الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

دولــــة لا تنســــى أبنـاءهـــا

عملية نوعية لإعادة المصريين
عملية نوعية لإعادة المصريين

لم يكن قرارُ إعادة الجالية المصرية والبعثة الدبلوماسية من أفغانستان بهذه السرعة والدقة هو الحدث الأول من نوعه؛ فقد قامت به الدولة من قبل فى اليَمن بعد احتجاز صيادين مصريين، وفى ووهان حين أصبحت المدينة بؤرة كورونية، فمصر لا تترك أبناءَها فى خطر ولو اقتضى الأمر التدخل المباشر مثلما حدث مع الأقباط فى ليبيا، فما بين سرعة قرار القيادة السياسية وتخطيط رجال المخابرات المصرية وجهود القوات المسلحة وتكاتف جميع أجهزة الدولة المَعنية؛ يكمن سرُّ الدولة التى استطاعت فرضَ سيطرتها وحماية أبنائها فى الداخل والخارج، الجمهورية المصرية الجديدة ذات القوة والقدرة والسيادة.



كانت البداية عندما أرسلت القوات المسلحة طائرة نقل عسكرية إلى أفغانستان لتقل الجالية المصرية والبعثة الأزهرية ومسئولى السفارة المصرية، فى إطار توجيهات القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس الجمهورية «عبدالفتاح السيسى» بعودة المصريين من أفغانستان، فقامت القوات المسلحة بالاستعدادات على أعلى مستوى من ناحية التأمين الطبى والإدارى لاستقبال الجالية المصرية، وتمت المهمة كما خطط لها.

وقد أثنى أعضاءُ الجالية المصرية العائدون من أفغانستان على جهود الرئيس «عبدالفتاح السيسى» الذى كان يتابعهم منذ أن كانوا عالقين فى كابول وحتى تمّت عودتهم سالمين إلى أرض الوطن، وأكدوا أن توجيهات الرئيس «السيسى» كانت واضحة بتأمين عودة الجالية المصرية البالغ عددها 43 فردًا، بعدما تم تجميعهم وعودتهم إلى مصر بسلام وأمان.

وجددت الجالية الشكر للرئيس «السيسى» على هذا الجهد، مؤكدين أنه «لولا دعم الرئيس واطلاعه بشكل يومى على أوضاع الجالية هناك؛ لما تمكنوا من العودة بسلام وأمان».

(المواطن المصرى.. أولاً)

يقول اللواء د. «فؤاد فيود»- المدرس بأكاديمية ناصر العسكرية العليا: مصر فى عهد الرئيس «عبدالفتاح السيسى» لم تتخل عن مواطنيها فى كل بقاع الأرض، ولذا وثق فى قيادته المواطن البسيط، والدليل هو المَشهد الذى أشادت به دول العالم وهو هبوط طائرة عسكرية عليها العَلم المصرى فى مطار أفغانستان فى ظل التوترات الحادثة، وإجلاؤها المواطنين المصريين وبعثة الأزهر والدبلوماسيين فى الوقت الذى رأينا فيه تعلق المواطنين الأفغان وسقوطهم من طائرات الدول التى رفضت إجلاءَهم!

والحقيقة أنها ليست المرّة الأولى؛ فعندما وقعت حادثة الأقباط المصريين فى ليبيا، تم القصاص من الإرهابيين قبل أن تنقضى الليلة. والأمر نفسه مع المصريين فى اليمن وليبيا وسوريا، فعندما تأزمت الأوضاع هناك قررت القيادة السياسية إرسال طائرات لإحضارهم على الفور، فضلاً عن طلابنا فى و«ووهان» الصينية، فبمجرد تحولها إلى بؤرة لكورونا تم إجلاؤهم وعودتهم إلى وطنهم بمنتهى الحنكة والإدارة الحكيمة للموقف، بالإضافة إلى المواطنين الذين كانوا عالقين فى الدول الأخرى فى ذروة كورونا، مع تخصيص فنادق بأكملها كعَزل صحى دون أى مقابل.

