السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مصـــر.. صمـــام الأمــــان

لقاء الأشقاء الرئيس السيسى والأمير محمد بن سلمان
لقاء الأشقاء الرئيس السيسى والأمير محمد بن سلمان

يخطئ من يظن أن أزمات المنطقة وصراعاتها يمكن حلها والقاهرة بعيدة أو غائبة، فمصر صمام أمان المنطقة وطرف أصيل فى معادلة الأمن الإقليمى والدولى، فتعاطى مصر مع أزمات المنطقة «فرض عين عليها» وليس رفاهية أو نكاية فى طرف أو محاولة كسب زخم إعلامى زائل ينتهى بنهاية الصورة على الشاشات.



 

 حضور مصر أساسى وفعال لضمان نجاح أى تسوية سياسية فى المنطقة أو وقف الصراعات والحروب التى يشهدها الإقليم بين الحين والآخر، فالقاهرة وحدها هى القادرة على تقديم ضمانات أمنية وسياسية لإنجاح أى جهود للتسوية السياسية أو أى اتفاقيات للتهدئة، ولعل إدراك المجتمع الدولى والقوى الدولية لحيوية وفاعلية الدور المصرى يتأكد مع كل أزمة أو صراع ينشب فى المنطقة، ولعل الأحداث الأخيرة التى شهدها قطاع غزة من - عدوان غاشم على المدنيين الفلسطينيين - والدور الحيوى المصرى الفعال والاتصالات التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى من أجل إنهاء الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة كانت فعالة وناجحة، وأدت إلى وقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة ولعل هذا ما عبر عنه الرئيس الأمريكى جو بايدن وشكره للرئيس السيسى على جهوده التى أدت إلى وقف العدوان على الشعب الفلسطينى.

 

 

 

لقد كشفت أحداث غزة الأخيرة عن فاعلية وأهمية الدور المصرى فى حل أزمات المنطقة، وقد أدرك الرئيس الأمريكى هذا جيدًا ولعل اتصاله بالرئيس السيسى دليل على أن مصر شريك استراتيجى لواشنطن لضمان أمن واستقرار الإقليم، لقد استطاعت مصر أن تعيد الزخم السياسى والدعم الدولى للقضية الفلسطينية وإعادتها إلى صدارة أولويات المجتمع الدولى بعد أن عانت تراجعاً على مدار العقدين الماضيين.

وفى حقيقة الأمر فإن دعم مصر للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى لم يقتصر على الجانب السياسى أو الأمنى بل امتد إلى الجانب الإنسانى وإعادة الإعمار، وفى هذا السياق جاء إعلان الرئيس السيسى عن دعم عملية إعادة إعمار قطاع غزة, من خلال توفير نصف مليار دولار من أجل تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطينى فى غزة بالإضافة إلى القوافل الإنسانية المحملة بالمواد الغذائية والطبية لأهالى قطاع غزة والتى بدأت فى الدخول إلى قطاع غزة عقب بدء التهدئة مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إذ دخل قطاع غزة نحو 130 شاحنة محملة بآلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية والإغاثية للفلسطينيين هدية من الرئيس السيسى إلى أهالى قطاع غزة. 

 

رئيس مصر فى جيبوتى لأول مرة
رئيس مصر فى جيبوتى لأول مرة

 

لقد استطاع الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال السنوات السبع التى تلت ثورة 30 يونيو 2013 أن يجعل مصر نموذجًا فى التوازن والاعتدال على صعيد السياسة الخارجية ووسيطًا مقبولًا من جميع أطراف الصراع فى المنطقة، جعل مصر تمتلك أدوات سياسية - اقتصادية - أمنية، تمكنها من الدخول فى أى عملية تفاوضية أو صراع بالمنطقة ويكون النجاح حليف مساعيها.

لذلك فإن القراءة المتأنية لتفاعلات مصر فى إطارها العربى والدولى والإقليمى خلال السنوات الماضية (فترة تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية) تؤكد على عودة الدور المصرى فى جميع قضايا المنطقة وأصبحت أمًا راعية أو شريكًا فى أى عملية تسوية سياسية وأمنية. ويمكن القول أن الزيارات التى قام بها الرئيس إلى أغلب دول العالم والعواصم الفاعلة فى المنظومة الدولية، استطاع خلالها أن يوضح رؤية مصر وسياساتها وأن يكون معبرًا عن تطلعات الشارع المصرى وآماله فى تلك المرحلة التى تمر بها المنطقة، كما أكد خلالها على ثوابت سياسة مصر الخارجية والتى ترتكز على احترام حسن الجوار وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول وهى التى عبر عنها الرئيس بقوله بأن «مصر تمارس السياسة بشرف فى زمن عزّ فيه الشرف».  

 

مساعدات طبية لليبيا ودعم كامل للأشقاء
مساعدات طبية لليبيا ودعم كامل للأشقاء

 

لقد استطاعت القيادة المصرية بعد 30 يونيو أن تتعامل بمرونة وكفاءة عالية فى إدارة الأزمات التى أحاطت بمصر وكانت قادرة من خلال نهج سليم على ربط مصالح القوى الدولية باستقرار مصر وأمنها وقد ترجمت نجاحات الإدارة المصرية من خلال حجم الزيارات التى قام بها رؤساء دول العالم لمصر خلال السنوات الماضية فقد زارها رؤساء روسيا والصين وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليونان إضافة إلى قادة ورؤساء الدول العربية والإفريقية. كذلك عدد الاتفاقيات والشراكات التى تم توقيعها بين مصر وبين حكومات تلك الدول والتى قدرت بمليارات الدولارات وتناولت مختلف أوجه التعاون سواء الاقتصادى أو السياسى أو العسكرى. 

