الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

3 يوليـو .. إضافــة جديــدة لقــدرات الجــيش المصـرى

الرئيس مع ضيوف مصر داخل قاعدة 3 يوليو
الرئيس مع ضيوف مصر داخل قاعدة 3 يوليو

بعد عامين وثلاثة أشهر فقط من قرار الدولة المصرية بضرورة تواجد قاعدة عسكرية جيوستراتيجية تحمى العمق المصرى جهة الشمال الغربي؛ تحققت الإرادة المصرية، وأصبحت على الأرض. 



 إنها قاعدة 3 يوليو العسكرية البحرية بمنطقة جرجوب غرب مرسى مطروح.. ذهبنا فى زيارة تفقدية للقاعدة الجديدة التى تسلحت بـ47 قطعة عسكرية من أحدث القطع البحرية فى العالم، لتكتمل سلسلة القواعد العسكرية المصرية التى تم إنشاؤها بعد 30 يونيو؛ والباقية تأتى تباعا.

سادة البحار

الفريق أحمد خالد قائد القوات البحرية، أكد أن مقدار التحديات والتهديدات التى أصبحت تحيط بنا من جميع الاتجاهات هى التى دفعت لتغيير استراتيجية التسليح وبناء القواعد العسكرية، فلكى يستطيع أى جيش فى العالم حماية وصون مقدرات وطنه؛ عليه تحقيق عناصر القدرة التى تتمثل فى تحقيق الردع التقليدي، والقدرة على التواجد بمسرح العمليات. 

اضافة إلى الجاهزية على التحكم بالبحر والجو، وحرمان العدو من استخدام البحر، والقدرة على دفع القوات.. بالإضافة إلى فرض الأمن البحرى.

سر التسمية 

جاءت تسمية القاعدة العسكرية البحرية الجديدة 3 يوليو، كما أكد الفريق أحمد خالد-قائد القوات البحرية على اسم ذلك اليوم الذى التصق بقلوب ووجدان المصريين، بعد أن قاموا بثورتهم فى 30يونيو؛ جاء الخلاص يوم 3يوليو 2013 ، وبهذا يتناغم اسم القاعدة الجديدة مع شعور المصريين بالقرار والخلاص. 

استغرق بناء القاعدة عامين وثلاثة أشهر فقط، وهو ما يعتبر زمنًا قياسيًا مقارنة بمثيلاتها فى العالم، والتى يستغرق بناؤها عشرة أعوام لتصبح على الشكل الذى آلت إليه. تقع قاعدة 3 يوليو على البحر المتوسط فى منطقة جرجوب بالمنطقة الغربية فى مرسى مطروح، قرب الحدود الليبية.. وتبعد 140 كم عن حدود مصر الغربية، و300 كم عن قاعدة الإسكندرية البحرية.. على مساحة تزيد على 10 ملايين متر مربع. وتعد هذه القاعدة من أهم القواعد المصرية فى المنطقة الغربية؛ حيث يتمثل البعد الاستراتيجى لقاعدة «جرجوب» فى تأمين المنطقة الاقتصادية من الساحل الشمالى المصرى.

ويأتى بناء هذه القواعد فى إطار خطة التطوير الشاملة للقوات البحرية المصرية، التى ستكون نقاط ارتكاز ومراكز انطلاق للدعم اللوجيستى للقوات المصرية فى البحرين الأحمر والمتوسط لمجابهة التحديات والتهديدات المتواجدة حاليا فى المنطقة من ضمنها حماية المصالح الاقتصادية المصرية، وحماية وتأمين خطوط الملاحة العالمية، وترسيخ دور مصر فى حماية أمن الملاحة فى شرق وجنوب شرق البحر المتوسط، وتم الإعلان عن إقامة المناورة قادر 2021 فى القاعدة الجديدة.

 

 

 

الأهمية الاستراتيجية

أكد الفريق أحمد خالد أن القيادة السياسية حرصت على تأمين وحماية مقدرات الدولة المصرية، فظهرت الحاجة إلى إنشاء قاعدة 3 يوليو البحرية فى ظل عدم الاستقرار الذى تشهده المنطقة على جميع الاتجاهات الاستراتيجية.. خاصة على الاتجاه الغربى الذى يشهد تزايدًا فى أعداد الجماعات الإرهابية والمرتزقة. 

