الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

توطـين الصنـاعة ودعـــم اســتقرار الاقتصـــاد

الرئيس خلال اجتماعه بالمجموعة الوزارية الاقتصادية
الرئيس خلال اجتماعه بالمجموعة الوزارية الاقتصادية

أسبوع حافل بالنشاطات الرئاسية، احتشدت به أجندة الرئيس عبدالفتاح السيسى الأسبوع الماضى، وهنأ الرئيس الصين بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الحاكم، وأكد الرئيس أن التجربة الصينية قصة نجاح يسعى كثيرون لدراستها والاستفادة منها، وفى كلمة وجهها الرئيس لشى جين بينج سكرتير عام الحزب الشيوعى الصينى، رئيس جمهورية الصين الشعبية.. قال الرئيس:



إنه لمن دواعى فخرى واعتزازى أن أتوجه لكم ومن خلالكم للشعب الصينى الصديق بكل التهانى بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس الحزب الشيوعى الصينى، ذلك الصرح السياسى العظيم الذى قاد الصين بنجاح فأمن لها الاستقلال التام وأقام هيكل الدولة الصينية الحديثة عام 1949، ثم قادها وما يزال إلى يومنا هذا بسياسة حكيمة استطاعت أن تحقق «المعجزة الاقتصادية الصينية» التى دفعت بالصين إلى مصاف الدول الكبرى كقوة دولية تعكس عظمة الحضارة الصينية وتستلهم من تاريخها قوة دافعة للحداثة، حيث أصبحت التجربة الصينية تمثل قصة نجاح يسعى كثيرون إلى دراستها والاستفادة منها، كما نجح الحزب تحت قيادتكم فى تحقيق إنجازات هامة نهنئكم وشعبكم على بلوغها، وفى مقدمتها إقامة مجتمع الحياة الحديثة المتطورة، مما يعكس صدق القيادة وإصرار وعزيمة شعب الصين. 

فخامة الرئيس،  لقد تعاهدت وفخامتكم خلال لقاءاتنا المتكررة على دفع العلاقات بين بلدينا الصديقين، واليوم نسعى للارتقاء بالعلاقة الاستراتيجية الشاملة نحو آفاق أرحب.. وقد أثبتت أزمة جائحة كورونا أن التعاون فيما بين الدول والقدرة على تحقيق التكامل والانسجام على مختلف المستويات هى عوامل هامة لضمان استقرار وسلامة المجتمع الدولى، ويتعين بذل جميع الجهود من أجل العمل على تبادل الخبرات والتجارب الناجحة ودعم الإمكانات الوطنية فى مواجهة التحديات الدولية، وأشيد هنا بالدور الإيجابى المتواصل الذى تقوم به الحكومة الصينية إزاء دعم القدرات المصرية فى مواجهة تداعيات انتشار الجائحة. 

فخامة الرئيس، لعلها تكون المفارقة التاريخية هى التى جعلت أول مؤتمر وطنى للحزب الشيوعى الصينى عام 1921 يتوافق مع الثالث والعشرين من شهر يوليو، وهو تاريخ عزيز على الشعب المصرى أيضًا لأنه فى نفس هذا التاريخ قامت الثورة المصرية المجيدة فى عام 1952، والتى وضعت أسس توجه الدولة المصرية الحديثة والقضاء على الاستعمار فى مصر ودعمت كافة حركات التحرر فى القارة الأفريقية، فكانت مصر أول دولة عربية وإفريقية وشرق أوسطية تعترف بجمهورية الصين الشعبية وإنجازات الحزب الشيوعى الصينى وأقامت العلاقات الدبلوماسية معها، وفى الثلاثين من شهر مايو هذا العام يكون قد مضى خمسة وستون عامًا من العلاقات بين بلدينا. 

وختامًا، فإننى أتقدم مجددًا إلى فخامتكم والحزب الشيوعى والشعب الصينى الصديق بكامل تهنئتى والشعب المصرى لكم جميعًا بهذه المناسبة، داعيًا المولى عز وجل أن يحفظ بلدينا وشعبينا الصديقين.

دعم كامل للسلام

وأجرى الرئيس السيسي  اتصالًا هاتفيًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلى «نفتالى بينيت»، بمناسبة توليه مهام منصبه، وقال المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضى إن  الرئيس أكد على دعم مصر لكل جهود التوصل إلى حل عادل ودائم بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، وصولا لتحقيق سلام شامل بالشرق الأوسط، مشددًا على أهمية الحيلولة دون تصاعد التوتر ، وكذا أهمية دعم الجهود المصرية لإعادة الإعمار بالمناطق الفلسطينية، كما تم التطرق لتطور العلاقات الثنائية.. 

وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلى عن شكره وتقديره للجهود التى تبذلها مصر لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة وتوصلها لاتفاق وقف إطلاق النار الأخير، ورعايتها لمفاوضات تبادل الأسرى، مشيدًا بالنتائج التى تحققت منذ توقيع البلدين على اتفاقية السلام وحتى الآن برعاية أمريكية..

إنجاز الدلتا الجديدة

وفى إطار  المتابعات الرئاسية للمشروعات القومية  اجتمع الرئيس،  مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد عبدالعاطى وزير الموارد المائية والرى، والسيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، والفريق محمد عباس حلمى قائد القوات الجوية، واللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمرانى، واللواء أ.ح إيهاب الفار رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وعدد من المسئولين؛ حيث استعرض الرئيس مستجدات  المشروع القومى العملاق للإنتاج الزراعى «الدلتا الجديدة»، والذى يهدف إلى زيادة الرقعة الزراعية على امتداد محور الضبعة بواقع مليون فدان فى مراحله الأولى قابلة للزيادة، حيث يضم المشروع عدة مشروعات محورية للتنمية الزراعية من ضمنها مشروع «مستقبل مصر». 

واطلع الرئيس على تطورات الموقف التنفيذى للمشروع، فضلًا عن تفاصيل البنية الأساسية، وكذلك توفير مياه الرى والتكلفة المالية. 

ووجه الرئيس بتعزيز التنسيق والتعاون بين مختلف الجهات لتوفير عناصر الجدارة التنفيذية للمشروع ليصبح قيمة مضافة لمنظومة المشروعات القومية فى مجال الزراعة والغذاء واستصلاح الأراضى، ويساهم فى استراتيجية الدولة لزيادة نسبة الأراضى الزراعية وتحقيق الأمن الغذائى.

كما وجه الرئيس بالتركيز على إقامة المجمعات الصناعية فى إطار المشروع التى تعتمد على الإنتاج الزراعى المتكامل؛ بدءًا من الزراعة وحصادها بأحدث الآليات ثم الفرز والتعبئة والتصنيع، بما يساعد على توفير العديد من فرص العمل الجديدة، فضلًا عن تحقيق النمو الاقتصادى والتنموى.

المجموعة الوزارية الاقتصادية 

وفى اجتماع آخر، اجتمع الرئيس، بالمجموعة الوزارية الاقتصادية بحضور الدكتور مصطفى مدبولى، وطارق عامر محافظ البنك المركزى، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولى، والدكتور محمد معيط وزير المالية، وهشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام، ونيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة وعدد من المسئولين.

حيث اطلع  الرئيس على تفاصيل عملية المراجعة الثانية لبرنامج الإصلاح الاقتصادى مع صندوق النقد الدولى، والتى تمت بنجاح، حيث وافق مجلس إدارة الصندوق  على التقرير المعد من قبل الخبراء، ومن ثم إتاحة الشريحة الأخيرة من القرض لصالح الحكومة المصرية. 

وتم  استعراض أهم النقاط الواردة ببيان صندوق النقد فى هذا الخصوص، والتى شملت الإشادة بصلابة ومرونة الاقتصاد المصرى فى التعامل مع جائحة كورونا ، ما أدى إلى استقرار المؤشرات الاقتصادية وثقة المستثمرين، فضلًا عن توقع خبراء الصندوق باستمرار التحسن فى مجمل المؤشرات الاقتصادية خلال العام المالى القادم.

 وأشاد صندوق النقد بالأداء القوى لمصر خلال برنامج الإصلاح الاقتصادى وبتحقيق نتائج أفضل من المستهدفات والإشادة بتوازن السياسات المتبعة والمواءمة بين زيادة الإنفاق على الفئات الأولى بالرعاية وقطاعات الصحة والحماية الاجتماعية، بالتوازى مع الحفاظ على استدامة أوضاع المالية العامة وزيادة رصيد الاحتياطى من النقد الأجنبى.  

ووجه الرئيس بالاستمرار فى السياسات اللازمة للحفاظ على استقرار المؤشرات الاقتصادية والنقدية، إلى جانب تعزيز توطين الصناعة وزيادة المكون المحلى، ومساندة القطاع الخاص وتعظيم دوره بما يضمن مسار نمو مستدامًا وتوفير المزيد من فرص العمل.