الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مصــر محميــة طبيعيــة

محمية نبق
محمية نبق

جهود كبيرة تبذلها الدولة لتطوير المحميات الطبيعية من خلال خطة طموحة للوصول إلى المستويات العالمية فى الإدارة المستدامة للمحميات والحفاظ على التراث الطبيعى والثقافى والثروات الطبيعية بها؛ مع تعظيم فرص الاستمتاع بها لتوفير تجربة سياحية بيئية فريدة تضاهى المستوى العالمى، تدعم الاقتصاد الوطنى، من خلال العمل على عدة محاور متوازية ومتكاملة.



هناك دول كثيرة جزء كبير من اقتصادها قائم على السياحة البيئية، ومنها جنوب إفريقيا، التى تعتمد بشكل كبير على مناطق الجذب السياحى فى المحميات الطبيعية.

وتعد المحميات الطبيعية من كنوز مصر، فلدينا 30 محمية تمثل 15 % من مساحتها، وتوفر التجربة الحقيقية مع السكان المحليين للمحميات والتمتع بالأشكال المختلفة لعاداتهم وتقاليدهم، ويمكن الاستفادة منها بمشاركة القطاع الخاص.. وهى: (رأس محمد، سانت كاترين، نبق، أبو جالوم، طابا) بمحافظة جنوب سيناء، (الزرانيق وسبخة البردويل، منطقة الأحراش الساحلية برفح) بشمال سيناء، (السلوم، العُميد الطبيعية سيوة الطبيعية) بمطروح، (جزيرتا سالوجا وغزال والجزر الصغيرة بينهما «الشلال الأول»، وادى العلاقى) بأسوان.

وكذلك أشتوم الجميل، وجزيرة تنيس ببورسعيد، (وادى دجلة، الغابة المتحجرة) بالقاهرة، الوادى الأسيوطى بأسيوط، (بركة قارون، وادى الريان (لشلالات وعيون الريان ومنطقة جبل الريان - جبل المشجبيجة ووادى الحيتان) بالفيوم، كهف وادى سنور ببنى سويف، البرلس بكفر الشيخ، (وادى الجمال – حماطة، الجزر الشمالية للبحر الأحمر، علبة الطبيعية) بالبحر الأحمر، الدبابية بالأقصر، (قبة الحسنة، الواحات البحرية وتشمل مناطق الدست والمغرفة، جبل الإنجليز، والصحراء السوداء) بالجيزة، (الصحراء البيضاء الطبيعية، نيزك جبل كامل، والجلف الكبير) بالوادى الجديد، فضلا عن جزر نهر النيل بالمحافظات المختلفة.

وتشمل الخطة المستقبلية إنشاء 14 محمية جديدة تضم (منخفض القطارة (المغرة)، أم الدباديب، كركر ودنقل، رأس الحكمة،  الشويلة، القصر) بالصحراء الغربية، (جبل الشايب، وادى قنا، شعاب البحر الأحمر العظيم، الجلالة القبلية، وملاحة رأس شقير) بالصحراء الشرقية، و(القسيمة، المغارة، وادى جيرافى) بسيناء.

وحسب بيان رئاسة الوزراء؛ تم طرح أنشطة تنمية بيئية متكاملة داخل بعض المحميات، تهدف إلى حماية البيئة وتقديم طابع خدمى للزوار، وتستهدف توفير الأمان والسلامة لهم وتوعيتهم بالموارد الطبيعية وسبل التعامل معها، وأيضًا الارتقاء بجودة زياراتهم للمحميات، وذلك بالتوسع فى إقامة المظلات ودورات المياه والعلامات الإرشادية والمماشى البحرية وتشغيل مراكز الزوار. 

وجارٍ استكمال تطوير وتحديث منظومة إدارة المحميات، وكذلك تشجيع المراكز البحثية والجامعات لتنفيذ البرامج والمشروعات البحثية التى تستهدف تقييم حالة الموارد وقياس ورصد أى تغيرات تطرأ عليها بأسباب بشرية أو نتيجة ظواهر طبيعية؛ وذلك لتصحيح خطط إدارة واستخدام المحميات.

