الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«المسيرة الوهمية للتفاهة» فى مواجهة «الجمهور عاوز كده»

مشهد من مسرحية المسيرة الوهمية للتفاهة
مشهد من مسرحية المسيرة الوهمية للتفاهة

   «المسيرة الوهمية للتفاهة» عمل مسرحى شامل للمخرج طارق الدويرى يتحدى مقولة «الجمهور عايز كدة»،  فعلى مدى 15 يومًا متواصلة امتلأت قاعة مسرح الهناجر بدار الأوبرا، على غير المعتاد منذ جائحة كورونا، بالجمهور المصرى والعربى لمشاهدة العرض المستوحى من سبعة نصوص للكاتب المسرحى الراحل رأفت الدويرى الذى أنشأ مسرحًا مصريًا ذا طابع شعبى فى الثمانينيات.



 

فى لقاء لـ«صباح الخير» مع المخرج طارق الدويرى تحدث عن «المسيرة الوهمية للتفاهة» التى وصفها بالتجربة الفريدة، للمرة الأولى يضم عرض مسرحى هذا الكم من النصوص ممتزجة معًا.  

 قال طارق الدويرى: فى ورشة العمل الثانية وزعت الأعمال الكاملة لرأفت الدويرى على الممثلين وطلبت عام 2019 بورشتى عمل: الأولى لاختيار الممثلين للعمل وقمت باختيار 20 ممثلاً من 300 تقدموا للورشة واستمر التدريب لمدة عام. 

  «أما الثانية فكانت ورشة لكتابة النص المسرحى من خلال توزيع الأعمال الكاملة لرأفت الدويرى على الممثلين وطلبت من كل ممثل الدور الذى يرغب فى تمثيله من أحد النصوص ثم قمت بمزج الشخصيات والنصوص فى نص واحد برؤية جديدة واخترت سبعة نصوص أهمها: الطفل المعجزة، ومستمطر المطر، وقصيدة الرجل اليائس، وكانت هذه هى المسيرة الوهمية وهى تجربة جديدة فى المسرح المصري».

ثنائيات الحياة  

عن الرؤية التى يقدمها العرض، أكد طارق الدويرى أنه يتناول عددًا من الثنائيات فى حياتنا المعاصرة، فهو مثلًا يناقش ثقافة النيل المعتمدة على المعرفة وهى أسمى أهداف رحلة الإنسانية فى مقابل ثقافة الصحراء والشعوب التى تنتظر المطر وتعانى من الفقر والجهل، كذلك يقدم العرض مسيرة الإنسان منذ مولده وحتى وفاته فى العالم الحديث، والصراع بين ما يساعد الإنسان على تقدمه وتطوره وما هو استهلاكى تروجه النظم الرأسمالية المتوحشة، وعبر عنه العرض من خلال حكاية تقليدية لكاتب مسرحى يحاول أن يكتب نصوصًا تفيد الجمهور الذى لا يقبل عليها مقابل كتابات هزلية أو تغييب العقل والوعي. 

وعن إشكالية الخروج من جلباب الأب حكى طارق (للصبوحة) كيف أنه عانى من هذه الأزمة فى سنوات صباه، لكنه اختار فيما بعد أن يطور من موهبته ويعمل بها حتى لو كانت استكمالًا لمسيرة أبيه فى العمل المسرحي. 

الأب والابن 

 وعن الاختلاف بين مسرح رأفت الدويرى ومسرح ابنه طارق، قال طارق إنه كمخرج مسرحى شغوف بمسرح رأفت الدويرى  ككاتب ومخرج مسرحى، مؤكدًا أنه فى تماس مع الأفكار التى قدمها ويرى أنها متجاوزة عصره و قدمها بذكاء وحرفية حتى أقبل عليها الجمهور العادى وقدمت فى مسارح الأقاليم التى جالت ريف مصر.

كانت السمة الأساسية لمسرحى رأفت وطارق هى التجريب، إذ ينتمى كل منهما للمسرح التجريبى والاعتماد على استدعاء التراث الشعبى والأسطورة وتوظيف المسرح الاستعراضى، ابتكر «طارق»  توظيف فنون السينما (السينوغرافيا) فى المسرح من حيث تداخل المشاهد وتيمة (الفلاش باك)، كما اعتمد على تمازج أكثر من نص فى عرض واحد، ولم تكن «المسيرة الوهمية» هى التجربة الأولى فى هذا الصدد، لكن سبقته تجربة مسرحية «الزومبى والخطايا العشر» التى قدمها  2016، مما جعل عروضه أكثر معاصرة.

ينفى طارق تمامًا مقولة «الجمهور عايز كدة» مؤكدًا أنها ليست صحيحة بدليل إقبال الجمهور على العرض وتفاعله معه، مؤكدًا أن الإقبال لم ينقطع حتى الليلة الأخيرة للعرض.