الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

للمرة الثالثة يحيى الفخرانى مع رائعة بيرم التونسى

الفخرانى يتألق فى ياما فى الجراب يا حاوى
الفخرانى يتألق فى ياما فى الجراب يا حاوى

انتصار جديد يحققه مسرح «كايروشو» من خلال مسرحية «ياما فى الجراب ياحاوى» لبيرم التونسى والموسيقار أحمد صدقى رحمة الله عليهما، قد سبق 



أن قدمها يحيى الفخرانى على خشبة المسرح القومى منذ ٧سنوات باسم «ليلة من ألف ليلة» بصحبة هبة مجدى ومحمد محسن بخلاف تقديمه لنفس العرض فى منتصف التسعينيات مع أنغام وعلى الحجار، والحقيقة أن فكرة تقديمه نفس العروض المسرحية التى سبق أن قدمها على مسرح الدولة فى غاية الذكاء، خاصة أنها صالحة لكل الأزمنة.

 

الجمهور سبق أن شاهد عروضا قيمة تم إنتاجها من قبل تحت مظلة مسرح الدولة ومن المُدهش أيضاً مُشاهدة كيف استطاع المُخرج والمُنتج مجدى الهوارى كمؤسس لمشروع مسرح «كايروشو» تبنى فكرة تقديم نفس العروض مرة أخرى بفكر مُختلف وبميزانية مُحترمة ليضفى سحرًا خاصًا لهذه العروض.

وكانت البداية منذ عامين من خلال مسرحية «الملك لير» والتى حققت نجاحًا فاق التوقعات عند عرضها على مسرح «الماركية»، ليضرب ضربته الثانية بمسرحية «ياما فى الجراب يا حاوى» بنفس قناعاته وإيمانه بما يجب أن يقدمه القطاع الخاص من عروض مسرحية تحمل «فن وقيمة وإبهار» للارتقاء بذوق الأجيال الجديدة وغرس نوع آخر من العروض المسرحية بعيدة عن المفردات السلبية التى تقدمها أغلب مسرحيات القطاع الخاص.

المؤكد أن هذا الفكر يتفق مع قناعات دكتور يحيى الفخرانى فهو شديد الحرص على مُخاطبة الأطفال قبل الكبار لأن الطفل عادة يشاهد العروض بقلبه وقد لفت نظرى بالفعل استمتاع الأطفال بالعرض المسرحى «ياما فى الجراب يا حاوى» بجانب الأعمار الأخرى.

الحقيقة يُحسب لمجدى الهوارى أكثر من أمر فى مسرحية «ياما فى الجراب يا حاوى» أولها إقناعه ليحيى الفخرانى بإعادة إحياء «ألف ليلة وليلة» لبيرم التونسى وتقديمها بالتبادل بين القاهرة والإسكندرية، رغم تخوف الفخرانى من وباء كورونا لدرجة منعته من العمل فترة طويلة بخلاف تخوفه من عدم قدرته البدنية على تحمل مجهود المسرح.

وثانيًا نجاحه فى إقناع المسئولين بافتتاح العرض بمسرح مكتبة الإسكندرية ذات التاريخ العريق. وثالثاً سخاء الإنتاج وإعادة إحياء العرض بروح جديدة وشكل مُبهر وتقنيات أحدث بمراحل عن التجارب السابقة، وقد عبر بعض من الجمهور السكندرى عن انبهارهم بالعرض وبالمتعة البصرية التى حققها لهم من خلال مشاهدتهم للمسرحية وهم واقفون على أرجلهم، وتأكيد دكتور مصطفى الفقى مُدير مكتبة الإسكندرية على أن ما شاهده من إبداع لكل أبطال «ياما فى الجراب يا حاوى» لرائعة بيرم التونسى، التنفيذ الجيد للمسرحية سيدفعه لفتح أبواب مسرح مكتبة الإسكندرية لمثل هذه العروض شديدة التميز.

أما آخر أمر يُحسب لمُخرج العرض ومُنتجه فسأشير له بنهاية المقال.

