الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

3 أقسام منها بنك الأنسجة

طفرة البحث العلمى فى مستشفى 57357

البحث العلمى ركيزة أساسية فى المجال الطبى، خصوصًا فى مجال علاج الأورام؛ لذلك تحرص كبرى المستشفيات المعالجة لأمراض السرطان حول العالم على توفير قسم «البحث العلمى» للعمل جنبًا إلى جنب مع الفرق الطبية المعالجة، حتى تواكب كل جديد وتضع لنفسها البرامج العلاجية والأدوية المعالجة بدقة ولا تكون تابعًا للنتائج البحثية للآخرين.



وفى مستشفى 57357 يعد قسم البحث العلمى من أكثر ما يميز منظومة العلاج والعمل داخل المستشفى، خصوصًا أن المستشفى غير جامعى أو غير تعليمى، ما يمنحه ميزة نسبية تجعله المستشفى الوحيد أو واحدًا من اثنين من المستشفيات التى تتوافر فيها هذه الميزة فى مصر. 

ويشمل مركز البحث العلمى بمستشفى 57357 ثلاثة أقسام رئيسية، هي: البحث الإكلينيكى، البحث العلمى الأساسى، بنك الأنسجة».

ويهتم البحث الإكلينيكى بتأسيس قاعدة بيانات عن المرضى المترددين لرصد،أنواع الأورام التى تم تشخيصها وأنواع الأدوية التى تناولوها، ونسبة النتائج الإيجابية.

بينما يهتم بنك الأنسجة بأخذ عينات دم أو جزء من الورم بعد إزالته، للاستعانة بها فى عمل الأبحاث مستقبلا، وتؤخذ العينات بعد موافقة المريض وأهله، فى حين يضم قسم البحث العلمى الأساسى 5 وحدات أحدها وحدة لدراسة الجينوم، وأخرى لدراسة البروتينات، ووحدة دراسة المناعة ووحدة دراسة المعلوماتية البيولوجية ووحدة بيولوجيا الأورام. 

قالت الدكتورة شاهندة محمود النجار، رئيس قسم البحث العلمى بمستشفى 57357: منذ تأسيس المستشفى فى 2007، وقسم البحث العلمى موجود مثله مثل باقى الأقسام، وهذا يعد أمرًا مميزًا للمكان كمستشفى غير جامعى أو غير تعليمى، لأنك فى حالة عدم وجود «بحث علمى» ستظل طوال الوقت تابعًا للآخرين فى علاج الأطفال والمرضى، أى تترقب ما وصلت إليه الأبحاث العلمية فى الخارج لتطبقها عندك سواء بالنسبة للأدوية الخاصة بحالات محددة أو أساليب العلاج إلى آخره. 

إنشاء قسم البحث العلمى بشكله الحالى بدأ بوحدة «البحث الإكلينيكى»، ومن أهدافها تأسيس قاعدة بيانات عن المرضى فى مستشفى 57357، لرصد عدد المترددين خلال العام، أنواع الأورام التى تم تشخيصها، أنواع الأدوية التى تناولوها، نسبة النتائج الإيجابية، هل تم شفاؤهم؟ هل عاودهم المرض مرة أخرى أم لا؟ نوع البيئة التى يعيش فيها هؤلاء الأطفال، نمط حياة الأم خلال فترة الحمل والطعام الذى تناولته، وهل يمكن ربط أى من هذه الأشياء السابقة بالمرض الذى أصيب به الطفل، وأخيرًا للتأكد من أن الطفل المصاب ملتزم بالعلاج الموصوف له، وعدم تضارب الأدوية بين الأطباء المعالجين وفقًا للحالة، وكل من يأتى إلى المستشفى يدخل هذه الدائرة من المتابعة والعلاج. 

وأضافت: لكى تضمن وجود متابعة وتناول جرعات العلاج فى ميعادها، يوجد مختصون للتواصل مع الأطفال المرضى وذويهم وقت ميعاد الجرعات، وآلية التصرف فى حال سقطت إحدى الجرعات أو تأخرت عن موعدها، فالقسم الإكلينيكى هدفه متابعة المريض، وهم ليسوا أطباء، لكنهم يوفرون للأطباء المعالجين النظام الأفضل لمتابعة المريض، وكل هذه المعلومات والبيانات عن المرضى تؤهلنى لعمل أبحاث مستقبلية، وبالتالى يختلف دور القسم الإكلينيكى عن دور الإخصائى الاجتماعى والنفسى الذى يتابع حالة المريض اجتماعيًا ونفسيًا خلال تلقيه العلاج، لأن البحث الإكلينيكى يرصد بيانات وتفاصيل دقيقة فى طرق العلاج لأنواع السرطان، ويبحث فى أسباب الاختلاف والنتائج النهائية فى حالة التزام المريض بنوع وتوقيت العلاج، وأيضا النتائج النهائية فى حالة اختلاف النمط العلاجى لحالات متشابهة، وكذلك النتائج فى حالة عدم التزام المريض بدقة توقيت الجرعات. 

