الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
جراحات التجميل.. هستيريا المراهقات   و المراهقين!

جراحات التجميل.. هستيريا المراهقات و المراهقين!

لا يكاد أحد يصدق الأرقام التى أعلنتها وزارة الصحة البريطانية، لأنها صادمة.. فمن يتصور أن أكثر من 41 ألف عملية تجميل أجريت فى العام الماضى فقط لبنات مراهقات تحت سن 18 سنة، وحتى أولاد؟!



طبعا كل إنسان يتطلع لأن يكون فى أجمل وأفضل حال، لكن  الضغوط والإلحاح المتلاحق من الإعلانات وعلى امتداد مواقع الإنترنت وبعض برامج التليفزيون ونشر الصور لملامح جمال وكمال جسمانى مبالغ فيها، لبعض المشاهير، خلق هذه الهستيريا التى أصابت المراهقات والمراهقين فى بريطانيا.

عمليات وجراحات التجميل مثل نفخ الشفاه، وتحسين هيئة الأنف.. وغيرها مما يسمى«البوتوكس» أصبحت تشكل خطرا استدعى تدخل الحكومة، فقررت وزارة الصحة منع إجراء هذه الجراحات الخطيرة لمن هم فى سن 18 سنة أو أقل.

وكتبت وزيرة الصحة «نادين دورريس»مقالا  فى صحيفة أسبوعية واسعة الانتشار هى«مايل أون صانداى» تحت عنوان «مراهقينا ضحايا هذا الجنون» جاء فيه: ليس غريبا أن يظهر آخر استفتاء أن 80 % من البنات والنساء الصغيرات يرغبن فى إجراء جراحات تجميل، لتغيير مظهرهن بدعوى تحسين ثقتهن فى أنفسهن. 

وقد وجدت أن هذه البيانات مثيرة للاكتئاب.. وأكثر من ذلك أن المشكلة ليست وقفاً على الفتيات فقط، فالمراهقيون الذكور يواجهون أيضا ضغوطا من وسائل التواصل الاجتماعى تلح عليهم أن يظهروا فى هيئة شكلية معينة.

لقد حدث انتشار كبير لطلبات المراهقين والمراهقات المتطلعين للحصول على ما يطلق عليه «وجه انستغرام» وذلك من خلال عمليات جراحية مثل «بوتوكس» و«فيلرز» لتضخيم وجنات الوجه، وعيون مثل عيون القطط، والشفاه الغليظة مثلما نراه فى الصور التى تنشرها النجمات بعد عمليات الرتوش الكبيرة التى تمر بها هذه الصور قبل نشرها على «السوشيال ميديا».

وتعلن الوزيرة أنه للأسف ليست هناك قيود قانونية تحدد السن الدنيا التى يسمح فيهابإجراء هذه العمليات. 

وهذه العمليات تتم من خلال حقن الجلد بمواد يمكن أن تتسبب فى مشكلات خطيرة، بما فى ذلك العدوى، وفى حالات نادرة إصابة العيون بالعمى.. وهناك من يمكن أن نسميه «كاوبوى» من بين من يقومون بهذه الجراحات الخطيرة دون مراعاة للضحايا.

لا حاجة لأى طفل أو مراهق ذكرا كان أو أنثى لأى عمليات جراحية، إلا لأسباب طبية ولهذا فقد قررت الحكومة التدخل لحماية المراهقين والمراهقات، بجعل هذه العمليات غير قانونية ومعاقبة من يمارسها من الجراحين، بأن يقدم للمحاكمة.

الكاتبة الصحفية «سارة فاين» نشرت ما جرى من ابنتها المراهقة (18 عاما) التى طلبت السماح لها بإجراء عملية فى النهدين.. بعد أن شاهدت حلقة من أحد برامج تليفزيون الواقع؟!

أما النائبة البرلمانية «لورا تروت» التى قادت حملة المطالبة بمنع هذه العمليات واستجابت لها الوزارة، فتقول إنه وفقا لبعض التقديرات فإن ما يزيد على مئة ألف عملية تجميل أجريت فى العام الماضى فقط لمن هم أقل عمرا من 16 سنة.. هذه جرائم ضد الأجيال والمستقبل.

واحدة من الضحايا تحت سن 16 اسمها «كاتيرنابانكس» روت حكايتها التى تحولت إلى مأساة: كل صاحباتى أجرين هذه العملية، وكنت الوحيدة التى لم تجرها، لذا فقد فكرت أن المسألة سهلة..وستكون «أو كى».. لكن عندما أجريت لى عملية «حشو شفاه» لأول مرة انتهى الأمر بأن أصبح وجهى مشوها بانتفاخات قبيحة فى شفاهى ووجنتى.

وقالوا لى لا تقلقى، هذه مرحلة طبيعية.. خطوة تليها عملية حشو أخرى وأصبح أجمل. 

لكن الجراحة الثانية حولت وجه المراهقة الصغيرة إلى مسخ مشوه، مع آلام شديدة وأورام وجروح، ما جعلها غير قادرة على الكلام إلا بصعوبة.. وتمدد «الحشو» من الشفاه إلى الأنف.. والخدود، وقد تشوه الوجه تماما.

تضيف «كاترينا» بألم: أصبحت نصف شفايفى ميتة.. لم تعد دورة الدم تصل إليها.. وأصبت بندبات بيضاء اعتقد أنها عدوى.

تختم المراهقة المصابة حديثها بالقول إنها حصلت على تعويض من الطبيب الذى سبب لها هذه المتاعب.

وطالبها بالصمت، لكنها تتحدث الآن لكى تحذر غيرها من المراهقات.. واعتقد أن القانون الجديد الذى يحظر هذه العمليات للصغار كان يجب إعلانه من زمن طويل.