الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«النازيون الجدد» صداع فى رأس «بايدن»

اقتحام الكابيتول الأمريكى
اقتحام الكابيتول الأمريكى

مشهد رجال يلوحون بأعلام الصليب المعقوف  يهتفون: «اليهود لن يحلوا محلنا» و«هتلر يعود.. سنحمى أرضنا بدمائنا»، بينما يسيرون بأعداد كبيرة بعد سنوات طويلة من انتهاء الحرب العالمية الثانية أصبح  أمرًا يثير الرعب فى أرجاء أوروبا .



ورغم هزيمة الفاشية والنازية وحظر أنشطتهم فى العالم كله؛ فإن  تزايد ظاهرة مجموعات النازيين الجدد القومية المعادية للسامية والمهاجرين والسود والمسلمين، بالإضافة إلى جماعات اليمين القومية، ذات الخطاب العنصرى الكاره للآخر فى الغرب وفى الولايات المتحدة بالذات أصبحت محل تساؤلات العالم وتخوفاته.

 

 على الأراضى الأمريكية، دق النازيون ناقوس  الخطر بإطلاقهم حملة ترهيب واسعة، تجلت خلال أحداث 6 يناير، حيث اقتحموا الكابيتول  برفقة الجماعات اليمينية المتطرفة. 

 ومنذ  ذلك الحين  لم يعد بإمكان الولايات المتحدة تجاهل الهاوية التى انفتحت أمامهم  بظهور النازيين وما  قدمه لهم الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب من دعم كما يتردد فى الشارع الأمريكى وصعوبة كبح جماح وحش سياسى وسط تخوفات من نهوضه على أنقاض الديمقراطية الأمريكية  كما يقول الشارع. 

الصليب المعقوف 

 تفجرت أزمة عودة النازيين الجدد، مع اقتراب ذكرى مجازر الهولوكوست  فى الثانى من أغسطس؛  حيث تم اكتشاف وجود رمز النازية «الصليب المعقوف» محفورًا فى مصعد وزارة الخارجية الأمريكية، بالقرب من مكتب هارى أس ترومان المبعوث الخاص لمكافحة معاداة السامية. 

 وحمل رمز النازية دلالات مهمة على مدى توغل النازيين الجدد فى أروقة السلطة الأمريكية خلال فترة حكم ترامب، فيما اعتبر الإعلام الأمريكى  الرمز رسالة تهدد بعودتهم.

وفتحت الخارجية الأمريكية تحقيقًا موسعًا لمعرفة كيف تم حفر الشعار على الإطار الخشبى للمصعد الذى يخضع لتدابير أمنية مشددة وسط واشنطن، فيما طالبت الخارجية بتعيين مسئول فى مركز مكافحة السامية، الذى لا يزال شاغرًا مثل العديد من المراكز منذ تغيير  الإدارة الأمريكية.. بعد رحيل الرئيس ترامب. 

 ووفقًا لمركز الأبحاث الأمريكية، يوجد أكثر من 900 جماعة تعصب وكراهية تنشط فى الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، وتحظى بتأييد واسع.

أبرز الحركات التى ظهرت فى السنوات الأربع الأخيرة، حركة «براود بويز» هى أشهر وأقوى الجماعات المتطرفة المعروفة بقربها من الحركات  النازية،  والتى شاركت فى اقتحام مبنى الكابيتول  الأمريكى، وأيضًا حركة «حراس القسم» وهى واحدة  من مشاهير الحركات التنظيمية اليمينية المتطرفة المسلحة، تضم أكثر من ثلاثة آلاف عنصر ومعروفة بدعمها للحركات النازية..

إضافة إلى حركة «بوغالو» التى  تعتبر من أخطر الحركات فى الولايات المتحدة، كونها معقل  النازيين الجدد، وتضم عددًا كبيرًا من العناصر المتشددة، ومثيرى الشغب والفوضى، ويُعرف  عنها ميولهم الانقلابية .

أما حركة «3 % - الثلاثة فى المئة» فهى ميليشيا مسلحة متطرفة، سُميت بهذا الاسم، بسبب  تبنيها مزاعم حول مشاركة 3 % فقط من الأمريكيين للقتال ضد البريطانيين فى حرب الاستقلال والتى تُعرف أيضا باسم الحرب الثورية الأمريكية.

