الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

شبعــت تمثيـــل.. وتــــشبيهى بفاتن حمامـة يسعدنـى!

فنانة عنيدة ذات شخصية قوية، رغم رقة ملامحها، كثيرا ما نراها تدخل فى صراعات مختلفة بسبب جرأتها المعهودة ومواقفها الداعمة دوما للفن والمرأة منذ دخولها الوسط الفنى وحتى الآن.



عن تجربة فيلمها الأخير «حظر تجول»، وموقفها من قضايا الفن على الساحة مؤخرا، فضلا عن تصرفاتها ومواقفها الجريئة المعهودة التى لا تتراجع عنها، كان لمجلة «صباح الخير» هذا الحوار مع الفنانة إلهام شاهين.

هل تشعرين أن فيلم «حظر تجول» تعرض للظلم؟

نعم الفيلم ظلم لعرضه أثناء جائحة كورونا، وبالتالى لم يحقق أرباحاً، لكن بسببه حصدت العديد من الجوائز، فقد حصلت مؤخرا على جائزة أحسن ممثلة عن الفيلم للمرة الرابعة، فى مهرجان جمعية «كتاب ونقاد السينما»، وقبله «مهرجان المركز الكاثوليكى». أيضا جائزة النقاد والصحافة العربية بتصويت 100 صحفى وناقد من مصر والوطن العربى. بينما كانت الجائزة الأولى كأحسن ممثلة فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ42.

هل كان لديك تخوفات من رد فعل الجمهور حول قضية «زنا المحارم» فى الفيلم؟

لا بالعكس، الجمهور احترم الفيلم للغاية، وأشاد الجميع بالمضمون و«كتبوا عن الفيلم أفضل كلام.. أنا قلت لأول مرة فيلم يحدث عليه إجماع». وقضية «زنا المحارم» نخفيها دائما كمجتمع، وإذا تم الحديث عنها يكون بيننا وبين بعضنا البعض، لا نجرؤ أن نجهر بها، لكن الفيلم تناول القضية بشكل محترم.. فأمير رمسيس مثلما هو مخرج رائع فهو كذلك أيضا فى الكتابة، لذلك قدم قضية شائكة جداً بطريقة لا تخدشنا، احترم جميع المشاهدين حتى الأطفال، لأن القضية تتعرض للطفولة.. «أنا عملت بحث وجدت أنه أول فيلم فى العالم ليس فى مصر فقط يتطرق لتلك القضية، لأن الجميع يرفض مناقشتها».

ما الذى أضافته لكِ شخصية «فاتن» التى قدمتها فى الفيلم؟

أضاف لى خبرات حياتية مهمة جداً، تعلمت منه أننا قد نظلم أشخاصا ثم نكتشف فى النهاية أننا أخطأنا فى حقهم، «فاتن» قضت 25 عاما فى السجن وبالرغم من أنها ارتكبت جريمة قتل إلا إنها تدعونا للتعاطف معها، وأنا متعاطفة معها جداً، وهى خير مثال على أننا يجب ألا نتسرع فى الحكم على ظواهر الأشخاص.

كيف تنجحين فى تقديم دور الأم رغم أنك فى الواقع لست كذلك؟

صحيح إننى أم لعائلتى كلها وليس لشقيقى «أمير» فقط، لكن أريد أن أوضح لكِ شيئا مهما، ليس بالضرورة أن أعيش الشيء فى الواقع كى أشعر به، على سبيل المثال عندما أقدم دور قاتلة فأنا لم أفعل ذلك فى الواقع كى أعرف إحساس القاتل، لا يوجد شيء يقول إن الفنان لا بد أن يمر بالتجربة كى يعيشها، أين الموهبة إذن إن لم أستطع التقمص؟!

ونحن مازلنا نحتفل بالذكرى الثامنة لثورة يونيو..هل كان لديك تخوفات من الدخول فى صدام مع «الإخوان» خلال فترة حكمهم لمصر؟

لا. أنا جريئة ولا أخاف من أحد، وهذه الفترة تحديدا كانت أكثر فترة أخرج فيها، رغم أنهم هددونى كثيراً، مما اضطرنى لتغيير رقم هاتفى.

بماذا هددوكِ؟

قالوا لى إذا نزلت فى 30 يونيو سنفعل كذا وكذا «كلام عيب»، وبالرغم من ذلك كنت أول شخص يتحرك للتحرير. لم أنتظر التحرك الجماعى للفنانين من وزارة الثقافة الذى كان محددا له فى الثانية عشر ظهراً، بل خرجت بمفردى فى التاسعة صباحاً.