فضلا عن أهميتها فى إحكام السيطرة على الحدود البحرية الغربية بهدف حماية المشروعات القومية، والاقتصادية للدولة. 

 إلى جانب تعزيز إجراءات الأمن البحرى على الاتجاه الغربى من مكافحة تهريب البضائع والأسلحة والمخدرات، والهجرة غير الشرعية.

القاعدة الخامسة

وتعد القاعدة هى الخامسة فى سلسلة القواعد العسكرية البحرية التى شرعت القيادة المصرية فى بنائها بعد 30 يونيو. 

 فهناك قاعدة برنيس التى تطل على البحر الأحمر وتقع على بعد 800 ميل من مضيق باب المندب، و255 ميلًا من مضيق هرمز، وقاعدتا الإسكندرية وأبوقير اللتان تطلان على البحر المتوسط، وقاعدة 3 يوليو البحرية التى تبعد عن مضيق جبل طارق 18 ميل.. وعن مضيق بيتلاريا 825 ميل. 

47 قطعة جديدة

قد انضمت لقاعدة 3 يوليو البحرية 47 قطعة جديدة، رفع الرئيس عليها العلم  إيذانا بدخولها الخدمة منها: الفرقاطة فرنسية من طراز «FREMM - تحيا مصر» لدعم أسطول الفرقاطات المصرية فى البحرين المتوسط والأحمر. 

 كما انضمت حاملات الطائرات الفرنسية من طراز ميسترال، والتى تمثل قوة هائلة متعددة القدرات ومتنوعة المهام فى المنظومة القتالية للبحرية المصرية. 

 كذلك تم تزويد البحرية بالفرقاطة الشبحية «جوويند» الفرنسية، بالإضافة إلى اللنشات السريعة والقوارب الخاصة بنقل الضفادع البشرية.

وهناك أيضا الفرقاطتان الإيطاليتان من طراز «فریم بيرجامینی» هما «الجلالة» و«برنيس»، والغواصات الألمانية طراز 209 / 1400، الأحدث والأكثر تطورًا فى عالم الغواصات، ولنش صواريخ «أحمد فاضل» من طراز «مولينيا»، وعدد آخر من السفن القتالية من كوريا الجنوبية.

و تضم القاعدة ميناء تجارى يضم عدة أرصفة بحرية.

خدمات مدنية

لا تقتصر خدمات القاعدة الجديدة على الخدمات العسكرية فقط؛بل تمت فيها زراعة 500 فدان (زيتون وتين), وتنوعت مكونات قاعدة 3 يوليو البحرية لتشمل 74 منشأة بالإضافة إلى مهبط طائرات ملحق به قاعة لاستقبال كبار الزوار وعدد من ميادين التدريب ومركز للعمليات مزود بأحدث المنظومات، وآخر للتدريبات المشتركة. 

وتضم القاعدة رصيفًا حربيًا بطول (1000) متر وعمق (14) مترًا وعددًا من الأرصفة التجارية بطول (2200) متر وعمق (17) مترًا وبرجًا لمراقبة الميناء بارتفاع (29) مترًا وحاجزين للأمواج بطول (3650) مترًا، وعددًا من العمارات السكنية و«ميس» للضباط وعدد (5) مبانٍ للإعاشة وفندقًا بمساحة (6300) متر مربع وقاعة مؤتمرات تسع (700) زائر. 

كما تضم مجمعًا للأنشطة الرياضية ومسرحًا مكشوفًا يسع 600 فرد ومبنى خدمات ونقطة طبية مجهزة ومسجدًا.  فى نموذج لمنظومة التطوير بالقوات البحرية المصرية التى شهدت نقلة استراتيجية خلال السنوات الماضية من خلال امتلاكها لأكثر من قاعدة وأسطول وقطع بحرية ذات مستوى قتالى عالٍ.