العاصمة الإدارية.. حل نهائى لأزمات القاهرة

رُغْمَ ظروف فيروس «كورونا»؛ فإن العمل فى إنجاز مشروع العاصمة الإدارية لم يتوقّف؛ خصوصًا فى ظل توجيهات رئاسية للحكومة بسرعة الانتهاء من أعمال حى المال والأعمال، والحى الإدارى، تمهيدًا لنقل الجهاز الإدارى للدولة إلى العاصمة. 

وانتهت الحكومة من تنفيذ جميع كبارى وأنفاق المرحلة الأولى، وثلاث محطات كهرباء، ونحو 95 فى المئة من مبنى مجلس الوزراء بالعاصمة. وأنجز العاملون أكثر من 75 طابقًا من البرج الأيقونى بالعاصمة.

 

 كما انتهى الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة من وضع خطة متكاملة لتدريب العاملين المقرر انتقالهم إلى العاصمة الجديدة. 

 

 

وأعلن البنك المركزى، مؤخرًا، عن طرح عُملات بلاستيكية جديدة فئة 10جنيهات، مع بدء تشغيل مطبعة البنك بالعاصمة الجديدة، بعد أن انتهت الحكومة بالفعل من تشييد المَقر الجديد للبنك هناك، ويقع بالحى الحكومى، الذى أوشكت الحكومة على الانتهاء من أعماله.

وبلغت نسب إنجاز الحى الحكومى، والسكنى، وحى المال والأعمال، أكثر 90 %؛ فمن المقرر نقل نحو 52 ألف موظف بالجهاز الإدارى للدولة إلى العاصمة الجديدة كمرحلة أولى. كما تعاقدت وزارة النقل على 20 حافلة مُكيّفة للعمل داخل العاصمة.  

وأعلنت الحكومة المصرية عن مشروع إنشاء العاصمة الإداريّة الجديدة فى مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى، فى يوم 13مارس 2015، بهدف تخفيف الضغط على القاهرة الكبرى.

وأصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى الثامن من فبراير 2016، القرار رقم 57 لسنة 2016، بتخصيص الأراضى الواقعة جنوب طريق «القاهرة- السويس»، لصالح جهاز مشروعات أراضى القوات المسلحة؛ لإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، وتجمُّع الشيخ محمد بن زايد العمرانى.

 

 

وتبع ذلك؛ إنشاء شركة مساهمة مصرية، تخضع لقانون الاستثمار رقم 8 لسنة 1997، برأس مال ستة مليارات جنيه. وضمّت هيئة المجتمعات العمرانية، جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، جهاز مشروعات أراضى القوات المسلحة. 

ويتكوّن مجلس إدارة الشركة من 13 عضوًا، منهم ثلاثة أعضاء من ممثلى هيئة المجتمعات العمرانية، وستة من ذوى الخبرة، وأربعة ممثلين عن القوات المسلحة. 

وتعتزم الدولة المصريّة نقل المبانى الحكوميّة، والوزارات، والسفارات الأجنبيّة إلى العاصمة الجديدة، وأنشأت مطار دولى عملاق، ومحطات للطاقة الشمسية، ونحو 40 ألف غرفة فندقيّة، ومناطق سكنية، وأماكن ترفيهية، ومسطحات خضراء، من أجل تطوير القاهرة إلى مركز ثقافى، واقتصادى رائد لمنطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، إضافة إلى الحفاظ على الأصول التاريخية والطبيعية المميزة التى تمتلكها القاهرة، وتسهيل المعيشة فيها من خلال بنية تحتية تتميز بالكفاءة.

 

 

موقع متميز

 يجرى العمل على قدمٍ وساق لإنجاز العاصمة الإداريّة بشرق القاهرة، وهو الموقع الجغرافى الذى وقع الاختيار عليه منذ اقتراح الفكرة؛ فيتميز بقربه من منطقة قناة السويس، والطرُق الإقليميّة، والمَحاور الرئيسية؛ فتقع فى المنطقة الواقعة بين طريقى «القاهرة- السويس»، و«القاهرة- العين السخنة»، وتبعد نحو 60 كيلومترًا من مدن السويس، والعين السخنة، والمسافة نفسها من قلب القاهرة.

وتبلغ المساحة الإجمالية للمدينة 170 ألف فدان، ويصل عدد السُكان المتوقع عند اكتمال نمو المدينة إلى 6.5 مليون نسمة، كما يساهم المشروع فى توفير مليونَى فرصة عمل. ويبلغ عدد السكان المُستهدف خلال المرحلة الأولى نحو نصف مليون نسمة بالإضافة إلى نحو 40 إلى 50 ألف موظف حكومى يتم نقلهم بالمقرات الجديدة، مع التخطيط لزيادة الطاقة الاستيعابية إلى 100 ألف موظف بعد الأعوام الثلاثة الأولى. 

 

 

وتُقسّم أعمال التنفيذ إلى ثلاث مراحل، هى: المرحلة الأولى، وتقدر استثماراتها بنحو 45 مليار دولار، وتقام على مساحة 40 ألف فدان من إجمالى المساحة، بينما تُقام المرحلة الثانية على مساحة 47 ألف فدان، والثالثة على 97 ألف فدان. 

وتشمل المرحلة الأولى من المشروع إنشاء مقار حكومية ذكيّة، ومناطق سكنيّة متعددة المستويات لكل شرائح المجتمع، ومقر الحُكم، ومجلس النوّاب، ومدينة طبية عالمية، وأخرى رياضية استضافت مؤخرًا عددًا من مباريات كأس العالم لكرة اليد، وقرية ذكيّة، ومدينة الثقافة والفنون، إضافة إلى قاعات مؤتمرات دوليّة، ومدينة معارض ضخمة، ومناطق خدميّة وتعليمية، وأخرى للمال والأعمال.

