الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
شكرى بلعيد.. يستعيد تونس من «الغنوشى»

شكرى بلعيد.. يستعيد تونس من «الغنوشى»

فضيحتان جديدتان فتحتا المزيد من تفاصيل حبكات غزلتها حركة النهضة لاختطاف تونس خلال سنوات مضت. تداول الشارع التونسى فيديو مسربًا للقطب الإخوانى راشد الغنوشى يصف فيه الجيش «التونسي» بـ«غير المضمون» ويعبر فيه عن عدم ثقته فى الشرطة فى بلاده.



خلال الـ24 ساعة الماضية، صحا الشارع التونسى على فضيحة أخرى، تكشف فيها دعم الغنوشى حسابات وهمية (على مواقع التواصل) بالهند وباكستان، وشرق آسيا لدعم تغريداته.. مقابل هجوم ممنهج على تصريحات الرئيس قيس سعيد على صفحة الرئاسة التونسية الرسمية.

 

عادتهم ولا هيشتروها؟!

نفس الغباء السياسى، ونفس كبر الأفكار، الإخوان فصيلة بشرية لولبية نادرة، كما لو أن الإخوان مرحلة ما بين البشرية والإنسانية.

فى علوم التاريخ البايولوجى، لحقت مرحلة «الأنسنة» على مرحلة «البشر» الأولية.فى المرحلة البشرية لم يعرف «البنى آدمين» اللغة.. ولا عرفوا التفكير.

لما دخلت مرحلة «الأنسنة» عرف الإنسان اللغة والتفكير المجرد وتفهم الواقع وسعى لعلاقات التعادل بينه وبين مجتمعاته.

أوقفت حركات الإسلام السياسى الزمن على نفسها.. أو توقف بها الزمن عند حدود البدايات الأولى، حيث العشيرة مقدمة على الدولة.. والقبيلة مقدمة على المدينة.

والعصور الأولى مقدمة على المدنية والحضارة.

لأسباب كثيرة لا يتصور أن تتناغم ما يسمى بحركات الإسلام السياسى مع مجتمعات حديثة.. فى عصور حديثة وفق معادلات المواطنة وقبول الآخر.. ووفق بنيويات الدول الوطنية، الإخوان هم الإخوان.. فى تونس، كما كانوا فى مصر، وفى الهند كما هم فى إندونيسيا. وفى الشرق الأدنى كما هم فى الشرق الأقصى.

محاولات اختطاف الدولة العامل المشترك فى معادلات السياسة لما يسمى بجماعة الإخوان على خريطة المنطقة بعدما سمى بالربيع العربى.

تبدأ محاولات الاختطاف فى مصفوفة هندسية تعمل على وضع المواطن فى مؤسسات دولته، سقوط مؤسسات الدولة الوطنية فى تونس كان الهدف الذي سعت النهضة لأجله عشر سنوات قبل قرارات تأخرت اتخذها الرئيس قيس سعيد بعد ثورة فى الشارع.. وتدمر فى البنية الاجتماعية التونسية.

لم تنجح النهضة فى تونس فى معادلة هدم الدولة من الداخل. فشلت محاولات تفكيك المؤسسات الوطنية من داخلها، وانتفض التوانسة مطالبين باستعادة الدولة، نزل التوانسة الشارع، ثم عادوا للبيوت بعد ساعات من قرارات الرئيس التونسى.

سقوط الإخوان فى مصر كان الباب المفتوح لمزيد من وقائع سقوط وفق متوالية هندسية لحركات الإرهاب فى المنطقة.

لذلك تظل الإجابة دائما: مصر.

الشارع التونسى
الشارع التونسى

 

(1)

سعت حركة النهضة فى تونس إلى خلق مؤسسات موازية كشفت تقارير مؤخرا عن حجم إنفاق حكومى بالملايين على إلحاق محسوبين على «إخوان تونس» فى مناصب عليا بمؤسسات الدولة. كشفت التقارير أيضا عن ملايين الدولارات، دخلت حسابات نواب وبرلمانيين وزعماء للنهضة فى البرلمان استخدموها فى تنفيذ اغتيالات بالرصاص مرة واغتيالات معنوية على مواقع التواصل مرات لمعارضين ومنافسين.

المناضل التونسى الراحل شكرى بلعيد نموذج.. أو هو مثال على مدى ما حاكه إخوان تونس لإسقاط الدولة فى حجر أصحاب الذقون والجلابيب البيضاء.

على الفيديو المسرب يتساءل الشارع التونسى: إذا كان رئيس البرلمان لا يثق فى جيش بلاده الوطني.. ففيمن يثق إذن؟!

