الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
حدث ذات مرة.. فى صيف 2021 

حدث ذات مرة.. فى صيف 2021 

المخرج الأمريكى الشهير كوينتن تارانتينو مع صدور أول رواية له تحدث عن احتمالات تركه عالم الإخراج والسينما. وذلك بعد ٣٠ عامًا أمضاها فيه ووصل إلى سن الستين وأخرج تسعة أفلام آخرها منذ عامين فيلم Once Upon a Time in Hollywood «حدث ذات مرة فى هوليوود».. ورواية تارانتينو هى المعالجة الروائية لهذا الفيلم المثير الذى ينظر إلى هوليوود ويتأملها كما كانت فى عام 1969 أو كما يريد أن يراها تارانتينو..



ومؤخرًا تحولت السياحة الفضائية من مجرد حلم يداعب خيال البعض إلى واقع بدأ يأخذ خطواته الأولى. إلا أن هذا الواقع حتى الآن باهظ التكاليف لا يقدر عليه إلا المليارديرات..فالملياردير جيف بيزوس (صاحب أمازون) والملياردير ريتشارد برانسون (صاحب فيرجن) قاما برحلة قصيرة إلى الفضاء. رحلة بيزوس (57 سنة) استغرقت 10 دقائق واصطحب معه أخاه وامرأة فى 82 من عمرها وشابا فى الـ 18  من عمره.. لا يمكن اعتبار بيزوس وبرانسون أنهما من رواد الفضاء.. هكذا قالت جهات علمية خاصة بالفضاء والطيران. الملياردير الأمريكى بيزوس تجاوزت ثروته فى الفترة الأخيرة الـ 200 مليار دولار. وهو الذى تبرع منذ أسابيع بـ 200 مليون دولار للمتحف الوطنى للفضاء والطيران أحد متاحف مؤسسة سميثسونيان العريقة فى العاصمة الأمريكية. المتحف الذى يزيد عدد زواره سنويًا على 9 ملايين زائر!

وطالما نأتى بذكر ما حدث وما لفت الأنظار أمريكيًا فإن بيع الروايات ازداد بنسبة تصل إلى 30 فى المائة خلال عام الوباء.. وقد صدر حديثًا كتابان يسلطان من جديد الأضواء على أيام ترامب الأخيرة فى البيت الأبيض. كتاب منهما بعنوان Landslide (الأغلبية الساحقة) من تأليف الكاتب الصحفى مايكل وولف. ثالث كتاب له عن الرئيس ترامب وحكمه. كتابه الأول كان بعنوان «النار والغضب» ظهر فى يناير 2018 وبلغت مبيعاته حينذاك 2 مليون نسخة فى ثلاثة أسابيع. لكن يبقى السؤال الأهم هل هذه الكتب التى ستصدر تباعًا خلال الفترة المقبلة تحمل ما لا نعرفه عن الرئيس رقم 45 وعن الفوضى السياسية التى تركها خلفه! أم أن رواج هذه الكتب سببه حرص منتقديه على الإلمام بتفاصيل بما كانت عليه الأمور.. ليس فقط بهدف إصدار أحكام بشأنه بل الاطلاع على حيثيات الاتهام ومبررات إصدار الأحكام على أدائه وسلوكه.. والتمنى بالطبع بألا تتكرر أيامه.. منه أو من غيره! الكاتب وولف الذى قابل ترامب وهو يعد كتابه الثالث ذكر فى مقال له بصحيفة «نيويورك تايمز» أن الرئيس السابق سوف يخوض المعركة الانتخابية الرئاسية لعام 2024.

ومهما نفد صبر أهل أمريكا من أجواء كوفيد 19 بتبعاته المتعددة فإن الحديث عن العودة إلى ما كان هو الموضوع المفضل لدى أغلب الناس. وإن كان السؤال المطروح.. كيف؟ المدارس والجامعات ستعود للتعليم المباشر وجهًا لوجه.. وسيعود النشاط البشرى إلى أماكن العمل وإن كان بعض الموظفين يفضلون الاستمرار فى العمل من منازلهم. وحسب ما ذكرته تقارير أولية فإن الطلب على السفر عبر شركات الطيران الأمريكية قد عاد إلى ما كان عليه فى عام 2019 إلا أن هذه الشركات تبحث حاليًا عمن يعمل معها.. بعد أن تم الاستغناء عن الكثير من العاملين بها خلال سنة الوباء. 

ورغم مرور البلاد بكل ما لم يكن فى البال خلال عام الوباء فإن التطعيم ضد الفيروس اللعين ما زال موضع شك كبير وجدال عنيف وقيل وقال متواصلين.. كما أن العلم (مع الأسف) ينظر إليه العديد من الأمريكيين بشكل عام بأنه مجرد حقل للتجارب.. ولا يمكن بعد الوثوق فى كلمته والعمل بنصائحه.. وطوفان الأكاذيب والشائعات حول المصل المضاد (أيًا كان نوعه) لم يتوقف ولن يتوقف. خدمة يوتيوب الشهيرة ذكرت مؤخرًا أنها منعت خلال عام الوباء عرض أكثر من 900 ألف مادة فيلمية تم تصنيفها بأنها معلومات خاطئة وكاذبة ومضللة.. ولذا لم يكن بالأمر الغريب أن يشير أحد المراقبين للمشهد الأمريكى تصور أن كل هذا يحدث فى عصر تطلعنا إليه يسمى عصر تدفق المعلومات أو عصر وفرة الخيارات!؟.. ويحدث كل هذا الآن ونحن فى عام  2021!!

صيف 2021 أمريكيًا وعالميًا جدير بالتأمل والتفكير!!