رئـــيس لا يـعـرف الإجــــازة

رغم أن الأسبوع الماضى كان إجازة رسمية بمناسبة عيد الأضحى المبارك، لكن عبدالفتاح السيسى رئيس لا يعرف الإجازة.

وبخلاف تبادل التهانى والمباركات بمناسبة العيد مع رؤساء وملوك الدول العربية والإسلامية، كان الأسبوع حافلاً بنشاطات الرئيس، حتى تصدر هاشتاج «الرئيس – الأب» التدوينات على موقع التواصل «تويتر» بعدما التقى الرئيس بعدد من المواطنين فى أكثر من مناسبة وأكثر من مكان وتحدث معهم ببساطة وود كبيرين، بل حقق أمنية المجند «أيمن» الذى التقاه صدفة.

إلى جانب ذلك ألقى الرئيس كلمة بمناسبة احتفالات مصر بذكرى ثورة 23 يوليو، وعقد اجتماعًا موسعًا بشأن مبادرة «معًا نبنى المستقبل»، فضلاً عن عدة لقاءات مع مسئولين أجانب عن شركات استثمارية تعمل فى مصر.

ثورة يوليو

وفى مناسبة ثورة يوليو ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمة قال فيها: إن ثورة يوليو تمكنت من تغيير واقع الحياة على أرض مصر وحققت تغييرات جذرية فى جميع المجالات، لتضع وطننا على خريطة العالم السياسية وتبدأ مسيرة جديدة من العمل الوطنى لتحقيق آمال شعب مصر فى إحداث تحولات نوعية: سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.

وأضاف أن تأثير ثورة يوليو المجيدة تجاوز حدود الإقليم ووصلت أصداؤها إلى جميع أرجاء المعمورة لتمنح الإلهام والأمل للشعوب التى تكافح من أجل حريتها.

وتابع: فى هذه الذكرى الوطنية الخالدة، نذكر بكل الإعزاز، رمز هذه الثورة الرئيس الراحل «محمد نجيب» الذى لبى بشجاعة نداء الواجب الوطنى.. فى لحظة دقيقة وفارقة، كما نتوجه بالتحية والتقدير إلى قائدها الزعيم «جمال عبدالناصر» الذى اجتهد قدر طاقته للتعبير عن آمال المصريين فى وطن حر.. تسوده العدالة الاجتماعية.

وهو ما يؤكد أن مصر غنية بأبنائها الأوفياء جيلاً بعد جيل يسلمون راية الوطن مرفوعة خفاقة.. دومًا وأبدًا «بإذن الله» وبفضل عزيمة هذا الشعب العظيم.. وأصالته.

وقال الرئيس: كما كان أمام ثورة يوليو تحديات، فإن التحدى الذى يمثل أهمية قصوى لنا جميعًا الآن هو تغيير واقع الحياة فى مصر فى كل جوانبها.. من خلال العمل الجاد على تحقيق التنمية الشاملة بالاعتماد على التخطيط الدقيق.. فى إطار رؤية واستراتيجية وطنية مكتملة الأركان هدفها الأساسى هو بناء وطن قوى متقدم فى جميع المجالات، تلك الرؤية التى بدأت بتنفيذ برنامج وطنى للإصلاح الاقتصادى والاجتماعى الشامل راعى محدودى الدخل والفئات الأكثر احتياجًا وأتاح الفرصة والمناخ الملائم لتشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية وعزز قيم العلم الحديث ومناهجه.. فى جميع أوجه حياتنا.

معًا نبنى المستقبل

وقام الرئيس بتفقد أعمال تطوير المحاور والطرق الجديدة فى إطار مبادرة «معًا نبنى المستقبل» بمحافظة الإسكندرية، والتى تتم تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

واستمع الرئيس لشرح حول المشروع من الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء واللواء أحمد العزازى نائب رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، حيث تصل أعمال تطوير الطرق والمحاور إلى إجمالى أطوال 140 كم، بالإضافة لأعمال الهندسة والصناعات الخاصة بالكبارى.