وبحسب وزارة البيئة، تم تطوير 12 محمية لطرح أنشطة اقتصادية داخلها، وتم طرح محمية وادى دجلة والغابة المتحجرة وقارون والريان، وعمل نظام التحصيل الإلكترونى، والعمل مع القطاع الخاص على مشروع ضخم يتضمن غواصة تحت الماء كمتحف لمشاهدة الشعاب المرجانية وإنشاء متحف للتاريخ الطبيعى ونادى العلوم للأطفال والشباب داخل القاهرة الجديدة على غرار وادى الحيتان. وتم خفض رسوم دخول المحميات 50 % لدعم قطاع السياحة خلال أزمة كورونا، بالإضافة لإصدار قرار بتنظيم استخدامات الأنشطة البحرية؛ وسيتم استخدام جزء من الموارد المالية الناتجة عن تنفيذه فى تطوير ودعم السياحة البيئية؛ حيث تم إنشاء وتجديد 70 شمندورة بحرية بجنوب سيناء لتأمين مراكب السياحة وخفض التأثير البيئى بتفادى ربط المراكب بالشعاب المرجانية.

دمج السكان

وتم دمج سكان المجتمع المحلى بتدريبهم وتطوير أساليبهم فى الترويج لمنتجاتهم الثقافية وحرفهم اليدوية المتميزة، وطرح الاستثمار بالمحميات للقطاع الخاص من خلال تقديم الخدمات للزوار؛ وذلك فى إطار مخطط طموح للارتقاء بمستوى السياحة البيئية؛ بدأ بطرح أول استثمار بالمحميات المركزية بالقاهرة والفيوم لتنفيذ أنشطة بيئية متكاملة مع الحفاظ على الموارد الطبيعية لاستيعاب الزيادة المتوقعة فى استخدامات المحميات الطبيعية وتنوع الأنشطة بها وبما يوفر تجربة سياحية بيئية مميزة وممتعة داخلها. 

كما تم تسليم 24 مركبًا سياحيًا ببحيرة وادى الريان للسكان المحليين، مع الاعتماد عليهم ضمن فرق العمل الأساسية بالمحمية؛ حيث يشكل السكان المحليون نسبة 70 %من طاقة العمل بمحمية وادى الجمال. 

ومن أهم مشروعات التطوير؛ رفع كفاءة وتطوير محمية سالوجا وغزال بأسوان بتكلفة 6.3 مليون جنيه، تشمل إنشاء 2 مرسى نهرى، ومدخل المحمية والممشى المؤدى، والانتهاء من المبانى الإدارية بمنطقة الشلالات ووادى الحيتان فى محمية وادى الريان بالفيوم؛ بتكلفة تتجاوز 8 ملايين، وتشمل إنشاء المبانى وتأثيث وفرش المكاتب والاستراحات وتوصيل خزانات المياه؛ وراعى التطوير الحفاظ على الموارد الطبيعية للمحمية مع توفير الراحة والاستمتاع للزوار.

وشملت خطة التطوير محميات جنوب سيناء بتكلفة 29 مليون جنيه، وتشمل تطوير ورفع كفاءة مركز الزوار بمحمية سانت كاترين وتركيب أجهزة لرصد التغيرات الجوية ووضع أنظمة اتصالات وإطفاء وكاميرات مراقبة، ويسعى مشروع التجلى الأعظم والمقرر الانتهاء من مرحلته الأولى هذا العام للحفاظ على التراث الطبيعى والثقافى والثروات الطبيعية بها؛ حيث يراعى فيه التوافق البيئى، وأعمال التطوير تراعى عدم المساس، بالجزء الرئيسى من المحمية.

وتضمنت عمليات تطوير محميات جنوب سيناء رفع كفاءة وتأسيس المبنى الإدارى بمحمية ذهب، ورفع كفاءة المعامل، تطوير مركز التدريب والزوار بمحمية رأس محمد ومجمع المبانى ورفع كفاءة وتطوير وتأسيس مركز التدرب وخزان المياه بمجمع المبانى لمنطقة الهضبة بمحميات شرم الشيخ.  بالإضافة إلى تطوير السقالات والمماشى البحرية بمحميتى نبق وأبو جالوم بتكلفة 5.8 مليون جنيه.