«الاختلاف»

« ياما فى الجراب يا حاوى» من المسرحيات التى تتسم «بالكمال» فى جميع عناصرها، لذلك يليق بها افتتاح عرضها الأول بمسرح «مكتبة الإسكندرية» الذى شاهدت العرض به.

بمجرد دخولك بهو المكتبة ستشعر بأجواء العصر الذى دارت فيه أحداث الأوبريت من خلال العرض التقديمى الذى تم استقبال جمهور المسرحية به قبل بداية عرض المسرحية، مما أعطى انطباعًا للمُتفرج أنه سيشاهد عرضًا من «ألف ليلة وليلة» ولن يندم على دفع التذكرة.

شخصيات أوبريت «ياما فى الجراب ياحاوى» لبيرم التونسى معروفة وعلى مدار العقود تم تنفيذ الأوبريت بالشخصيات التى كتبها المؤلف والاختلاف بين العروض فى الرؤية الإخراجية لكل مُخرج على حدة.

وفى النسخة التى يقدمها مجدى الهوارى يقدم يحيى الفخرانى شخصية اللص الماكر «شحاتة» للمرة الثالثة بأداء مُتجدد ملىء بالحيوية.

رغم الـ76عامًا التى بلغها الفخرانى فإن وجوده على خشبة المسرح كفيل بأن يجعله ويجعلك تنسى هذا الأمر لما يتمتع به من وهج فنى وحضور طاغٍ، أيضاً لا يمكن إغفال دعمه ومساندته لموهوبين جدد «محمد الشرنوبى» فى شخصية الخليفة وكارمن سليمان «نجف» التى لعبت دور ابنته، وقد كانا على قدر المسئولية وأدهشا الجمهور بأدائهما لأغانى المسرحية التى أعاد توزيع ألحانها الأصلية مصطفى الحلوانى.

المؤكد أن مشاركتهما ليحيى الفخرانى على خشبة المسرح سيكون علامة فارقة فى مشوارهما الفنى، أيضاً شهد العرض تألق إياد نصار فى شخصية «الوزير المُعتصر» الحاقد على الخليفة الذى يحاول التخلص منه، قد استقبله الجمهور بحفاوة بالغة تعكس إعجابهم بالشخصية التى قدمها، وبالمناسبة يعتبر هذا العرض التجربة المسرحية الأولى لإياد نصار فى مصر، وكذلك شريف دسوقى.

وبالطبع يُحسب لمخرج العرض اختياره لهذه الأسماء التى أثبتت موهبتها فى الدراما التليفزيونية، لتكون «ياما فى الجراب يا حاوى» هى الظهور المسرحى الأول لهم، وهذا ليس بجديد على مجدى الهوارى فقد سبق أن اكتشف الكثير من الوجوه الجديدة الذين يتصدرون الأفيشات السينمائية حالياً. 

وأخيراً:

دكتور يحيى الفخرانى.. عشت مُبدعاً لإسعاد جمهورك من جميع الأعمار، وتعيش وتعطى من خبرتك للموهوبين من الأجيال الجديدة، وتحية لكل أبطال العرض من المُمثلين وللموهوبة جداً رشا مجدى مُصممة الاستعراضات وأزياء نيڤين رأفت المُبهرة وديكور كريم المهدى وأشعار حسن المهدى فى المقدمة والختام ومصطفى الحلوانى الذى أعاد توزيع الألحان الأصلية للعرض.

مبروووك «كايروشو» تحقيق انتصار جديد لمسرح القطاع الخاص بقيادة مجدى الهوارى مُخرج ومُنتج المسرحية فى الوقت ذاته، نعلم مدى طموحك لتقديم فن راقٍ للأجيال الجديدة بعيداً عن المسرحيات التى تصنع باستسهال وباستخفاف بعقول الجمهور، ونعلم أنك قادر بذكائك ومجهودك وعشقك للفن على هذا التحدى، و«ياما فى الجراب يا حاوى» يا..!