و وجه الرئيس بتطوير تلك الطرق والمحاور الحيوية وفق مخطط هندسى وإنشائى يراعى استدامة كفاءتها واستيعابها لحركة التنقل والمرور لمدى زمنى مستقبلى لا يقل عن عشرين سنة، أخذاً فى الاعتبار الأهمية الكبرى لهذه الطرق والمحاور فى تنظيم الحركة المرورية بمحافظة الإسكندرية ومحيطها الجغرافى، فضلاً عن ربطها بالتجمعات العمرانية الجديدة بالمنطقة.

وأوضح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بسام راضى أن أعمال التطوير تشمل محاور شرق الإسكندرية، بما فيها الطريق الدائرى لمدينة أبى قير الجديدة بطول 16 كم لخدمة التوسعات العمرانية الجديدة بمنطقة أبى قير وشرق مدينة الإسكندرية.

هدية الرئيس

وأرسل الرئيس هدية للمجند أيمن قنديل، الذى رافق الرئيس أثناء جولته بالدراجة الهوائية فى مدينة العلمين الجديدة، ودار بينه وبين الرئيس حوار، مازحه الرئيس فيه قائلاً: خليك دوغرى يا أيمن، المنايفة دول أنا عارفهم كويس، خاصة بتوع أشمون، وقولى عايز إيه؟

وقال أيمن إنه يحلم بمشروع يعمل من خلاله بعد انتهاء فترة خدمته بالجيش، حيث يمتلك مكتبة بسيطة وصغيرة، فى مسقط رأسه بمدينة أشمون بمحافظة المنوفية، يتقاضى منها راتبًا 1500 جنيه.. ويريد أن يحولها لمشروع كبير.

ووجه الرئيس بأن يكون للمجند مكتبة أكبر من مكتبته الحالية.. وقدم حزب مستقبل وطن هدية الرئيس السيسى للمجند أيمن، عبارة عن عقد لمكتبة كبيرة، وعلق أيمن قائلاً: «شكرًا يا سيادة الرئيس، وألف ألف شكر يا أفندم، ودى حاجة مش جديدة على حضرتك، وربنا يوفقك».

صلاة العيد

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد أدى صلاة عيد الأضحى والدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء والفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، وعدد من الوزراء، وكبار رجال الدولة بمسجد مالك الملك بمدينة العلمين الجديدة.

و تابع الرئيس عقب الصلاة الموقف التنفيذى والإنشائى الخاص بمدينة الفنون فى مدينة العلمين الجديدة، حيث استمع إلى شرح مفصل من وزير الإسكان عن سير العمل ومعدلات التنفيذ لمنشآت ومرافق مدينة الفنون التى تعتبر متنفسًا ترفيهيًا ثقافيًا لمدينة العلمين والساحل الشمالى على مساحة 260 فدانًا تضم مجموعة من الأنشطة الفنية والثقافية المتنوعة من مجمعات لدور عرض السينما ومطاعم ومسرح رومانى مكشوف للحفلات والعروض الموسيقية مجهز بأحدث تقنيات الصوت، ومبنى للأوبرا، إضافة إلى قاعات تدريب وأرض للمعارض، كما تضم أيضًا مبنى تنمية المهارات للحفاظ على الطابع التراثى لمدينة العلمين، ذلك بالإضافة إلى مكتبة مركزية ودور عبادة.

