الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

السـينما حبـى الحقيــقى.. لكن أفلامى صعبــة وتحتاج لإمكانيات كبيرة

ناصر عبدالرحمن: «موسى» تعرض للظلم.. وانتظـــروا الجزء الثانى من أولاد موسى

شارك السيناريست ناصر عبدالرحمن فى موسم رمضان 2021، بمسلسل «موسى» من بطولة الفنان محمد رمضان وعدد كبير من النجوم، ورغم انتشار المسلسل، إلا أنه واجه انتقادات عديدة، خاصة بسبب أزمات بطل المسلسل، فضلًا عن بعض المشاهد التى أثارت جدلًا كبيرًا خلال الموسم الرمضانى. وعن أسباب تأثره بدراما الصعيد، والصعوبات التى واجهته فى «موسى»، وموقفه من النقد، وتفاصيل أعماله المقبلة، كان لمجلة «صباح الخير» هذا الحوار مع السيناريست ناصر عبدالرحمن.



هل ظُلم مسلسل «موسى» بسبب محمد رمضان؟ - محمد رمضان قدم الشخصية بشكل جيد، واجتهد فيها وأنا سعيد بالعمل معه، لكن الدراما الحقيقية الموازية للمسلسل كانت عنيفة جدًا وكبيرة، لدرجة أن الناس كانت تحاكم محمد رمضان من خلال المسلسل عن أشياء ليس لها علاقة بالدراما ولا بالعمل الفنى نفسه، وهذا أمر أحزننى جدًا، فقد شاهدت نقادًا كبارًا لم يتعاملوا مع العمل من خلال أى مدرسة نقدية، ولكن بآراء كلها انطباعية. أيضًا أثار استيائى اتهام المسلسل بأن به أخطاءً تاريخية، لأن كل هذه التفاصيل هى أكثر شىء تطلّب منّا جهدًا كبيرًا، سواء من حيث النص أو التنفيذ والمراجعات التاريخية، فقد استعنت بأصدقائى من أساتذة الجامعات، وبمراجع وقراءات لدراسات لمدة خمسة أشهر للتأكد من كل كلمة مكتوبة، فمثلًا تفاصيل الحرب العالمية راجعتها بدقة، إذ لم أكن أريد تقديمها بالشكل الذى تعوّد عليه الجمهور، بل من زاوية مختلفة وببطولة مصرية، فوجدت تفاصيل لم يلتفت إليها أحد كالأرمن مثلًا، إذ لم يتحدث أحد عن المجتمع الذى أسسوه هناك هربًا من مذابح الأتراك. كما سلطت الضوء على هرب الإيطاليين إلى الإسكندرية بعد الحرب العالمية،كل هذه التفاصيل لم يلتفت إليها أحد، ولم ينتظر أحد فهم تسلسل الحلقات، بل كانت المحاكمة يومية على الهواء، على كل مشهد بشكل منفصل، وهذا ضد الدراما بالطبع. هل خرج المسلسل بالصورة الذهنية التى كانت لديك ككاتب؟ - محمد سلامة مخرج «عينه جديدة»، وقد حدث إجماع على السوشيال ميديا منذ الحلقة الأولى على جودة إخراج المسلسل وتكوينه البصرى، فالمخرج ومدير تصوير اتفقا على صورة وألوان محددة، هذا الاتفاق بين محمد سلامة ومحمد مختار حقق «هارمونى وتابلوه ألوان» جعل الناس يرون صورة مختلفة عما اعتادوا مشاهدته. وبالتالى كان هذا الأمر مفيدًا جدًا للصورة الذهنية التى كانت لدىّ عن العمل، وزاد من الإحساس البصرى لدى المشاهد، وهذا بالتأكيد من مصلحة العمل ككل. ما ردك على انتقادات «راديو» محمد عبدالوهاب فى المسلسل؟ - إذا كان لدىّ تليفزيون فليس هناك مانع من أن أشترى آخر أحدث منه، أو إذا كان لدى هاتف محمول وجاءنى الأحدث منه كهدية فلم لا أستخدمه، وبالتالى عندما يحدث تطور ويصبح الراديو يعمل بدون كهرباء ويعمل بالحجارة وأنوه لهذا فى الدراما فما الأزمة؟ فمن كان يأتى بالبضاعة من غزة دائمًا كان يأتى بالأحدث، وفكرة حياتنا المرتبطة بالتطور أنا شاهدتها يومًا بيوم.  أما بالنسبة للانتقادات التى تحدثت عن كون الإنجليز لم يسكنوا فى الصعيد، فهذا عدم فهم للتاريخ، لأنه كان هناك مركز للإنجليز بين سوهاج وأسيوط، وكانوا يسلبون خير الصعيد ويتم توزيعه فيما بينهم. ماذا عن مشاركتك كممثل؟ - الأمر تم بالصدفة البحتة، فهم يعلمون أن والدى كان يمتلك «بازار»، وكان هناك مشهد داخل السوق لتاجر، وتفاجأت بالمخرج يخبرنى قبل التصوير «أنت هتعمل مشهد حسين.. ورمضان نازل بيقولى يالا هتعمل المشهد»، فاضطريت أمام هذا الإصرار أن أخوض التجربة، والجملة التى جاءت فى الحوار «لمَّا تنجح افتكرنى وابتسم» جاءت بشكل ارتجالى دون ترتيب. هل بدأت كتابة الجزء الثانى من «موسى»؟ - نعم، بدأت بالفعل فى كتابة الجزء الثانى بعنوان «أولاد موسى»، وهو يبدأ بخروج «شفيقة ومسعدة ومارى» من الباب الخلفى بثلاثة أولاد «مريم وهارون وعيسى»، والطفل الأخير يأخذه شداد من تحت الركام، ليذهب كل منهم فى طريقه، ومن هنا تبدأ الدراما فى الجزء الجديد. تدور أغلب أعمالك فى نطاق الصعيد.. ماذا يمثل لك هذا العالم؟ - هذا العالم ليس من اختراعى، بل هم أهلى الذين نشأت بينهم، فأنا من سوهاج من قرية صغيرة اسمها «الكوامل». وجدودى جاءوا إلى القاهرة فى أواخر الثلاثينيات، وكانوا وقتها 5 أشقاء، وتشبه قصتهم ما حدث في فيلم «كف القمر» لكن باختلاف التفاصيل، فقد استقر كل واحد منهم فى مكان وكوّن أسرته الخاصة. وبالفعل وُلد أبى فى درب البيدق فى العتبة، وعندما كبر أصبح له محل فى سوق العتبة، فضلًا عن عمله فى التجارة فى غزة، إلى أن استقر فى منطقة الحسين وفتح «بازار» خاصًا به هناك، وهذا هو الوجه الذى شاهدته، أما الوجه الخاص بغزة وتجارتها وعالمها فقد حكاه هو لى، كما حكى لى هو وجدتى الوجه الخاص بأجدادى فى الصعيد. أيضا قضيت 25 عامًا من حياتى فى «روض الفرج»، وهى قرية مشابهة لعالم الصعيد، من أفراح ومناسبات وتقاليد وأعراف كأنك فى الصعيد تمامًا، وبالتالى عندما أكتب عن هذا العالم فأنا لا أكتب عن أشخاص أتخيلهم، بل أكتب عن أهلى، وأحاول أن أحيى ذكراهم وأحكى عن تفاصيلهم وبطولاتهم أيضًا. ما التفاصيل التى نقلتها عن موروثات عائلتك فى أعمالك؟ - أنقل فى أعمالى كل ما أشعر أنه يحمل بطولة وبه جانب إنسانى كبير، فمثلًا مشهد الصندل فى مسلسل «موسى» والنزول به إلى القاهرة، هكذا جاء بالفعل جدودى إلى العاصمة، وكذلك مشهد الفيضان أيضًا فكرة القطار والانتقال به للمدينة لدى من فى أعمالى، مثل «دكان شحاتة» و«حين ميسرة» و«جبل الحلال»، فكلهم جاءوا من الصعيد إلى القاهرة بالقطار. وكذلك فكرة «العزوة» والرباط العائلى، خاصة لدى النازحين إلى القاهرة فى الأماكن القديمة، والتى تظهر بشكل واضح فى فيلم «كف القمر»،كل هذه الأمور «حواديت» موروثة فى عائلتى. الجبل وعالمه وأهله، وعالم الغجر بمعاناته وعصبيته، من أبرز ملامح كتاباتك.. لماذا؟ - هناك أشياء خلقها الله يشعر الإنسان أن روحه تحبها، كالبحر والنيل والجبل. والجبل فى بلدنا هو جبل «مصاخة»، حيث كانت جدتى تحكى لى كل أساطيره وحكاياته التى شكَّلت مخيلتى منذ أن كنت طفلًا. أما الغجر فنحن نُطلق عليهم اسم «المساليب»، و«جدعون ونوفل» نموذج لهم فى مسلسلى «جبل الحلال» و«موسى»، فهؤلاء حتى عام 1980 كانوا مختلفين عن أهل البلدة، ومعظمهم سافر للخليج مع الانفتاح وعادوا بأموال طائلة، فأصبحوا أغنى من أصحاب البلدة، فـ«جدعون» على سبيل المثال غنى جدًا، لأنه عاد بشكل مختلف، فهذا بالنسبة لى نقلة درامية بعد أن كانوا يسكنون الخيام خارج حدود البلد أو القرى، وأغلبهم لصوص أو راقصون فى الموالد, أى أنهم لديهم تفاصيل لا تتغير فى أى مكان، فأنا شاهدتهم ولدى صورة ذهنية ما زالت تحمل الكثير عن عالمهم ومعاناتهم التى تتجسد فى عدم وجود أصل وهوية. من الأب الروحى لناصر عبدالرحمن؟ - الدكتور صلاح الدين محمود هو الأستاذ والأب الروحى وملهمى، فهو صاحب كتاب «مواكب الحب» الذى يتحدث عن الحب ودرجاته بمفهومه الأرحب والأشمل. وماذا عن الأب الروحى فى الكتابة والسيناريو؟ - أستاذى محسن زايد الذى علّمنى الكتابة من الألف إلى الياء.