الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أهمية كبرى للإعلام الرشيد فى التوعية ضد دعوات الهدم والإرهاب

الرئيس يستقبل وزراء الإعلام العرب
الرئيس يستقبل وزراء الإعلام العرب

فى أسبوع حافل باللقاءات والأنشطة الرئاسية بمزيد من المتابعة والتوجيهات، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، وزراء ومسئولى الإعلام العرب، على هامش انعقاد الدورة العادية (51) لمجلس وزراء الإعلام العرب بجامعة الدول العربية، وبحضور كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.



وصرّح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضى بأن الرئيس أكد حرص مصر على تعزيز دور الإعلام العربى والوطنى، ليواكب الطفرات السريعة التى شهدها الإعلام خلال السنوات الأخيرة، ونظرًا لأهميته الاستراتيجية فى مساندة الجهود الوطنية لتحقيق الاستقرار والتنمية، من خلال رصد مطالب الجماهير، وتوعية الرأى العام بدعم مؤسسات الدولة ومخاطر التماشى مع الدعوات الهدامة التى تستهدف نشر الفوضى، والتحذير من الأهداف الخبيثة للجماعات الإرهابية، وتفنيد مزاعمها المغلوطة التى تتعارض كليًا مع تعاليم الدين الإسلامى، وتستهدف بالأساس المساس بكيان الدولة الوطنية. 

وأعرب المشاركون فى المؤتمر عن تشرفهم بلقاء الرئيس، مثمنين الإنجازات الملموسة التى تشهدها مصر على جميع الأصعدة.

وشهد اللقاء حوارًا مفتوحًا مع الرئيس شمل أهم الموضوعات المطروحة على اجتماع مجلس وزراء الإعلام العرب، والذى شهد التوافق بشأن إعداد استراتيجية عربية إعلامية موحدة، خاصةً فى ظل بزوغ الإعلام الرقمى والمحتوى الإعلامى العصرى، كما تطرّق الحوار إلى التجربة المصرية التنموية؛ حيث أكد الرئيس فى هذا السياق أن مصر اتخذت قرارًا استراتيجيًا بالمضى قدمًا فى مسارين متوازيين، وهما مسار مكافحة الإرهاب ومسار البناء والتعمير، إلى جانب مواجهة مشاكلها بتجرد حقيقى، ثقةً فى وعى الشعب وتفهُّمه لجدوى مسار الإصلاحات الهيكلية، مع إدراك حتمية تطوير البنية التحتية على جميع المحاور للارتقاء بتنافسية الاقتصاد، والذى قطعت الدولة فيه شوطًا كبيرًا، إلا أن مصر لا تزال فى بداية مشوارها التنموى؛ حيث تتجاوز طموحات الشعب المصرى ما تحقق حتى الآن.

 

 

استمرار تطوير العلاقات المصرية الفرنسية على مختلف المستويات
استمرار تطوير العلاقات المصرية الفرنسية على مختلف المستويات

 

وعلى صعيد استعادة الأمن والاستقرار، أكد  الرئيس مبدأ إعلاء منطق ومفهوم الدولة الوطنية لتحقيق مصالح الشعوب، والانتصار دائمًا لدولة المؤسسات على حساب كل فكر آخر يهدف لبث الفرقة والانقسام والفتنة بين أهل البلد الواحد، آخذًا فى الاعتبار أن قوى الإرهاب والتطرف والميليشيات لا تستطيع أن تقود الدول، فهى غير مسئولة وغير مدركة لمتطلبات الدولة وغير منسجمة مع توجهاتها، مشيرًا إلى أهمية كبرى لدور الإعلام الرشيد فى هذا الإطار، كما أكد الرئيس أن الهدف الأساسى لمصر هو الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وعلى التضامن العربى كمنهج راسخ، فضلًا عن عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول كأحد ثوابت السياسة المصرية، معربًا عن التقدير لما يوفره الأشقاء العرب من دعم ومساندة لمصر فى كل ما يؤثر على أمنها القومى، لاسيما فى قضية سد النهضة، التى انخرطت مصر من أجل حلها فى مفاوضات مضنية لفترة توشك على تجاوز عشر سنوات سعيًا للوصول إلى اتفاق قانونى ملزم وعادل ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة، بما يضمن عدم إلحاق ضرر جسيم بالأمن المائى لمصر والسودان الشقيق ويحقق فى الوقت ذاته متطلبات التنمية لإثيوبيا.

