الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

جهاد جريشة: دفعـت ثمـن رفـض الهـروب مـــن المســئولية

بنهاية الموسم الحالى وضع الحكم المونديالى جهاد جريشة حدًا لمسيرته وأعلن اعتزاله التحكيم بعد مسيرة حافلة بالإنجازات ممثلاً لمصر فى الكثير من البطولات منها كأس العالم وكأس الأمم الأفريقية ودورى أبطال أفريقيا وغيرها من المسابقات.



تعرض جريشة للكثير من الأحداث ولكن أصعبها كان إصابته دون أن يشعر به أحد وغيابه عن الملاعب، فى حوار مع «صباح الخير», روى جريشة الكثير من الصعوبات فى مواجهة وضع الحكام منها غياب التأمين الصحى، فضلًا عن اضطرار الحكام لعلاج أنفسهم على نفقتهم الخاصة دون تعويضهم من أى جهة أو اتحاد الكرة.. وإلى الحوار:

ما خططك بعد اعتزال التحكيم؟

- لقد خططت للحصول على دورات داخل الاتحاد الدولى لكرة القدم كى أصبح محاضرًا دوليًا ،بالإضافة إلى الدخول فى مجال الإدارة فى لجان التحكيم المختلفة سواء داخل الاتحاد المصرى لكرة القدم أو الاتحاد الأفريقى «الكاف».

لماذا الهجوم على الحكام كل موسم؟

- التحكيم هو الحلقة الأضعف فى اللعبة لأنه فى كثير من الأحيان لا يجرى الاعتراف بأن الفرق لديها مشاكل سواء بين اللاعبين أو أخطاء المدرب أو أزمات إدارات الأندية ولكن الحكم هو المبرر السهل للخروج من الفشل.. وهذا الأمر لا يتوقف على الجانب المحلى فقط وإنما فى العالم كله.

وكيف نتفادى الهجوم المستمر على الحكام؟

- للأسف لن يحدث ذلك وسيظل الحكام فى مرمى النيران باستمرار ،ولكن فى الوقت نفسه يجب أيضًا العمل على تطوير التحكيم والمنظومة بصفة عامة لاسيما أنه فى كل موسم يجرى تقييم الوضع وتحديد أوجه القصور والضعف وعلاجها مثل ضرورة زيادة رخص مزاولة التحكيم بالفيديو وإقامة المعسكرات الاستعدادية.

ما المباريات الصعبة التى خضتها خلال مسيرتك؟

- هناك الكثير من اللقاءات مثل إنجلترا وبنما فى المونديال ونهائى دورى أبطال أفريقيا بين الوداد والترجى وأيضا اتحاد العاصمة الجزائرى ومازيمبى فى نهائى دورى أبطال أفريقيا ومباراة نيجيريا والكاميرون فى التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم.

هل هناك حكام من الجيل الحالى يمكنه الوصول إلى المونديال؟

- التحكيم المصرى لن يقف على أحد لكن الأمر ليس بالسهل وفى نفس الوقت ليس مستحيلاً، ولكن يحتاج إلى الكثير من العمل ولا يعنى أن هناك حكمًا نجح فى الدورى أو فى أفريقيا أن يكون مؤهلاً للذهاب إلى المونديال ولاحظ أن الحكام يخضعون دائما للمراقبة باستمرار وتجرى التصفية النهائية من أجل وصول حكام النخبة إلى كأس العالم.

لماذا يثير «الفار» فى الدورى المصرى الجدل؟

- ببساطة هى أنه فى تقنية الفار يجرى استخدام كاميرات يصعب معها اتخاذ قرار واضح والدليل أنه فى كثير من الأحيان يصعب على المشاهد فى المنزل إعطاء قرار حول لعبة جدلية بسبب عدم وضوح الرؤية عكس ما يحدث فى أوروبا رغم أنه يشاهد نفس الواقعة معى فى لحظتها.

