الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
صعـود الصيــن.. وتحديـات أخـرى!

صعـود الصيــن.. وتحديـات أخـرى!

 هل ستواصل الصين صعودها؟ هكذا اختارت مجلة «فورين آفيرز» الأمريكية الصادرة عن مجلس العلاقات الخارجية عنوان ملفها الرئيسى لعدد يوليو / أغسطس 2021 لكى تسلط الأضواء ومن جديد على  الصين وعلى التحديات التى تواجهها إدارة بايدن ومعها دول العالم فى تعاملها مع تنامى وانتشار النفوذ الصينى على امتداد الكرة الأرضية تجاريًا وعسكريًا وسياسيًا!



 

لم يعد سرًا أن مراكز الفكر الأمريكى فى حالة انتباه تام وترقب جاد أكثر من قبل. وتحاول أن تقوم بتقييم وتحليل ما قد يأتى من الصين فى القريب العاجل والآجل أيضًا. وهذا بالطبع ليس بالأمر الجديد وإن كان يأخذ منحًى مختلفًا بأساليب جديدة.. ومنها ما تم الاتفاق حوله فى قمة مجموعة الـ7 الدول الأخيرة وإيجاد آلية لمواجهة التمدد الصينى.

ولا أحد يُهوّن من التهديد الصينى بتبعاته المتوالية . لعل واحدًا من أصدق التعليقات التى قالها أحد المراقبين للمشهد العالمى قوله كنا نتوقع وننتظر أن تغير العولمة الصين، ولكن يبدو أن الصين هى التى غيرت العولمة.. مفهومًا وواقعًا تعيشه دول وشعوب العالم!

أندرو ناثان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة كولومبيا وصاحب العديد من المؤلفات عن الصين، وقف مؤخرًا أمام احتفال الحزب الشيوعى الصينى بمرور 100 عام على مولده ليطرح أسئلة كثيرة فى مقال مطول نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» حول مقومات الاستمرار والاستقرار فى الصين.. وماذا عن المستقبل بعد أن تغيرت الأجيال ومن ثم مفاهيمهم ومواقفهم ومطالبهم فى الحياة حسب رأيه.. وهل يمكن أن يستمر الحزب فى زمن الصين الحديثة والمتطورة؟

ولا شك أن هذه المواجهة المرتقبة ما بين بكين من جهة وواشنطن وباقى العواصم الغربية من جهة أخرى سوف تجذب انتباه وتنال اهتمام العالم، ليس فقط لمعرفة من هو المنتصر أو من هو الخاسر فى هذه المواجهة العابرة للحدود.. والقارات؛ ولكن لمعرفة تبعات هذه المواجهة (أو ربما المصادمة) على باقى الدول.. شرقًا كانت أمْ غربًا.. وأين نحن من هذه المواجهة؟

تحديات أمريكية أخرى 

1 - حسب قانون جديد وقّعه حاكم ولاية تكساس جريج آبوت مؤخرًا فإن سكان الولاية سوف يكون فى إمكانهم بدءًا من أول سبتمبر المقبل حمل أسلحة نارية دون الحصول أى تصريح خاص بها وأيضًا دون الإتمام لأى تدريب على استعمالها.. من قبل ـ  كما ذكرت صحيفة «تكساس تريبيون» كان المطلوب ممن هو تكساسى (من أهل تكساس) أن يجتاز امتحانًا مكتوبًا وأن يمر باختبار لإطلاق النار، ثم أن يتم أخذ بصماته، إضافة إلى برنامج تدريب لاستخدام السلاح النارى مدته ما بين أربع وست ساعات. الكل يتابع تبعات هذا القرار الجديد. وبالتأكيد تباينت المواقف حسب الأهواء والتوجهات السياسية المتصارعة على الساحة الأمريكية حول حق امتلاك السلاح النارى.

2 - انهيار عمارة مكونة من 12 طابقًا فى فلوريدا تم بناؤها عام 1981 فتح من جديد ملفات الانتهاكات المعمارية والقانونية التى تم التعامل بها خرقًا للمعايير الهندسية المطلوبة من أجل سلامة العقارات وساكنيها. وهنا تعليق عام يفرض نفسه.. كم تتشابه الانتهازية والابتزازات الخاصة بالعقارات السكانية على امتداد العالم.. حتى فى أمريكا!

3 - ما يلفت الانتباه أن عدد أفراد الشرطة الذين تقاعدوا أو أنهوا خدمتهم تزايد بنسبة 45 فى المائة فى الفترة ما بين أبريل 2020 وأبريل 2021 مقارنة بالعدد فى العام السابق. ذكر هذا فى دراسة أجرتها أجهزة تابعة للشرطة، كما أن عدد الاستقالات تزايد بنسبة 18 فى المائة فى الفترة الزمنية نفسها. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن ماريا هابرفلد القائمة بتدريب ضباط الشرطة بكلية جون جاى للعدالة الجنائية فى نيويورك قولها «إنه زمن صعب للغاية أن تكون فيه ضابطًا بالشرطة».

لا شك أن مقتل «جورج فلويد» الأسود تحت ركبة شرطى أبيض، ثم مظاهرات الغضب الأسود التى شهدتها البلاد خلال صيف 2020  فى مواجهة الإفراط فى استعمال القوة من جانب رجال الشرطة وعنصرية البوليس من البيض عززت من الأصوات المطالبة بمحاسبة أكبر لرجال الشرطة وتخفيض الأموال المخصصة لهم وضرورة توجيه أموال أكثر لإصلاح أداء رجال الشرطة وضمان انخراطهم فى التواصل مع المجتمعات التى يعملون بها.