الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

فنان الشعب مسرح البالون فى حضرة «سيد درويش»

محمد عادل على المسرح
محمد عادل على المسرح

عند توجُّهى لمشاهدة عرض «فنان الشعب» عن المطرب والملحن العظيم سيد درويش، كنت مُحمَلة بانطباع ما عن عروض السِّيَر الذاتية؛ خصوصًا أنه فنان له تراث فنى كبير، لذلك تمنيت ألا يكون العرض مجرد قوالب وكليشيهات معتادة؛ خصوصًا أننا أمام شخصية فنية استثنائية بكل المقاييس.



تساءلت كيف سيمكن اختزال مشواره الكبير فى ساعتين مدة العرض؟ وكيف سيتم توظيف أغانيه التى أصبحت صكّا مصريًا وطنيًا؟ كل هذه الأسئلة طرحتها على نفسى، ولكن بدأت تتبدد دقيقة بدقيقة، بعد أن تابعت تلك الحالة الفنية المتميزة، التى خرجت بهذا الشكل رغم الظروف الإنتاجية لمسرح الدولة.

فى «فنان الشعب» نشاهد محمد عادل وهو يقوم بدور سيد درويش، فنان شاب صاحب كاريزما وموهبة تؤهلانه لتقديم تلك الحالة التى ظهر بها العرض؛ خصوصًا أن له تجارب غنائية سابقة، لكن يظل تقديمه لنحو 37 أغنية فى العرض تحديًا كبيرًا ومهمة شاقة اجتازها بنجاح، ويتجلى هذا واضحًا من تفاعُل الجمهور مع الأغانى طوال العرض. أيضًا لقاء سويدان فى دور «جليلة» حبيبة سيد درويش وملهمته، نراها فى اللون الاستعراضى الذى تفضله وتجيده بالفعل على خشبة المسرح.

أمّا على مستوى النص؛ فقد توقعت وجود صعوبة فى كيفية تقديم رحلة هذا العبقرى التى ارتبطت واشتبكت بظرف سياسى وفنى مهم، لكن نجح الكاتب السيد إبراهيم والمخرج أشرف عزب فى توظيف كل هذا فى عرض مسرحى دون مَط ودون تحويل العرض إلى قوالب تعليمية مباشرة. كذلك استخدام شاشة العرض كجزء مهم من أحداث المسرحية، وتوظيفها فى النقلات وإيضاح الحدث السياسى فى زمن السرد.

حالة فنية متميزة كنت أتمنى ألا يتخللها خروج عن النص من قبل بعض الممثلين؛ لتكتمل حالة «فنان الشعب» كما تخيلتها، لكن هذا لا ينفى أن كاريزما محمد عادل وموهبته وحضوره، ومهارة لقاء سويدان وسلاستها على المسرح غضّت الطرف عن أى عيوب مستترة فى العرض، سواء الإنتاج أو الملابس التى كان يتحتم أن تكون أكثر إبهارًا وثراءً؛ لتليق بعرض «ميوزيكال» مصرى صرف.