وتابعت الدكتورة شاهندة: يتكون مركز البحث العلمى من أقسام: البحث الإكلينيكى، قسم البحث العلمى الأساسى، بنك الأنسجة، ويعتمد بنك الانسجة على أخذ عينات دم أو جزء من الورم بعد إزالته تمكننا من الاستعانة لها فى الأبحاث مستقبلًا.

وحول البحث العلمى الأساسى أو المعملى قالت رئيس قسم البحث العلمى بمستشفى 57357: البحث العلمى المعملى به 5 وحدات أو برامج أو 5 مراكز تميز، تركز على أبحاث: الجينات، البروتينات، بيولوجيا الأورام، علوم المناعة والميكروبيولوجى، والطب التجديدى، وكل وحدة تجرى نوعا من الأبحاث التى تخدم المريض، أو تبحث عن مسببات المرض على مستوى الخلية، بهدف خدمة المريض بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، لأن نتائج هذه الأبحاث منها ما يطبق فورًا على المريض، ومنها أبحاث تأتى الاستفادة منها بعد عدد من السنوات حسب طبيعة البحث، وهذه الأبحاث تمكننا أيضا من الاكتشاف المبكر لبعض المرضى ومعرفة نوع الجين المسبب للورم. 

وأضافت الدكتورة شاهندة محمود: رؤساء هذه الوحدات أطباء متخصصون ومميزون وعلى درجة عالية من الخبرة، منهم دكتور سامح على مؤسس أقسام عدة فى جامعات مختلفة مثل جامعة زويل، ودكتور سامح مجد وهو من الأطباء المعدودين فى مصر فى «أبحاث البروتينات»، وكلهم أساتذة جامعة بالأساس أو درسوا فى الخارج وتخصصوا فى مجالاتهم وعادوا إلى مصر ليصبحوا من كبار العلماء فى مجال دراسة ومكافحة الأورام، والعاملون معهم خريجون من كليات مختلفة مثل الطب والأسنان والصيدلة والعلوم والزراعة وكل التخصصات العلمية، والعدد إجمالا فى مركز البحث العلمى يتراوح من 90 إلى مئة متخصص. 

برامج تدريب

يتيح مركز البحث العلمى بمستشفى 57357 فرص تدريب للراغبين وقالت د.شاهندة محمود النجار: «لدينا برامج تدريب للراغبين من مستشفيات أو أقسام مشابهة داخل مصر، مثل كورس «R» وكورس آخر مدته أسبوعان.

وكل كورس يتراوح عدد الحاضرين فى الجولة الواحد بين 10 و15 متدربا، فى تخصصات علم الجينوم والبروتيوم، حيث يتدربون على التكنيك المستخدم فى هذا النوع من الأبحاث. أماالـ «R»فهو خاص بالبرمجة اللغوية فى مجال البيولوجى والمتصلة به، وتوجد برامج تدريب صيفية للطلبة الراغبين فى التدرب بالمعامل من خلال برامج تدريبية قصيرة.

واختتمت الدكتورة شاهندة محمود بقولها: مركز البحث العلمى فى مستشفى 57357 يعد نموذجًا جديدًا فى مصر فى مستشفى مثل 57357، وقد لا يوجد نموذج مشابه سوى واحد فقط، خصوصا أنه مركز ملحق بمستشفى يقدم خدمة إكلينيكية، بعيدا عن المستشفيات الجامعية أو التعليمية، وهذا أمر مهم نفخر به.

أما الدكتور سامح سعد على، مدير وحدة بيولوجيا الأورام فى مستشفى 57357 فقال: تضم الوحدة معملين كبيرين، منهما معمل الدكتورة شاهندة، وهناك مجموعة من المتخصصين تنضم لنا قريبا من كندا وألمانيا، وهم مصريون لهم مناصب علمية هناك، لكن سيعودون للعمل فى مصر وإفادتها بخبراتهم، ومن ثم سنتوسع فى الوحدة بنهاية العام الجارى بفتح معملين جديدين. 

