الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

لو مهووس بالسيطرة.. تبقى غير مســـــئول!

«خليك مرتاح يا حبيبى.. أنا هعمل كل حاجة»، «قومى أنت حضرى الأكل لأخوكى»، «ما تشغلش بالك يا حبيب ماما»، «أنا هروح للدكتور لوحدى.. خليك أنت ما تتعبش نفسك»!



هكذا تعامل الأم ابنها.. مشروع رجل المستقبل! هكذا تجعله لا يتحمل أى مسئولية من أى نوع حتى لو كانت معنوية.. حتى لو كانت الاعتناء بها وهى مريضة، لا أعرف لماذا فى مجتمعاتنا العربية تعامل الأم وليدها الذكر منذ نعومة أظافره على أنه معاق ذهنيًا أو جسديًا!

فرحة مبالغ فيها منذ نزوله للحياة وكأن خلقه كذكر هو إنجاز يستحق التباهى! ثم يكبر هذا الذكر ملكًا متوجًا، فلا مسئولية يحمل ولا خطأ يعاقب عليه، تفعل هى وأخواته البنات كل شىء له، يكون فى البيت وتنزل أمه أو أخته لقضاء حاجات المنزل!

غرفته لا يرتبها لأنه رجل!

أكله لا يجهزه أو يحضره أو يسخنه لنفسه.. لأنه رجل!

لا يسأل إذا مرضت أمه ولا يساعدها.. لأنه رجل!

لا يعبر عن حبه لا لأمه ولا لأخته.. لأنه رجل!

لا يبكى إذا أذنب، أو إذا تأثر، أو إذا تعاطف.. لأنه رجل!

وكأننا نعامل الرجل أنه كائن بلا إحساس، خالٍ من المشاعر، لا يستطيع!

لا يستطيع الترتيب أو التنظيم أو المساعدة أو حتى الشعور!

فبالتالى تحضر الأم لزوجة هذا الكائن فى المستقبل مفاجأة ليست سارة بالمرة.. فيصبح شكلا رجلا.. لكنه «عيل» فى حقيقة الأمر!

ومن هنا تجد السيدات الكبار يقلن مقولة مأثورة غير موجودة ولا معترف بها إلا فى وطننا العربيه، «الرجل.. طفل كبير»!

عندما نقول على البنت إنها لا تحمل المسئولية ومازال بداخلها طفلة! تكون فضيحة وتريد الأم أن تدارى وجهها بين كفيها لأن ابنتها فضحتها!

لو كان ابنها.. لرفعت رأسها فخرًا وقالت لزوجة ابنها: «ابنى راجل»! وكأن هذا كافٍ جدا «فضل ونعمة»!

تقول الدكتورة منى رضا: الرجل الذى لا يتحمل المسئولية.. لم تعلمه أمه كيف يكون رجلا ويسمى وقتها «تربية ست»!

المسئولية مهارة يجب أن يكتسبها الطفل منذ الصغر، أثناء نموه بداية من مسئولية ذهابه للمدرسة، وحل الواجب، مسئولية درجاته الدراسية، فالأبوان اللذان يسهلان للطفل تلبية رغباته وعدم تحمل تبعات تصرفاته، هذان بذلك يربيان شخصا غير مسئول، التدليل الزيادة وعدم عقابه على أفعاله أو إقرار عقاب وعدم تنفيذه، تبرير أخطائه، غياب أى نوع من أنواع التقويم للفرد أثناء مراحل نموه المختلفة تنتج عندنا شخصا غير متحمل للمسئولية، والمسئولية شىء والواجبات شىء آخر.. المسئولية حتی فى الحفاظ على مشاعر الآخرين.

وهناك فارق كبير بين تعليم الرجل المسئولية وحب السيطرة.. فعندما نشجعه على الأمر والتحكم فى ملابس أخته أو صوته عالٍ فى البيت، هكذا نعلمه أن يكون آمرًا ناهيًا وليس مسئولاً!

يقول مثلا لأخته: لا تنزلى ولا تلبسى، ثم يذهب هو للعربدة بالخارج.. هذا معناه فرض سيطرة وليس مسئولاً.. فالمسئول يجب أن يكون قبل أى شىء قدوة لغيره.. ببساطة الأم التى تكذب لن يتعلم ابنها عدم الكذب.

ثم المسئولية يجب أن تأتى من تقديرى للشىء، أقدر ما عندى حتى أستطيع الحفاظ عليه.. والتصرف فيه بمسئولية.. المسئولية أنواع وأشكال حتى الكلمة يجب أن نعلم أبناءنا أنها مسئولية.