الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
حق أطفال مصر فى فضائية

حق أطفال مصر فى فضائية

فى مصر، كما نقرأ فى إحصائية «الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء»  39 مليون ومئتا ألف طفل،  ثلثهم فى الفئة العمرية  دون الأربع سنوات. وهؤلاء فى حياة البلاد هم شباب المستقبل، ورجالاته، منهم سيكون السياسى، والدبلوماسى، والطبيب، والمحامى، والمربى، والأديب، والمفكر، وحتى العامل البسيط.



إن مرحلة الطفولة- يشرح لنا علم النفس- من أخطر مراحل حياة الإنسان، خلالها يتزايد  نمو الطفل، الأمر الذى يتطلب تفهمًا  لمتغيرات حياته ونمطها فى بيئته الحاضنة، وقد أصبح الإعلام المرئى الذى يتابعه الطفل فى العقود الماضية، سيفًا ذاحدين، فهو من جهة يسهم فى تكوين شخصية الأطفال،  والتأثير على ثقافتهم،   وتوجيههم لتحديد  اتجاهاتهم، ومواقفهم من الآخرين ومن الحياة  عمومًا..  ومن جهة أخرى، يعمل  على التأثير سلبًا  فى شخصية الطفل، من خلال بعض برامج  تليفزيونية لا تتفق مع ثقافتنا وتتعارض مع قيمنا ومبادئنا. 

فالشاشة  الصغيرة أقوى أسلحة العصر، تتجذبه، تغريه، وتحاصره فلا يستطيع الانعتاق من أسْرها. إن العمر المُبكر الذى يبدأ فيه الطفل مشاهدة التليفزيون، والساعات الطويلة التى يقضيها مُسمّرًا  أمام الشاشة، مسألة تبرز أهمية الدور الذى يمكن للتليفزيون أن يلعبه فى عملية نموالطفل معرفيًا ووجدانيًا.. فالطفل، فى تلك المرحلة المبكرة،  يتعلم بشكل عرضى عفوى، عبر حواس البصر والسمع واللمس،  وهى الحواس الإدراكية الأساسية عنده. وهذا يعنى أن الطفل فى إطار هذه العلاقة يكتسب بشكل عفوى أنماطاً سلوكية ومعرفية   وإدراكية عبر مشاهدته وسماعه للحوادث وللحكايات التى تُروى له،  وهوشاخص بكُليته إلى الشاشة المرئية ما يزيد على 33 ساعة فى الأسبوع، وهذا يؤدى إلى آثار نفسية على عقله ووجدانه.

 من حق أطفال مصر علينا، ونحن نعيد بناء الدولة، أن نضع خطة مدروسة وملزِمة، لإيجاد  قناة تليفزيونية خاصة بهم، متفهمة لما يحتاجونه، من ترفيه هادف، وتثقيف، وتوعية، وتحضير نفسانى وسلوكى، يقوم بها المشتغلون فى إعلام الطفولة من الأدباء الذى صرفوا المداد على قصص الأطفال، إلى الرسامين  الذين نذروا ريشتهم لإثراء وعى الأطفال للفن، إلى الأكاديميين، سواء فى علم النفس أمْ التربية الحديثة،  إلى الفنانين،  والفنيين، إن فى الإخراج، أوالإعداد.. فتولد قناة تتعهد أطفالنا، فيتشكل معها جيل  فاهم، واعٍ، مُدرك، يتحلى بالقيم المُثلى، ينهض بالبلاد، ويفيها حقها من الحياة برفعة، تواكَب باعتزاز دول العالم. 

إنها دعوة على المَلأ، للدولة، لتبنّى هذا المشروع، فتتضافر جهودها والمختصين فى عالم الطفولة، مع جهود المصارف،  ورجال الأعمال، وشركات الاستثمار فى وضع مداميك هذا المشروع الحيوى والضرورى لمستقبل البلاد.

إن المشاريع العملاقة تولد صغيرة، وتنمو بالإرادة، والإصرار، وتصبح واقعًا.