وتتضمن المرحلة الأولى طرُقًا حضاريّة بعرض 120 مترًا، ومحورًا أخضر بمساحة 7200 فدان بعرض 300 كيلو متر مربع، فضلًا عن ربط العاصمة الجديدة بغيرها بقطار مكهرب متطوّر. 

 

ويتسم تصميم العاصمة الإدارية بالمرونة والحيوية ومواكبة العصر، وبما يلائم الهوية الوطنية المصرية، وتمت مراعاة تصميم الطرُق والمداخل والمحاور فى العاصمة الجديدة وفق تقديرات دقيقة لحركة المرور المتوقعة مُستقبلًا؛ لتلافى حدوث اختناقات مرورية. ويتضمن المشروع الحديقة المركزية بمساحة 8 كيلومترات، والمدينة الترفيهية. 

والعاصمة الإداريّة هى مدينة خضراء؛ يصل نصيب الفرد فيها من المساحات الخضراء 15 مترًا مربعًا، كما أنها مدينة مُستدامة تعتمد على إعادة تدوير المُخلّفات، و70 % من مبانيها يُغطى بلوحات الطاقة الشمسية، وهى مدينة مُتصلة تغطى بشبكة مواصلات حديثة ومتنوعة من قطارات المترو، والترام، والحافلات، وسيارات الأجرة المتطوّرة.

كما تتصف بأنها مدينة ذكيّة؛ فمن المقرر أن تكون المعاملات والخدمات فيها إلكترونيّة، و30 % من المدينة يخدم قطاع المال والأعمال، و40 % من شبكة الطرُق مخصصة للمشاة والدرّاجات، كما أنها مدينة للسكن والحياة؛ فتبلغ نسبة المناطق المخصصة للسكن 30 % بما يُقدّر بـمليون ونصف المليون وحدة سكنيّة، بينها 35 % للسكن عالى الكثافة، 50 % متوسط الكثافة، 15 % منخفض.

بنية أساسية

اقترب تنفيذ شبكات البنية الأساسية «96 كم طرُق- 80 كم شبكات تغذية بمياه الشرب- 300 كم شبكات صرف صحى وصرف أمطار- 170 كم شبكات رى»، ويقوم على تنفيذها 17 شركة مقاولات تعمل فى تنفيذ الإسكان والمرافق بتكلفة 14 مليار جنيه. 

وتقام المنطقة السكنية R3 على مساحة 1000 فدان، وهى عبارة عن ثمانى مجاورات سكنية تشمل مناطق عمارات سكنية، وفيلات، وتاون هاوس، ومناطق إدارية وتجارية، بعدد 25 ألف وحدة سكنية. وجارى تنفيذ المنطقة السكنية R5 «جاردن سيتى الجديدة»، بمساحة 1000 فدان، بعدد 24 ألف وحدة سكنية.

وتُقام منطقة الأعمال المركزيّة «حى المال والأعمال» على مساحة 177 فدانًا «مليون و700 ألف متر مربع مسطحات بنائيّة»، ويتضمّن 20 برجًا «سكنى، إدارى، خدمى، تجارى»، من بينها ناطحات سحاب، ويقع فى منتصفه أعلى برج فى إفريقيا. وسيتضمن مقرات للبنك المركزى، والبورصة، ومختلف البنوك المحليّة والدوليّة. 

كما اقترب الانتهاء من أعمال تنفيذ الحديقة المركزيّة، التى تعتبر أطول محور أخضر فى العالم، وتقام على مساحة 100 فدان، بطول 35 كيلومترًا مربعًا، مقسّمة إلى سبع حدائق، هى: الحديقة التاريخية، حديقة الصحة (للأطفال)، حديقة المال والأعمال، الحديقة الدولية، الحديقة الرياضية، حديقة العلوم، وحديقة النباتات. ويخترقها النهر الأخضر؛ حيث سيتم رى الحدائق من مياه معالجة.

وأطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال «مؤتمر ومعرض القاهرة الدولى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات»، فى دورته العشرين، 27 نوفمبر 2016، إشارة البدء لتنفيذ «مدينة المعرفة» بالعاصمة الإدارية الجديدة، والمخصص لها ما يقرب من 300 فدان. 

وهى مدينة ذكية متخصصة فى العلوم والمعرفة، وستضم مراكز للأبحاث والعلوم والابتكار، وريادة الأعمال، وغيرها. وسوف تخضع مدينة المعرفة لإدارة شركة واحات السيلكون للمناطق التكنولوجية، التى أسّست برأس مال مليار جنيه،.

وانتهت الدولة من أعمال بناء مسجد «الفتّاح العليم»، وكاتدرائيّة «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإداريّة؛ حيث افتتحهما الرئيس عبدالفتّاح السيسى فى السادس من يناير 2019.

 ويقع المسجد بمدخل العاصمة الإدارية على الطريق الدائرى الأوسطى، وأشرف على تنفيذه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، على مساحة 106 أفدنة، ويسع المسجد بالكامل لنحو 17 ألف مُصلٍ. وأقيمت كاتدرائية «ميلاد المسيح» على مساحة 63 ألف متر مكعب، وتسع لـ 8 آلاف شخص.

وبالقرب من العاصمة الجديدة؛ شرعت الحكومة فى إعادة تقسيم مدينة القاهرة الجديدة؛ تمهيدًا لإقامة مجتمعات عمرانية جديدة تحت مُسمّى «تجمع جنوب القاهرة الجديدة»، على مساحة تصل إلى نحو 16 ألف فدان، ويجرى تصميمها لكى تكون امتدادًا لمدينة القاهرة الجديدة، ومتصلة بالعاصمة الإداريّة الجديدة.