كل هذه الأحداث جعلت المواطن المصرى يثق فى قيادته السياسية ودولته المصرية، ويشعر بقيمته وأنه مُكرم فى وطنه، وأن حكومته أصبحت تعمل لصالح مواطنيها فى المقام الأول، وخير شاهد على ذلك حديث أحد العائدين من أفغانستان الذى قال فور وصوله إلى أرض الوطن، إنه يشعر بالأمان بعد عودته من أفغانستان حيث تمّت إعادتهم لمصر فى مرحلة صعبة للغاية؛ خصوصًا فى مطار كابول الذى كان شبه جحيم، وزميله من البعثة الأزهرية الذى هتف: «الواحد يطمئن طول ما هناك قيادة حكيمة»، مما يؤكد أن الرئيس «عبدالفتاح السيسى» قد حفر مكانته فى عقل وقلب المواطن المصرى، وأن الجمهورية المصرية الجديدة ترفع شعار: المواطن المصرى.. أولاً وأخيرًا.

(منظومة متكاملة)

ويشير اللواء «قنديل»- الخبير العسكرى والاستراتيچى- إلى أن الخطوات المصرية أصبحت تسير وفْقَ منظومة متكاملة تقودها قيادة سياسية واعية تفكر بمنطقية، وقوات مسلحة لديها قوة متكاملة وقدرة على تنفيذ المهام الموكلة إليها، جيش لا يقوم بمهمته العسكرية فقط، لكنه «يد تبنى وأخرى تحمل السلاح»، ويشترك فى هذه المنظومة شعبٌ مصرىٌ يقف خلف قيادته السياسية ومتضامن مع قواته المسلحة ولا يثير مشكلات داخلية تشغلهم عن مهمتهم الأساسية فى الدفاع والبناء، فضلاً عن جهاز المخابرات الذى يُعَد من أقوَى أجهزة المخابرات فى العالم، فلا تخفَى عليه خافية يهتم بالمواطن المصرى وأمنه فى الداخل والخارج، وأيضًا وزارات تعمل وفق خطة القيادة التى تضع مصلحة المواطن نصب عينيها، فتكاتف كل هذه الأجهزة المعنية خَلق المَشهد المتكامل الذى نال إشادات وردود أفعال عالمية واسعة، ذلك المشهد الذى تكرر فى أفغانستان وليبيا و«ووهان»  واليمن وسوريا وفى كل المناطق التى شكلت خطرًا على أى مصرى فى يوم من الأيام.

(القدرة والقوة)

ويؤكد اللواء د.«محمد الغبارى»- مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق- أن ما حدث فى أفغانستان جهد كبير تم التخطيط له فى هدوء وحكمة بالغة، فقد تم التواصُل مع المصريين العالقين هناك من خلال السفارة، وتم الإجلاء بشكل منظم ومرتب دون أى أعباء مالية، بعكس دول أخرى ومنها الولايات المتحدة التى ألزمت مواطنيها بتحمُّل تكاليف الإجلاء، وأكدت أن الرحلات ليست مجانية والمواطن الأمريكى مُلزَم بالتوقيع على إيصال دفع تكاليف الإجلاء عن طريق حكومى، وقد لا يُسمَح له بتجديد جواز سفره إلا بعد سداد الرسوم التى تتجاوز 2000 دولار.

والحقيقة أن هذا التصرف لا يأتى إلا من دولة تتميز بالقوة والقدرة التى جعلتها تسيطر ليس فقط على حدودها؛ إنما امتدت سيطرتها خارج حدودها وفى أى مكان تستشعر فيه الخطر على أبنائها، فمصر بَعد 30 يونيو قد سخّرت كل مجهوداتها لصالح الشعب المصرى سواء لحمايته أو توفير سُبُل العيش الكريم له.

وهنا يمكننا أن نرد على مَن كان يَدّعى عدمَ أهمية الصفقات التى وضعتها القيادة السياسية ضمن استراتيچيتها الجديدة للتسليح، فالدولة القوية صاحبة أقوى جيش فى المنطقة، قادرة على حماية أبنائها فى الداخل والخارج وفى أى منطقة تشكل خطرًا أو تهديدًا على شعبها، ولا يستطيع أحد المساس بها وبمواطنيها وأمنها القومى.