كيف تحافظ على لياقتك البدنية؟

 - الحكم ينفق من ماله الخاص من أجل الحفاظ على لياقته مثل الحصول على جلسات مساج عميقة والخضوع لبرنامج بدنى وغذائى وإذا ما تعرض لإصابة فيقوم بعلاج نفسه والخضوع لجلسات علاج طبيعى على نفقته وذلك دون تقاضى مقابل ذلك من الاتحاد المصرى لكرة القدم، وإذا بخل الحكم على نفسه فإنه لن يتحرك كثيرًا فى سلم الترقى بين حكام النخبة وسيظل فى مكانه.

أنفق على الأقل خمسة آلاف جنيه تقريبًا فى الشهر الواحد وربما يزيد وإذا ما تعرضت لإصابة فإن المبلغ الذى تنفقه يرتفع،خاصة أن الحكم يمكن أن يغيب عن المباريات لفترة طويلة بسبب العلاج وقد يحتاج الأمر إلى استخدام جلسات العلاج المائى ومغاطس الثلج من أجل سرعة التعافى من الإصابات.

هل تعرضت لإصابة طويلة؟

- فى الموسم الماضى فى لقاء الزمالك وطلائع الجيش تعرضت لإصابة بتمزق فى عضلة «السمانة» فى الدقيقة الخامسة من المباراة وتحاملت على نفسى لأجل الوصول بالمباراة إلى بر الأمان ،ولكن كلفنى ذلك الغياب ثلاثة أشهر من أجل العلاج لأن التمزق زاد خلال الركض.

لماذا لم تطلب الاستبدال وإشراك الحكم الرابع بدلًا منك؟

- الحكم الرابع لم يكن مؤهلا للعب لأنه لم يخض أى مباراة فى الدورى الممتاز ووقتها لم أكن أرغب فى وضع لجنة الحكام فى حرج، لذا قررت التحامل على نفسى والاستمرار فى إدارة اللقاء ولم أرغب فى تصدير الأزمة إلى لجنة الحكام لأن اللقاء إذا جرت إدارته من حكم لا يمتلك الخبرات فإن الوضع سيتفاقم بصورة كبيرة.

كيف عالجت نفسك وقتها؟

- أولا الحكم لا يوجد لديه تأمين صحى وبالتالى أى إصابة يضطر لمعالجتها من جيبه الخاص وقد خضعت لعلاج مكثف وكلفنى ذلك الغياب عن البساط الأخضر لعدة أشهر وربما كانت الإصابة ستحتاج إلى وقت أكبر ولكن كان لدى مدرب لياقة ساعدنى تجاوز المرحلة وما أحزننى أنه لا أحد يشعر بما قدمته ولا أشعر بأننى أتلقى التقدير اللازم.

هل الجيل الحالى من الحكام مؤهل للعب تحت ضغط الجمهور؟

- أغلب الجيل الحالى لا يملك خبرات اللعب تحت ضغط داخل الملعب ولكن لا يجب أن ننسى أن هناك ضغطًا من نوع آخر يجرى ممارسته عليهم وهو «السوشيال ميديا» وعن نفسى فقد عشت الضغوط المختلفة.

ما المدة التى يحتاجها الحكم للعب فى الدورى الممتاز؟

- على الأقل ثلاث سنوات من العمل فى القسم الثانى قبل التفكير فى الوصول إلى الدورى الممتاز ويجب أن يشارك فى مباريات متدرجة فى القوة من أجل اكتساب الخبرات التى تؤهله بعد ذلك لإدارة مباريات قوية مثل الأهلى أو الزمالك، كذلك فإن مراقبة لجنة الحكام لمن يديرون المباريات هى التى تحدد الأسماء التى ستترقى للوصول إلى صفوة الحكام فى مصر.

ما الأدوات التى تملكها لجنة الحكام لرفع مستوى التحكيم؟

- أرى أنه لابد على لجنة الحكام وضع ثلاث خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة الهدف فيها تقييم كل من يحملون الصافرة والراية ،ويجب أن تضع رؤية لكل حجم بشأن المطلوب منه فى الفترة المقبلة وأعتقد أنه بذلك ستدرك الأسماء التى ستصبح مؤهلة للانضمام للقائمة الدولية، إضافة إلى الأسماء التى ستذهب للمحافل الدولية سواء فى كأس العالم أو كأس الأمم الأفريقية أو مسابقات الأندية مثل دورى أبطال أفريقيا والكأس الكونفيدرالية.