وعقب ذلك اجتمع الرئيس بمقر رئاسة الجمهورية بالعلمين الجديدة مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء لاستعراض المخطط التنفيذى لتنمية القطاع الشمالى الغربى للجمهورية امتداداً من مدينة الإسكندرية وحتى مدينة السلوم غرباً وهو المخطط الذى يهدف لإقامة سلسلة مجتمعات عمرانية وزراعية وصناعية وسياحية ضخمة من خلال إنشاء عدة مشروعات تنموية عملاقة جارٍ العمل بها وربط تلك المشروعات ببعضها البعض بشبكة طرق متطورة ووسائل نقل حديثة وخطوط السكك الحديدية الجديدة، وفى مقدمة تلك المشروعات المشروع القومى العملاق للإنتاج الزراعى المتكامل «الدلتا الجديدة»، والذى يهدف إلى زيادة الرقعة الزراعية فى مصر على امتداد محور الضبعة بواقع مليون فدان فى مراحله الأولى وهو المشروع الذى يضم فى نطاقه عدة مشروعات للتنمية الزراعية من ضمنها مشروع «مستقبل مصر»، ووجه الرئيس بضم مجتمع مدينة مارينا إلى نطاق مدينة العلمين الجديدة.

كما اطلع الرئيس على تطوير شبكة الطرق الجديدة للقطاع الجغرافى الشمالى الغربى ومحاور الربط ما بين تلك المشروعات مع سائر محافظات الجمهورية بما فى ذلك تطوير طرق القاهرة الإسكندرية الصحراوى ومحور الضبعة ومحور التعمير والطريق الدولى الساحلى وطريق وادى النطرون العلمين.

ووجه الرئيس بأن تتم عملية تطوير تلك المحاور والطرق بمراعاة أكبر قدر ممكن من التوسعة وعدد الحارات المرورية وإنشاء مراكز الخدمات ومحطات الوقود لخدمة المواطنين ولاستيعاب حركة المرور المتوقعة حاليا ومستقبلاً.

استثمارات أجنبية

واستقبل الرئيس، جان دونيل مالك ومدير مجموعة شركات دونيل البلجيكية للأعمال والهندسة البحرية والتكريك، بحضور الفريق أحمد خالد قائد القوات البحرية وعدد من المسئولين المعنيين.

وبحث الاجتماع أوجه الاستفادة من الخبرات العريقة لدى مجموعة دونيل فى مجالات الأعمال البحرية المتعددة بالبحرين المتوسط والأحمر، إلى جانب الفرص الواعدة التى تمتلكها مصر فى هذا المجال وأسلوب تحقيقها فى إطار خطة الدولة للتنمية المستدامة «رؤية مصر 2030».

كما استقبل الرئيس بيتر لورسن، مالك ورئيس مجلس إدارة مجموعات شركات لورسن الألمانية العالمية للصناعات البحرية، للتباحث حول تطوير منظومة الصناعات البحرية والخطط الخاصة بالتطوير التكنولوجى التى تحتاجها هذه الصناعة الاستراتيجية، وذلك فى إطار ما توليه الدولة من اهتمام بالغ للارتقاء بجميع مناحى العمل فى مجال الصناعة البحرية وبناء السفن والوصول به إلى أعلى التكنولوجيات الحديثة، وما يتطلبه ذلك كله من تطوير شامل فى تدريب وتأهيل القوى البشرية من المهندسين والفنيين.

اتصال بريطانى

وتلقى الرئيس، اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون، حيث تناول الاتصال أبرز ملفات العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة التعاون التجارى والاستثمارى والصحى والأمنى وجهود مكافحة الإرهاب، فضلاً عن تبادل وجهات النظر بشأن آخر مستجدات القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى تطورات قضية سد النهضة.

وتم التوافق على أهمية توثيق وتطوير التعاون فى المجالات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية، خاصةً فيما يتعلق بقضايا مكافحة الإرهاب والهجرة غير المشروعة وتأمين الحدود، وجذب المزيد من الاستثمارات البريطانية، لا سيما فى ضوء ما يشهده الاقتصاد المصرى من تطورات إيجابية.

كما تطرق الاتصال إلى تعزيز التعاون فى قطاعى الصحة والتعليم، بما فيها الاستفادة من الإمكانات والخبرات البريطانية فى قطاع التعليم، وتعظيم التعاون فى مجال الصحة بما يحقق لمصر الاستفادة القصوى.