ويشارك بالحركة عناصر مرتزقة وعسكريون سابقون، وتُصنف  بأنها حركة إرهابية معروفة بضمها  للنازيين الجدد، وتنتشر فى عموم الأراضى الأمريكية. 

 ومن مشاهير الحركات جماعة «اليمين البديل»   التى تضم هى الأخرى العديد من النازيين الجدد، وتقدم لهم جميع أشكال الدعم المادى والمعنوى، لتنفيذ مخططات عودة  النازيين، وقد تأسست منذ عشر سنوات، لكنها لم تحظ بشعبية واسعة سوى خلال فترة حكم الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب .

وتستمد الحركة أفكارها من حركة كولكس كلان أقدم جماعات الكراهية فى أمريكا والتى تأسست عام 1866، وعادت للظهور  مؤخرا لتوسع دائرة نشاطها من كراهية السود إلى كراهية اليهود والمهاجرين والمثليين والكاثوليك.

ومن أشهر عناصر «اليمين البديل» ستيف بانون، كبير مستشارى  البيت الأبيض سابقًا، وريتشارد سبنسر أحد قادة اليمين الجمهورى المتطرف الذى أثار ضجة كبيرة لقيامه بتوجيه تحية نازية لترامب أمام حشد من النازيين الجدد 

 

صدمة الكابيتول 

 رغم ما عُرف عن ترامب من دعم اليهود؛ فإنه حسب بعض وسائل الإعلام الأمريكية فقد كان يسمح للنازيين الجدد بالانتشار فى عموم أمريكا، وقام بتعيين مسئولين حكوميين من ذوى الميول النازية على حد وصف بعض  التقارير الصحفية الأمريكية .

وكشفت فضيحة اقتحام الكابيتول، عن الأهوال التى قد يواجهها الشارع  الأمريكى على أيدى الجماعات الشعبوية المتطرفة، حسب مراقبين كانت هزيمة ترامب  ضربة قاصمة لأحلام النازيين الجدد التى اختفت منذ أربع سنوات بهدف فرض سياستها العنصرية على الشارع فى الولايات المتحدة. 

 وهو ما كان يقتضى من بايدن سن قوانين للحد من نفوذ هذه الجماعات قبل أن يتمكنوا من العودة مرة أخرى لكنه أمر لم يحدث للآن بموجات استغراب فى الشارع الأمريكى.

مؤامرة الفوهرر

حسب تقارير صحيفة أمريكية وصفت عودة النازيين الجدد بأنها جزء من مؤامرة نازية للدعاية  وفى مخطط  يعود إلى ثلاثينيات القرن الماضى عام 1941، حيث كان أعضاء حزب العمال الوطنى الاشتراكى الألمانى يبنون سرًا مؤسسات لنشر سياسات أدولف هتلر ويحاولون تحويل الرأى العام الأمريكى لصالحهم .

وتقول تقارير صحيفية إنه بدأ تفعيل هذه المؤامرة فى نيوأورلينز جنوب أمريكا، داخل أفخم قصور سانت تشارلز، حيث قام البارون إدغار فون شبيجل، القنصل الألمانى فى نيوأورلينز، بالتخطيط لحملة تضليل للرأى العام الأمريكى، ونشر فكرهم الإرهابى، فيما توالت المؤامرة مستمرة. 

 وينسب إلى مؤمنون بنظرية المؤامرة النازية على الولايات المتحدة قولهم أن  لإفساد الولايات  المتحدة من الداخل، ونشر شبكات تجسس فى المؤسسات الأمريكية، بدأت عملها أولًا بجمع معلومات عن الرأى العام الأمريكى لإنفاق مئات الآلاف من الدولارات  لتدريب الأمريكيين الألمان وأطفالهم  لتنمية أجيال تعيد الأفكار النازية من جديد.

يذكر أن 10 آلاف نازى قد تم نقله إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فى أعقاب الحرب العالمية الثانية، وقد بدأت قضايا البحث عن نازيين فى السبعينيات من القرن الماضى، وتمت ملاحقة 137 فقط من المشتبه بهم،  بعضهم وافته المنية، وآخرون حصلوا على أوامر بالترحيل، أو الهجرة الطوعية، بينما لا يزال الآلاف يعيشون فى الولايات المتحدة وينتظرون الفرصة للظهور مجددًا.