كما تم البدء فى تطوير محمية «سيوة» بتكلفة تصل إلى 70 مليون جنيه لإحداث نقلة نوعية تكون فيها رمزًا للسياحة البيئية والعلاجية. وكذلك «وادى الجمال» بما يضعها ضمن أهم المحميات الجاذبة للسياحة عالميا ونموذجا حقيقيا للتنمية المستدامة التى يراعى فيها كل الأبعاد البيئية والاجتماعية والتراثية والثقافية والاقتصادية وكذلك دمج القطاع الخاص.

وتم إطلاق حملة «إيكو إيجيبت»؛ لدعم وتنشيط السياحة البيئية فى مصر، وتشجيع المواطنين على زيارة المحميات الطبيعية المليئة بالمناظر الخلابة والحيوانات والطيور والغطاء النباتى المتميز، والتعرف على الثقافات المختلفة للسكان المحليين باعتبارهم حماة وحراس للتراث البيئى والثقافى لتلك المناطق. 

وتسلط الجلسة الضوء على المناطق الطبيعية الفريدة التى تتمتع بها مصر، كما أنها ستفتح المجال أمام السائحين المهتمين بالسياحة البيئية لزيارة أماكن جديدة والتعرف على ثقافات مختلفة.

وحققت الحملة العديد من النجاحات، وجارٍ الإعداد لإطلاق المرحلة الثانية.

نتائج سريعة

حققت  أعمال التطوير والترويج للسياحة البيئية منذ 2018  نتائج إيجابية جيدة على المستويين المحلى والدولى تمثلت فى زيادة إيرادات رسوم الزيارة للمحميات لتبلغ ما يقارب 30 مليون جنيه خلال العام المالى 2019/2020، بنسبة زيادة (%255) عن 2015/2016. وارتفاع عدد زوارها خلال الفترة 2021/2018 ليصل إلى 1.1مليون زائر بنسبة 524 % عن المستهدف (210 آلاف)؛ رغم آثار فيروس كورونا وتأثيرها على القطاع السياحى، بجانب ارتفاع دخل السكان المحليين بالمحميات الطبيعية بنسبة تتجاوز 400% خلال العامين الماضيين.

ومؤخرًا، أعلن الاتحاد الدولى لصون الطبيعة محميتى «رأس محمد» و«وادى الحيتان» على القائمة الخضراء للاتحاد، نظرا لجهود الحفاظ على الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجى بهما.

وحصلت مصر على (جائزة اتفاقية الأيوا) المعنية بحماية الطيور المهاجرة؛ لأول مرة، بجانب حصول موقع وادى الحيتان بمحمية «وادى الريان» على تقييم أفضل موقع فى العالم يتميز بأعلى درجات الحماية واستخدام آليات الحوكمة الرشيدة من خلال تقرير تقييم الأداء للاتحاد الدولى لصون الطبيعة لمواقع التراث الطبيعى العالمى لعام 2020.

كما فاز مشروع صون الطيور الحوامة المهاجرة بجائزة الطاقة العالمية باعتباره أحد المشروعات الرائدة والمستدامة والتى تحقق أهدافًا ملموسة لحماية الطيور المهاجرة كأحد الموارد الطبيعية ودمج أهدافها بمشروعات الطاقة المتجددة فى مصر، وتعتبر الجائزة الأكثر أهمية على مستوى العالم، وهو الفوز الأول لمصر منذ إنشاء الجائزة. 

وبحسب وزارة التخطيط، جارٍ بحث إنشاء متحف مفتوح لتاريخ الحفريات بمحمية الغابة المتحجرة، كأحد أوجه الاستثمار فيها، على غرار متحف وادى الحيتان؛ باعتبارها أثرًاً جيولوجيًا نادرًا لا يوجد له مثيل فى العالم من حيث اتساعها وتنوع الخشب المتحجر بها، والذى من خلاله يمنح الجيولوجيين فرصة عظيمة لدراسة وتسجيل الحياة القديمة للأرض.