لماذا تبدو عليكِ ملامح السعادة حين يشبهك الجمهور بالفنانة فاتن حمامة؟

لأن لها يدًا فى نجوميتى،  فعندما قابلتها لأول مرة كنت صغيرة جداً وقتها قالت لى «يا خبر يا بنوتة أنت شبهى أكثر من بنتى»، وقالت لى لا تحاولى تقليدى لا بد أن يكون لك شخصية مستقلة، فقلت لها «حضرتك حاسة إنى بقلدك؟»، فردت: نعم أحيانا أغمض عينى وأنا أشاهد فيلم لكِ فأسمع صوتى،  خاصة فى مشاهد بها صراخ، قلت لها موهبة التقليد ليست لدى،  ربما يكون من شدة حبى لك أخذت بعضًا من صفاتك. ثم بدأت تنتشر هذه المقولة على لسانها بعدها، واستضافتنى الإعلامية أمانى ناشد فى برنامج «كاميرا 9»، فى فقرة بعنوان «شبيهة فاتن حمامة»، كنت وقتها ما أزال تلميذة وهذه المقولة كانت سببًا فى حصولى على فرص كثيرة.

ما رأيك فى فيلم «ماما حامل» وأداء ليلى علوى للكوميديا؟

دور هايل، وليلى تقدم كوميديا راقية، وعلمت من خلال آراء الناس أن الإقبال عالٍ جداً، وجميع الأخبار عن الفيلم جيدة.

ما أقرب دور من أعمالك لشخصية إلهام شاهين الحقيقية؟

كل دور قدمته هو جزء من شخصيتى،  من آرائى،  معتقداتى،  أعبر من خلال الفن عنه، ولا بد أن أكون مؤمنة بالقصة كلها ليس فقط دورى،  مثلا قد أقدم دور شرير ليس معنى ذلك أننى أنادى بالشر ولكن هناك رسالة ما يحملها العمل، الفن ليس دوره أن يقدم الفنان على هيئة ملاك، إنما هو إنسان يحمل رسالة شديدة الأهمية للمجتمع، أيا كان شكل الدور الذى يؤديه.

على نفس وتيرة إجابتك، هل يوجد دور معين ترفضين تقديمه؟

نعم، أرفض أن أقدم دور «جاسوسة» خائنة لوطنها، أكره الخيانة ولا أتخيل نفسى فى هذا الدور.

ما تعليقك على تصريحات بعض النجوم حول ربط الفن بالدين وتحريم المشاهد الجريئة؟

كل شخص له قناعاته، ومثلما أؤمن بحريتى وباختياراتى فأنا أؤمن أيضاً بحرية الآخرين فى اختياراتهم. لكن السؤال المهم: ما الذى سيصلون إليه فى النهاية؟ هل سيكون لهم بصمة ولديهم أدوار متنوعة ويستطيعون تقديم جميع الأدوار؟ أم يقدمون نوعية معينة وقالب واحد؟! 

بما أنك أنتجتِ من قبل، ألم تفكرى فى طرح قضية معينة على كاتب وتقومين بالبطولة عندما لا تجدين دورًا مناسبًا؟

أنا أنتج للسينما بشكل عام وليس لإلهام شاهين.. «أنا شبعت خلاص»، فمثلاً فيلم «يوم للستات» حصل على 21 جائزة وهو من إنتاجى. أنا أرفض أدوار التفصيل، بل أؤيد دوما فكرة أن يطلق الكاتب العنان لخياله، وبعد أن يكتب يفكر مع المخرج وجهة الإنتاج حول من يصلح للدور.

ما رأيك فى تقديم السير الذاتية للفنانين؟

أنا لست مع تقديمها، باستثناء «أم كلثوم»، وهى قدمت على هيئة ملاك وأعتقد أنه لا توجد ملائكة على الأرض، فمن حق الجمهور أن يعرف الفنان من فنه فقط، لأنه فى كل الأحوال لا تُقال كل التفاصيل، وتكون القصة فى اتجاه واحد، فالفنان مهما كان محبوبًا فهو إنسان ولديه أخطاء وعيوب، لذلك لو قدمنا أخطاءه سنتهم بالإساءة لتاريخه ولو قدمنا الجانب الجيد فقط لن تكون هناك مصداقية، لذلك أرفض تقديمها.

ما مصير فيلمى «أهل العيب» و«نسيم الحياة»؟

لا أعرف لأن وضع «كورونا» أثر بشكل كبير، وجميع الأفلام تأجلت، فيما عدا سينما المنصات أو الأفلام الخفيفة، أما الأفلام المهمة والتى تشارك فى المهرجانات ما زالت متوقفة.. ولن أكرر تجربة «حظر تجوال».