الاتصال تطرق أيضًا إلى مناقشة أبرز مستجدات الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم تبادل الرؤى حول آخر تطورات القضية الفلسطينية، وأشاد رئيس الوزراء البريطانى فى هذا الإطار بالمبادرة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة والتأكيد على الأولوية القصوى لتثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل وقطاع غزة، والذى نجحت مصر فى التوصل إليه من خلال اتصالاتها مع جميع الأطراف.

كما تم استعراض آخر تطورات ملف سد النهضة، حيث أكد الرئيس موقف مصر الثابت بالتمسك بحقوقها التاريخية من مياه النيل وبالحفاظ على الأمن المائى لمصر حالياً ومستقبلاً مع التأكيد على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولى بمسئوليته لدفع عملية التفاوض بجدية وبإرادة سياسية حقيقية للوصول لاتفاق شامل وعادل وملزم قانوناً حول ملء وتشغيل سد النهضة.

وأكد رئيس الوزراء البريطانى دعمه لجهود استئناف عملية التفاوض من أجل الوصول إلى حل عادل لتلك القضية.

كما تم تبادل الرؤى حول آخر مستجدات الأزمة الليبية وأهمية المضى قدماً فى العملية السياسية الانتقالية التى تمر بها البلاد بهدف تسوية الأزمة وصولاً إلى الاستحقاق الانتخابى فى موعده المرتقب نهاية العام الجارى.

العلاقات مع الصين

واستقبل الرئيس، وانج يى، وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية، وذلك بحضور سامح شكرى وزير الخارجية والسفير الصينى بالقاهرة.

وأكد الرئيس حرص مصر على الارتقاء بمستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة التى تجمع بين البلدين، خاصةً أن العام الحالى يتزامن مع مرور 65 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية المصرية الصينية، والتى شهدت مساراً ممتداً من التعاون والتنسيق بين البلدين فى شتى المجالات وكذلك الاستفادة من التجربة الصينية التى تعد قصة نجاح يسعى العالم إلى دراستها.

ونقل وزير الخارجية الصينى إلى الرئيس رسالة شفهية من الرئيس شى جين بينج، تضمنت تأكيده حرص الصين على استمرار تطوير علاقاتها الاستراتيجية مع مصر، ومشيراً إلى ما تكنه بلاده من احترام وتقدير للرئيس ولمصر فى ظل دورها المحورى كركيزة أساسية لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، وثبات دعم الصين لمصر فى جهود التنمية الشاملة ومكافحة الإرهاب وتحقيق الامن والاستقرار فى المنطقة.

وأوضح وزير الخارجية الصينى قبول انضمام مصر كشريك حوار فى منظمة شنغهاى للتعاون التى تتناول التنسيق والتعاون فى مجالات مكافحة الإرهاب والتطرف، والطاقة والعلوم.

كما أكد الرئيس الحرص على الاستفادة من الخبرات الصينية فى دعم البرامج والأنشطة التنموية والمشاريع القومية بالدولة خاصة فى ضوء البنية التحتية الحديثة التى باتت تتمتع بها مصر والتى تتكامل مع المبادرة الصينية «الحزام والطريق»، والدور المهم الذى تقوم به «المنطقة الصينية المصرية للتعاون الاقتصادى والتجارى» بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، باعتبارها نموذجاً ناجحاً للتعاون الاستثمارى بين البلدين.

كما تم التطرق إلى آخر تطورات قضية سد النهضة، حيث أكد الرئيس موقف مصر الثابت بالحفاظ على أمنها المائى المتمثل فى حقوقها التاريخية فى مياه النيل، وذلك بالتوصل إلى اتفاق قانونى ملزم لملء وتشغيل سد النهضة يحقق مصالح الجميع بشكل عادل.