دعم السعودية

واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى الدكتور ماجد بن عبدالله القصبى وزير التجارة بالمملكة العربية السعودية، وذلك بحضور الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ونيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، إلى جانب السفير أسامة نقلى، السفير السعودى بالقاهرة، وبندر العامرى رئيس مجلس الأعمال المصرى- السعودى. 

وأكد الرئيس على ما يجمع بين مصر والسعودية من علاقات تاريخية راسخة، وموقف مصر الثابت من دعم أمن واستقرار المملكة الذى يعتبر جزءًا من أمن مصر القومى. 

كما أكد الرئيس الدعم الكامل لتعزيز حركة التجارة البينية والمشروعات الاستثمارية بين البلدين، مشيرًا إلى حرص الحكومة على التواصل المنتظم مع المستثمرين السعوديين لدعم أنشطتهم فى مصر.

وثمّن الدكتور ماجد القصبى دور مصر المحورى بالمنطقة، وما تمثله من دعامة رئيسية للأمن والاستقرار بالوطن العربى، كما ثمّن النهضة التنموية الشاملة التى تشهدها مصر منذ بدء عملية الإصلاح الاقتصادى وتوفير مناخ جاذب للاستثمار وتعزيز بيئة الأعمال، وما توفره من فرص استثمارية متنوعة وواعدة فى جميع القطاعات، وهو ما انعكس على حرص رجال الأعمال السعوديين على زيادة استثماراتهم فى مصر فى ضوء ما يلمسونه من تطور كبير وجاد فى مناخ الاستثمار فى مصر.

 

 

.. وتوجيهات رئاسية بإنشاء أول مصنع لدباغة الجلود فى الشرق الأوسط
.. وتوجيهات رئاسية بإنشاء أول مصنع لدباغة الجلود فى الشرق الأوسط

 

تعاون مصرى- ماليزى

من جانب آخر تلقى الرئيس، اتصالًا عبر الفيديو كونفرانس من محيى الدين ياسين، رئيس وزراء ماليزيــا، تناول الاتصال تبادل الرؤى حول سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين الصديقين، بالإضافة إلى أبرز القضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيديّن الإقليمى والدولى. 

كما تطرّق الاتصال إلى التباحث حول تعزيز التعاون الثنائى بين مصر وماليزيا على الصعيد الأمنى وفى مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وفى مجال التعليم الدينى فى ضوء مكانة الأزهر الشريف كمنارة لنشر صحيح الإسلام الوسطى المعتدل.

وثمّن رئيس الوزراء الماليزى التحركات المصرية التى أفضت إلى وقف التصعيد وتحقيق التهدئة فى قطاع غزة، وكذلك المبادرة المصرية بإعادة إعمار القطاع، وكذلك المساعى المبذولة من أجل إعادة إطلاق مسار المفاوضات بشكل عاجل، وصولًا إلى إقامة الدولة الفلسطينية وفق مقررات الشرعية الدولية.

العلاقات مع فرنسا

وفى لقاء آخر استقبل الرئيس السيسى، برونو لومير، وزير الاقتصاد والمالية الفرنسى، بحضور سامح شكرى وزير الخارجية، والدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولى، والدكتور محمد معيط وزير المالية، بالإضافة إلى علاء يوسف، السفير المصرى لدى الجمهورية الفرنسية، والسفير الفرنسى بالقاهرة.

ونقل الوزير الفرنسى تحيات وتقدير الرئيس الفرنسى ماكرون للجهود المصرية الأخيرة التى أفضت إلى تهدئة الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية، مؤكدًا دور مصر كقطب للاستقرار والسلام فى الشرق الأوسط، ومن ثم التأكيد على عمق العلاقات الاستراتيجية بين فرنسا ومصر. 

وأكد الرئيس السيسى ما توليه مصر من أهمية لعلاقاتها مع فرنسا، والتطلع لمواصلة العمل المشترك من أجل مزيد من تطوير العلاقات الثنائية والارتقاء بها إلى آفاق أرحب والتنسيق والتشاور من أجل مواجهة التحديات، وعلى رأسها الأزمات الراهنة بالشرق الأوسط وفى ضوء السياسة المصرية التى تتسم بالرشد والتوازن.