وإذا كان نواب بالبرلمان ينفقون المليارات فى حسابات وهمية على مواقع التواصل فى الخارج لدعم صورتهم فى الشارع التونسى فى الداخل.. فمن عاقل يمكن أن يعقل أن هؤلاء يمثلون الشعب؟!

حسب تقارير أوروبية، بدأت حركة النهضة مشروعا ينتهى بتأسيس ما أسموه «جيش مدنى مواز خلال سنوات». بدأت الخطة عام 2019، فيما كان مقررا أن تصبح واقعا على الأرض عام 2024.

غير سذاجة الفكرة، وتناقض المصطلح (جيش - مدنى) فإن الخطة لا تخلو من دلالات.

أولا: حسب الشواهد التاريخية، وسوابق الواقع، فإنه لم يحدث أن تقبلت ما يسمى (بجماعة الإخوان) فكرة الدولة الوطنية، أو المؤسسات الوطنية.

ثانيا: حسب الشواهد أيضا ووفق سوابق الواقع، دخلت تلك الحركات الإرهابية الواقع السياسى بعدما سمى بالربيع العربى من  منطق المغالبة، لا المشاركة مهما قالت خلاف ذلك، ومهما قدمت من جهود لتغير هذه الفكرة فى الذهنية الجمعية للمجتمعات.. ومهما قدمت من مناورات وألاعيب.

ثالثا: حسب الشواهد وسوابق التاريخ، لم يحدث أن استطاعت حركة الإخوان الإرهابية التناغم مع مجتمعاتها على أرضية واحدة لذلك تلجأ تلك الحركات بالتوازى مع استراتيجيات الخداع الإعلامى ومحاولات استقطاب الجماهير، إلى تأسيس مؤسسات بديلة للمؤسسات الوطنية، استعدادا للوصول إلى نقطة الصدام، ليكون العنف بديلا.. ويظهر السلاح فى الشارع، ويصل القتل «ديلفرى» إلى أبواب البيوت.. ويطلق مشاعا بالقنابل المفخخة فى الحارات.. وعلى محطات أتوبيسات النقل العام!!

 

الرئيس التونسى قيس سعيد وقرارات دستورية لحماية البلاد
الرئيس التونسى قيس سعيد وقرارات دستورية لحماية البلاد

 

(2)

أدخلت النهضة تونس سنوات عجافًا، قبل أن تعرض الوطن فى السوبر ماركت لدول إقليمية تبيع وتشترى.

وصلت معدلات الاقتصاد إلى أدنى مراتبها، احتكر رموز الإخوان تجارة الفوسفات ونقلوا المال العام إلى حساباتهم الشخصية بالبنوك، فيما كانت الأزمات تضرب البلاد، ثم جاءت أزمة كورونا لتقترب تونس من حدود «البلاط».

من آثام الداخل إلى خطايا الخارج حيث لعب محسوبون على النهضة دور الوسيط فى نقل فصائل المرتزقة إلى غرب ليبيا عبر الأراضى التونسية قادمين من دول أخرى دعما لمخطط إقليمى، سعى لحشد سلاح الإرهاب فى الغرب الليبى، بتهديدات مباشرة لدول الجوار، وبتهديدات أكثر من مباشرة على تونس نفسها!!

انتفض المواطن التونسى فى مواجهة حركة عملت لصالح تنظيم دولى وفق أجندتها الخاصة لا وفق أجندة وطنية سعى إليها الشارع التونسى، سيطرت حركة النهضة على البرلمان بعد تمويه سياسى، وخداع واضح اعتمد على التلاعب بإرادة الشارع نحو التنمية والاستقرار.

عادة ما يلعب الإخوان وبعض فئات الشارع ضد الأغلبية عادة ما يرفعون الشعارات، وعادة ما يستخدمون «أراجوزات» تيارات الثورة للصعود إلى قمم السلطة ثم يخلعون الأقنعة، ويرمون الأوراق الملونة ويكشفون عن وجوه المستئذبين ومصاصى الدماء.

على مواقع التواصل تداول التوانسة هاشتاج «شكرى بلعيد ماماتش».

يبقى المناضل الوطني بلعيد إشارة إلى إرادة الإخوان بالتوانسة: فى واقعة مشهورة فجر إخوان تونس شكرى بلعيد.. وقالك: «دعما للحريات»!

من قال أن القتل عدوانا يدعم الحريات؟! من قال أن قتلة يمكن أن يأخذوا شعوبهم نحو الديمقراطية.. والتنمية؟!