الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مؤدى المهرجانات وصل للمسرح.. متى تنتهـــى موضة حمو بيكا؟!

بوستر المسرحية
بوستر المسرحية

الجمهور ينتقد أشرف عبدالباقى بسبب حمو بيكا، هذا العنوان تكرر كثيرًا فى المواقع الإخبارية قبل عدة أيام والسبب إعلان عبد الباقى أن بيكا مؤدى المهرجانات الإسكندرانى سيكون ضيفًا على مسرحية «شمسية وأربع كراسى» التى يقدمها مؤسس مسرح مصر هذا الصيف فى أحد مسارح الساحل الشمالى، الانتقادات بدأت من حساب أشرف عبدالباقى الذى أعلن الخبر، لكن أحدًا لم يتوقف أمام سؤال جوهرى ومنطقى: هل هذا يعنى أن المسرحية لن يدخلها أحد بسبب حمو بيكا أم سنجد مئات المشاهدين يوميا فور رفع الستار؟ لو أن الخيار الثانى هو الصحيح – وهو ما سيحدث طبعًا- ألا يعنى هذا أن هناك جمهورًا آخر لا يجد مشكلة فى أن يشاهد حمو بيكا ضيفًا على المسرحية، وهل من حق الجمهور الأول أن يصادر على رغبة الجمهور الآخر فى المشاهدة؟ 



«رب الكون ميزنا بميزة» هذه الجملة الأشهر فى مشوار حمو بيكا مع تأدية المهرجانات، يكمل بيكا فى اتجاه آخر ولا يذكر كون العقل هو أهم ميزة خلقها الله فى الإنسان، والعقل قال كثيرًا وفى مواقف شتى أنه كلما هاجمت أحدًا وأعلنت رفضك له فأنت تعطيه وقودًا للاستمرار دون أن تدرى، والأهم أنك بذلك تصادر على حق آخرين فى أن يقرروا هل يرفضونه أم يقبلونه أو يسمعونه لفترة ثم يتركونه وهو ما سيحدث لبيكا عاجلاً أو آجلاً، لكن الرافضين متلهفون لاختفائه وهو أمر يأتى دائمًا بنتائج عكسية، بل قد يحول حمو بيكا إلى شجرة مثمرة ويقتنع هو بأنه محظوظ لضربه بالجارة، وأشرف عبدالباقى فى رأيى كشف عن ذكاء كبير كمنتج مخضرم، كتب على البوستر «ضيف المسرحية» لم يقل مع الممثل أو المغنى حمو بيكا، قال ضيف المسرحية، من حق صاحب العمل أن يختار ضيوفه، ومن حق المشاهدين أن يقرروا الدخول للمشاهدة أو لا، لكن ليس من حق الذى لن يشاهد أن يمنع الباقين. موقف النقباء

بناء على ما سبق، أتفهم أيضًا موقف كل من النقيب أشرف زكى والنقيب هانى شاكر، بل تخيلتهما وهما يصرحان حول موقف النقابة وكأنهما يقولان كفاية بقى أسئلة واعتراضات حول حمو بيكا، كلاهما فعل ما يمكن فعله من أجل وقفه ولم يختفِ، لهذا قال هانى شاكر كنقيب موسيقيين إن بيكا يشارك فى المسرحية كممثل، وقال أشرف زكى كنقيب للممثلين إن بيكا يشارك فى المسرحية كمطرب، لكن هل تريدون الحقيقة؟ هل تبحثون عن إجابة لسؤال كيف سيشارك حمو بيكا فى المسرحية قبل عرضها؟ الإجابة فى الفقرة التالية.

بدون الرجوع لأى مصادر وبناء على كل الخبرات السابقة، حمو بيكا سيشارك فى هذه المسرحية كحمو بيكا، المطلوب أن يظهر كما هو فى موقف درامى ما، ثم يدور حوار كوميدى مع الأبطال وفى مقدمتهم بالطبع عبدالباقى ومحمد عبدالرحمن «توتا» ومحمد أسامة «أوس أوس» وينطلق الضحك بناء على هذا الموقف، والجمهور الذاهب إلى هناك ضمن جدول أسبوع المصيف سيضحك أيضًا وكفى الله الممثلين شر الانتقاد، من حقك أن تغضب إذن لو أن هذا العرض سيمثل مصر فى مهرجان حتى لو كان محليًا لا أقول دوليًا، لكنه عرض للصيف، بمشاركة موضة هذه الفترة، حمو بيكا موضة وستزول عندما يظهر غيره، هل تريد أمثلة على ذلك؟ 

هبطل السجاير

أحب شعبان عبدالرحيم جدا، والفارق كبير بينه وبين حمو بيكا، لكنه أيضًا كان موضة بأغنيته الشهيرة «هبطل السجاير» ثم الأشهر «أنا بكره إسرائيل»، لكن انتشاره لاحقًا اعتمد على ملابسه وعفويته، وهاجمه الكثيرون، لكن ذلك لم يمنع استمراره، ربما لو ظهر فى عصر السوشيال ميديا لواجه هجومًا أكبر، لكنه استمر وحافظ على اسمه حتى وإن لم يتذكر الجمهور له سواء الأغنيتين المذكورتين أعلاه و«هيييييه» جملته الموسيقية الأثيرة، مثال آخر، الخليل كوميدى صاحب النكت التى نضحك عليها لأنها لا تضحك أصلاً، انتشر لفترة وظهر كثيرًا ولم ينهر الفن المصرى، والمحترف هو من يستغل الموضات جيدًا، تمامًا كما فعل أشرف عبدالباقى نفسه عندما استعان ببيومى فؤاد كضيف شرف قبل ثلاث سنوات فى أول عرض يقدمه لمسرح مصر بعد انتهاء موسم رمضان، كان بيومى فيه أكثر انتشارًا من المعتاد فدار الحوار كله حول هذه المفارقة. 

فقرة كوميدية

باختصار، مؤدى المهرجانات حمو بيكا فشل فى إثبات نفسه كصانع موسيقى، أبناء جيله من مطربى المهرجانات والراب قدموا الكثير من الأغنيات الناجحة حتى لو اختلفنا حول الكلمات وأسلوب الأداء، لكن هو نجح من باب الملابس والسيارات الفارهة والأداء الكوميدى للكلمات المعربة مثل: «باتون ساليه فى السمسم هات» وغيرها، تحول إلى «فقرة كوميدية» لا علاقة لها بفن الطرب، فلماذا يغضب الخائفون على الفن، ومن قال إن اختفاءه لن ينتهى بظهور أحد غيره من نفس الفئة، كما أن هناك من الجمهور من يتابعهم كنوع من العناد ورفض المصادرة والتعاطف مع أبناء الطبقة البسيطة حتى وإن خرج منهم حمو بيكا، وهنا يكمن السؤال الأهم الذى يجب أن يبحث الجميع عن إجابته والذى ربما يكون خلف بعض حملات الهجوم: إذا كان المعظم يرفض بيكا بهذا الشكل وحزب أعدائه يتنامى يوميًا، من أين له كل هذا، ومن الذى يدفع الأجور الباهظة التى وفرت له سيارات ذهبية اللون؟! إذا عرفنا الإجابة ساعتها فقط سنقول بفخر واعتزاز أن «رب الكون ميزنا بميزة».