وشهد اللقاء التوافق بشأن أولوية ملف التعاون الاقتصادى والتجارى بين مصر وفرنسا وتعزيز حجم الاستثمارات الفرنسية فى السوق المصرية، فى ضوء السوق المصرية الواعدة، وكذلك محفزات ومميزات الاستثمار المرتبطة بمناخ الأعمال الآخذ فى التطور فى مصر، والفرص الاستثمارية الهائلة أمام قطاع الأعمال الفرنسى فى المشروعات القومية المصرية كتنمية محور قناة السويس ومبادرة حياة كريمة والمدن الجديدة الجارى تشييدها فى أنحاء الجمهورية.

التعاون مع باكستان

وفى لقاء آخر استقبل  الرئيس السيسـى،  الفريق أول نديم رضا رازا، رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الباكستانية، بحضور الفريق أول محمد زكى وزير الدفاع والإنتاج الحربى؛ حيث أشاد الرئيس بالعلاقات التاريخية التى تجمع بين البلدين، مؤكدًا التطلع لتطوير التعاون الثنائى مع باكستان وتبادل الخبرات فى مختلف المجالات، والحرص على تعزيز التنسيق والتشاور معها إزاء مختلف القضايا الإقليمية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف أحد أهم التحديات التى تواجه العالم، آخذًا فى الاعتبار تثمين مصر لدور باكستان قيادةً وشعبًا كدولة محورية فى المنطقة.

وأشاد رئيس هيئة الأركان الباكستانية بالتجربة المصرية الملهمة فى مختلف المجالات، فضلًا عن تحركاتها الواعية فى محيطها الإقليمى، لتصبح محورًا للسياسة المتزنة الرشيدة فى المنطقة، وهو ما تجلى مؤخرًا فى دورها المهم فى وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكذا قيادة جهود إعادة إعمار غزة.

وتطرّق اللقاء إلى سبل تعزيز التعاون الثنائى بين البلدين، كما تم استعراض آخر المستجدات بالنسبة للأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامى.

أول مصنع لدباغة الجلود

وفى إطار المشروعات القومية، اجتمع الرئيس مع اللواء وليد أبوالمجد مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، بحضور عدد من المسئولين؛ حيث تناول  الاجتماع استعراض المشروع القومى لإنشاء أول مصنع من نوعه لدباغة الجلود فى الشرق الأوسط وأفريقيا؛ حيث اطّلع الرئيس على المخطط التنفيذى للمشروع، من حيث الحجم والتكنولوجيا الصناعية المتطورة، وكذلك إعادة تدوير مخلفات الجلود وتحويلها إلى أسمدة عضوية ومنتجات صديقة للبيئة، وذلك بالشراكة مع الخبرة الإيطالية.

ووجه الرئيس بالبدء الفورى فى إنشاء المصنع طبقًا لأعلى المعايير العالمية، وتوفير كافة الآلات الحديثة والتقنيات اللازمة، سواء لدباغة الجلود، أو تدوير مخلفاتها لتصنيع الأسمدة، على نحو يؤهل مصر للانفراد فى المنطقة بامتلاك القدرة التكنولوجية وتوطين صناعة دباغة الجلود.

واطلع الرئيس على مكونات المشروع العملاق؛ حيث سيتكامل المشروع مع المناطق الصناعية الأخرى فى مجال الجلود على مستوى الجمهورية، وسيساهم فى التخلص الآمن من المخلفات بإعادة تصنيعها، فضلًا عن مردوده الاقتصادى.

المجتمعات العمرانية

وفى اجتماع آخر،  استعرض الرئيس بحضور الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان، الموقف التنفيذى للمشروعات القومية للوزارة على مستوى الجمهورية، خاصةً فيما يتعلق بالعاصمة الإدارية والمدن الجديدة، وقطاعات الطرق والمرافق والإسكان، ووجه الرئيس بتوفير الخدمات اللازمة وفق أعلى مواصفات التنفيذ، مع تعزيز الاعتماد على المكونات المحلية الصنع ذات الجودة العالية.

واطلع الرئيس على المشروعات الجارية لتطوير منطقة القاهرة التاريخية، لاستعادة الوجه الحضارى للمنطقة، وجعلها منطقة جذب سياحى وترفيهى وثقافى، بما فيها عملية التطوير الجارية فى سور مجرى العيون.