وأضاف الدكتور سامح سعد: تخرجت فى كلية علوم جامعة عين شمس، وتم تعيينى بها، ثم سافرت لإعداد رسالة الدكتوراة فى جامعة طوهوكو فى مدينة سنداى باليابان، وهذه الجامعة تصنف بأنها واحدة من أفضل 50 جامعة على العالم، أنهيت رسالتى الماجستير والدكتوراة هناك، ثم عدت إلى مصر ومنها إلى أوروبا ثم أمريكا عام 2000 حتى عام 2012، حتى دعانى دكتور أحمد زويل- رحمه الله- لأشارك معه فى تأسيس جامعة زويل للعلوم والتكنولوجيا، فكنت من أوائل المؤسسين، وبعدها التحقت بالعمل فى مستشفى 57357 فى 2018. 

وتابع: يعتمد عملى هنا فى مستشفى 57357 على تخصصى فى جزء مهم جدا من الخلية فى حالات الصحة والمرض، اسمه «مايتوكوندريا» أو «الجسيمات الخيطية» وهى المسئولة عن تخليق الطاقة فى الخلية، واكتشف العلماء أن لها أدوارا عديدة فى الخلية منها ما يسمى «رد الفعل الخلوى للإجهاد أو الضغط النفسى» الذى يتعرض له الإنسان، وهو ما يشكل نوعا من التحدى للخلية سواء كان درجة حرارة أو ضغطًا ميكانيكيًا، وحتى فى الحالات المرضية لها رد فعل مهم. 

وحول العلاقة بين الضغوط النفسية والحياتية والأمراض السرطانية قال مدير وحدة بيولوجيا الأورام: وجد العلماء أن الإجهاد النفسى والضغوطات النفسية تؤثر تأثيرًا مباشرًا على جهاز المناعة، وتقلل من قدرة الإنسان على مواجهة الأمراض عمومًا، فالحالة النفسية عامل مشترك للعديد من الأمراض ومنها الأمراض السرطانية والأورام.

فمعروف أن الضغط يسبب عددًا من الأمراض الشهيرة منها أمراض القلب، السكر، الضغط، وكلها أمراض نتيجة نمط الحياة بسبب تأثر مجموعة من الإفرازات والوظائف والهرمونات وتوازنها، يفرزها المخ والغدد المختلفة، وتراكم هذه الأعراض يؤدى إلى الأمراض التى ذكرناها. 

وأضاف الدكتور سامح على: بالنسبة لمرض السرطان والأورام، فالعلاج منه يتطلب أن تكون الحالة النفسية جيدة مع وجود قدرة ورغبة فى مقاومته ليتم العلاج بشكل سليم، وهذا جانب مهم، لذلك يوجد علاج نفسى مصاحب لعلاج الأورام السرطانية، وفى حالة الأطفال، فيوجد فى العالم وهنا فى المستشفى«العلاج بالفن»، والهدف الأساسى منه تحسين نفسية الطفل المريض وإبعاده عن التفكير فى الضغوط الناتجة عن علاج مرض السرطان. 

وتابع: دراسة «المايتوكوندريا» أو «الجسيمات الخيطية» مهمة جدا فى كثير من الوظائف، وخصوصا فى السرطان، لأنه واحد من أهم عوامل حماية الخلية الطبيعية من أن تتحول إلى خلايا سرطانية، لأن الخلايا السرطانية هى بالأساس خلايا طبيعية تحولت لخلية سرطانية، ودور المايتوكوندريا فى الخلية المسئول عن الأمن أو الحارس الذى يحميها من الانحراف عن وظيفتها الأساسية ويمنعها من أن تنقسم بشكل غير متحكم فيه، لأن هذه الجسيمات تشعر بهذه التغيرات وتطلق إشارات تسمى بـ «إشارات قتل النفس» أو «انتحار خلوى» بمعنى أنه الخلية تموت لو أنها أخلت بدورها وبقواعد الانقسام الطبيعى. 

وعن أهمية دراسة الجسيمات الخيطية قال الدكتور سامح على: الخلية فى رحلة تحولها من خلية طبيعية لخلية سرطانبة تمر بطفرات معينة فى الجينات الخاصة تقلل من التحكم والسيطرة على عدد المايتوكوندريا، لذلك لدينا فى المستشفى معمل متقدم لدراسة وظائف الجسيمات الخيطية وكيفية تنشيطها مرة أخرى، وخلق مقاومة بالعلاج عن طريق دراسة المايتوكوندريا. 

واختتم على: بالنسبة لباقى الوحدات، توجد وحدة لدراسة الجينوم خاصة طبعا بالسرطان، ووحدة لدراسة البروتينات، ووحدة لدراسة المناعة، ووحدة رابعة لدراسة المعلوماتية البيولوجية تحت الإنشاء، كل هذه الوحدات تسهم فى فهم طبيعة الجينات والبروتينات الموجودة فى الأمراض المختلفة من ناحية كيفية تغيرها وكيفية استجابتها للعلاج.