ليس مطربًا أيضًا، هو ملحن وموسيقى عظيم. أيضًا تخوّفت من طريقة تقديم الشخصية، فنحن لم نشاهده ولا نعرف كيف يتحدث، هذا بالإضافة إلى تعدّد الأقاويل عنه وعن حياته، فلا نعرف حتى الآن كيف مات وكم عدد زيجاته، لذلك كان المسلسل الإذاعى الذى كتبه زكريا الحجاوى ويقوم فيه صلاح منصور بدور سيد درويش، من أهم مصادرى عن حياته، وقرأت عنه كثيرًا، ونظرًا لكون أغلب المعلومات عن حياته الشخصية غير مؤكدة؛ قررت التركيز على فنه فقط خلال العرض.

• ماذا أضاف عرض «فنان الشعب» لمحمد عادل؟

- كل عرض يضيف لى، أى خطوة أقوم بها من قلبى تضيف لى.. و«أنا سيد درويش عملته من قلبى فأضاف لى الكثير»، كما أنه أثّر فى وجدانى رغم صعوبة تقديم هذا العرض فى الوقت الحالى لظروف متعددة، أهمها كورونا.

• هل وجدت نفسَك فى الاستعراضات والأغانى؟

- نعم؛ فقد تم توظيف الأغانى مع محطات مهمة فى حياته وتقديم الاستعراضات بشكل مختلف، فمثلاً فى نهاية العرض وبعد مشهد وفاة سيد درويش، قدمنا «ميدلى» مدته سبع دقائق كوكتيل لأغانيه الشهيرة التى تعلق بها الناس، وكان فى منتهى الصعوبة، ولكن يجب أن أعود بالجمهور لزمن مختلف، لذلك يوميًا أكثر من نصف الصالة تتفاعل مع هذه الأغانى بحماس شديد، وهذا معناه أن سيد درويش لا يزال بداخلنا.

• كيف ترى قيمة هذا العرض؛ خصوصًا لجيل قد لا يعلم الكثير عن سيد درويش؟

- هذا العرض أرشيفى وليس مسرحيًا فقط، فمَن لا يعرف مَن هو سيد درويش ولم يقرأ عنه سيدخل العرض لمدة ساعتين ونصف الساعة؛ ليجد وجبة دسمة بها 37 أغنية لسيد درويش وكذلك تفاصيل عن حياته، فنحن نريد أن نحافظ على الرموز المهمة لدينا، لذلك مثل هذا العرض يجب أن يكون متاحًا لطلبة المدارس وندعوهم لمشاهدته أيضًا، فمن خلال الفن الجيد يزيد الوعى والثقافة.

• هل تعتبر نفسَك محظوظًا؟

- فى الدراما أنا محظوظ، فمنذ مشاركتى فى مسلسل «الجامعة» فى عام 2009 حتى الآن، كل عمل أشارك فيه يحقق تأثيرًا جيدًا لدى المُشاهد، وأصبحت أتأهل من عمل للآخر وأجتهد فيما أقدّمه وأحرص على التنويع فى اختياراتى.. ويكفينى أننى قدمت أعمالاً محترمة أشعر بالرضا تجاهها.