الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
أريثا فرانكلين وبيتر بيرجن وبن لادن

أريثا فرانكلين وبيتر بيرجن وبن لادن

ملكة السول خالدة أبد الدهر.. واسمها أريثا فرانكلين.. بدأ منذ أيام عرض فيلم يتناول حياتها وبدايات انطلاقها الفنى والإبداعى وحضورها المميز فى ذاكرة أجيال متتالية من عشاق الأغانى الأمريكية. الفيلم اسمه Respect (احترام) وهى اسم الأغنية التى اقترنت بلفت الأنظار إليها وإلى حنجرتها الإلهية، وبالطبع إلى شهرتها. الأغنية ذاتها ظهرت عام 1965، ولكن عندما غنتها أريثا بعد سنتين بطريقتها الخاصة وبصوتها الساحر انطلقت الأغنية إلى آفاق أوسع وسط الملايين وصارت فى السبعينيات نشيد الحركة النسائية.. كما تم وصفها حينذاك.



 

على مدى عقود أبهرت هذه الأسطورة الغنائية الملايين سواء فى أمريكا أو خارجها، وعندما نصفها بملكة السول.. فإن السول هى الموسيقى ومن ثم الأغنية المتميزة الآتية من مبدعين من الأمريكيين السود، وهى الموسيقى والأغنية التى ظهرت وانتشرت وهيمنت على مزاج عشاق الفن تحديدًا مع الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى.

أريثا فرانكلين رحلت عن دنيانا يوم 18 أغسطس 2018 وكانت فى الـ 76 من عمرها. إلا أن أيقونة الغناء حاضرة الآن فى غيابها. إنها الحضور المُشِع والأداء المبهر.. تجسد شخصية أريثا فى الفيلم الممثلة جينيفر هدسون (39 سنة) التى فازت بجائزة أوسكار لأحسن ممثلة مساعدة لعام 2006 عن دورها فى فيلم Dreamgirls،  وقد ذكر أن هذه الممثلة المغنية الصاعدة كانت قد تقابلت مع الأسطورة أريثا فرانكلين وأن الفيلم كان حلمًا داعب خيال كل من عرف الأسطورة وعرف قيمتها وإرثها. وكان من الذين شاهدوا عرض الفيلم قبل عرضه جماهيريًا الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما وزوجته ميشيل. وكانت لهما علاقة صداقة مع المغنية الشهيرة والتى شاركت فى أكثر من احتفال ارتبط بالرئيس أوباما. عرض الفيلم يفتح الباب من جديد للحديث عن ملكة السول وأغانيها الخالدة.. وعن بصماتها الغنائية المميزة التى ظلت فى النفوس تداعب الخيال والحلم.

ديفيد برجن.. وعالم بن لادن

إنه العالم الذى عاشته وتعيشها أمريكا وربما معها دول العالم منذ 11 سبتمبر 2001 ـ منذ عشرين عامًا. عالم الإرهاب والإرهابيين المتطرفين أو الإسلاميين أو الجهاديين.. اختلفت الأوصاف وظل الفاعل والفعل واحدًا.. وبالطبع ظل الحديث المتواصل والمتجدد والممتد عن مكافحة الإرهاب وجذوره وفروعه.. وتنامى عدد خبراء الإرهاب والإرهابيين.

بيتر برجن (58 عامًا) صحفى ومؤلف أمريكى وخبير فى شئون الإرهاب والأمن القومى كان المعد لأول حوار أجرته شبكة «سى إن إن» مع أسامة بن لادن عام 1997.. والمراسل بيتر أرنيت هو الذى أجرى الحوار الشهير الذى كان بداية تعرف العالم على هذا الرجل الذى أرهب العالم.

برجن ألف وشارك فى تحرير تسعة كتب عن الإرهاب ومكافحته وبالطبع عن القاعدة وأسامة بن لادن والجهاد. صدر مؤخرًا كتابه الجديد: «صعود وسقوط أسامة بن لادن». 

الكتاب الأخير يتناول ما تكشف عن حياة بن لادن وجهاده بعد عملية اغتياله التى تمت فى عام 2011 بأبوتاباد فى باكستان. من الوثائق التى تم الاستحواذ عليها من هناك من جانب القوات الأمريكية. وحسب ما ذكره برجن فى حديث إذاعى فإن أكثر من 470 ألف ملف تم الإفراج عنها عام 2017 من جانب إدارة ترامب صارت مصدرًا لمعلومات كثيرة عن بن لادن ومن عمل وعاش معه. من ضمن هذه الملفات ما يمكن وصفه بيوميات بن لادن ـ التى كان يكتبها بالعربية حتى أيامه الأخيرة.. وبن لادن كان عمره 54 عامًا عند اغتياله.

برجن فى حديثه الإذاعى ذكر أن كل الدلائل تشير إلى علاقات وثيقة كانت وظلت قائمة ما بين طالبان والقاعدة. وأعرب عن تخوفه وقلقه مما ستأتى به الأيام بعد الانسحاب الأمريكى وعودة طالبان إلى السيطرة على أفغانستان. وحذر خبير الإرهاب مما قد نشهده ونشاهده على شاشات التليفزيون يوم 11 سبتمبر المقبل ـ مع مرور 20 عامًا على أحداث 11 سبتمبر.. إذ من المرجح أننا سنشاهد الشاشة منقسمة إلى مشهدين.. مشهد من أفغانستان يتابع سيطرة طالبان على زمام الأمور باستخدام المركبات الأمريكية التى استولوا عليها.. أما مشهد النصف الآخر فسيكون من أمريكا ويتضمن إحياء ذكرى المأساة مع قراءة أسماء ضحايا 11 سبتمبر.. وهذان المشهدان معًا ما قد نشهده ونعيشه بالفعل يومها.