لقد تعاملت مصر مع جميع الأطراف الدولية والإقليمية وفقًا لرؤيتها ومصلحتها العليا فقط وكانت سياسة السيسى الخارجية نموذجًا فى كيفية إدارة تلك الأزمات، فأصبحت مصر فاعلاً دوليًا وإقليميًا فى حل أزمات المنطقة، وكان للقاهرة دور أصيل فى حفظ الأمن والاستقرار فى عدد من الدول بدءًا من سوريا واتفاقات التهدئة وخفض التوتر فى دمشق وحلب وحمص، ثم اتفاق المصالحة الفلسطينية، ووثيقة «إعلان القاهرة» لتوحيد الحركة الشعبية لتحرير السودان، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، وحرصها على الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضى الليبية. 

 

صور الرئيس السيسى فى شوارع غزة
صور الرئيس السيسى فى شوارع غزة

 

 

أضف إلى ذلك دور مصر الأصيل ومساعى الرئيس السيسى من أجل عودة الاستقرار للسودان الشقيق ومساعيه النبيلة من أجل دعم المرحلة الانتقالية فى السودان، وعودة السودان إلى الانخراط بفاعلية فى محيطة الدولى والعالمى بعد عقود من العزلة والقطيعة مع العالم جراء سياسات فاشلة فى حقبة غابرة من تاريخ السودان، لقد كان للجهود والمساعى المصرية دور كبير فى إخراج السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

أضف إلى ذلك ما قامت به مصر خلال مشاركتها فى مؤتمر باريس لدعم المرحلة الانتقالية فى السودان يومى 17 و18 من شهر مايو من دعمها للسوادن اقتصاديًا من خلال المبادرات التى قام بها الرئيس السيسى من أجل إعادة جدولة ديون السودان لدى الجهات المانحة كالبنك الدولى وصندوق النقد، وهو من شأنه دعم إعادة هيكلة الاقتصاد السودانى ولهذا كان حرص الرئيس الفرنسى ماكرون على دعوة الرئيس السيسى للحضور والمشاركة فى المؤتمر. 

 

تصميم وإنشاء سدود لدرء مخاطرالفيضان فى غرب أفريقيا وجنوبها
تصميم وإنشاء سدود لدرء مخاطرالفيضان فى غرب أفريقيا وجنوبها

 

ولم تكن السودان فقط فى أولويات القيادة المصرية بل كانت الدول الإفريقية جميعها من خلال مشاركة الرئيس فى مؤتمر دعم الاقتصاديات الإفريقية خلال فترة جائحة كورونا.

وفى حقيقة الأمر فإن مصر استطاعت أن تعود إلى إفريقيا بقوة بعد ثورة 30 يونيو، لقد أدارت تلك المرحلة بذكاء واستطاعت أن تكون خير من يمثل إفريقيا فى مجلس الأمن وكانت عضوية مصر غير الدائمة بمجلس الأمن عن إفريقيا لمدة عامين 2016 – 2017 (باجمالى 179 صوتًا من أصل 193 صوتًا) استطاعت خلالها أن تعرض رؤيتها ورؤية الدول الإفريقية بشأن قضايا الأمن والسلم الإفريقى، إضافة إلى تأكيدها على ضرورة أن تنعم القارة الإفريقية بالجانب الأكبر من برامج التنمية المستدامة الدولية، كما ترأست مصر لجنة الحكومات الإفريقية المعنية بالتغير المناخى وعرضت رؤية الحكومات الإفريقية بشأن قضايا التغير المناخى خلال قمة باريس 2015، كما ترأست لجنة مكافحة الإرهاب ولجنة العقوبات الخاصة بالكونغو الديمقراطية، كما عادت مصر إلى مقعدها فى الاتحاد الإفريقى ودورها الريادى بالقارة الإفريقية بمشاركتها فى أعمال الدورة الـ23 لقمة الاتحاد الإفريقى فى يونيو 2014 بل وتولت رئاسة الاتحاد فى 2019 وقد حفلت تلك السنة بإنجازات مصرية على الصعيد الإفريقى تمثلت فى إطلاق المرحلة التشغيلية لمنطقة التجارة الحرة الإفريقية الإنجاز الأهم، حيث تستهدف المنطقة 2 مليار نسمة، و3 تريليونات دولار.

ومرورًا.. على الإنجازات الأمنية والسياسية، وفيها حصلت مبادرة «إسكات البنادق» على الاهتمام السياسى والإعلامى الدولى الأكبر والأوسع، حيث حصلت على تأييد مجلس الأمن بالإجماع ومساندة كل الدول الإفريقية من ناحية، كما أعلن الرئيس السيسى على أن الاتحاد الإفريقى خلال 2020 سيعطى المبادرة الرعاية الأولى.

مع كل أزمة أو صراع يشهده الإقليم تبرز مصر كقوة فاعلة وضامنة أمن واستقرار المنطقة، القوى الدولية تستأنس برؤية مصر ودورها من أجل أن يعم الاستقرار والسلام منطقة الشرق الأوسط، فمفتاح الحل والاستقرار والأمان يبدأ من القاهرة.