الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أوراق من حياة «معلقة»!

 كثير من النساء متعلق مصيرهن بين شفاه أزواجهن، فيمين الطلاق عادة ما يهدد حياة المرأة؛ لكن الأكثر تهديدًا هو الطلاق الشفهى بلا إجراءات إثبات، بالطلاق الشفوى تصبح المرأة مطلقة فى حكم الدين وفى نظر القانون والمجتمع لاتزال لا تحوز ما يثبت ذلك.



رشا فاروق واحدة من السيدات تواجه المشكلة منذ 5 سنوات تقريبًا، فخلافاتها المستمرة مع زوجها انتهت بالطلاق؛ لكنها حتى الآن لم تحصل على قسيمة ولا تعرف لزوجها مكانًا للتفاوض أو محاولات الحسم.

فى خلافهما الأخير «رمى اليمين» وترك طفلين الأول 4 سنوات والثانى لايزال ينمو داخل أحشائها.

وضعت رشا مولودها ولم تستطع تسجيله لعدم تواجد الأب، وعندما أخبرت الموظفين بانفصالها لم تجد ما يثبت صحة قولها فلجأت إلى والد طليقها ليقوم بتسجيل حفيده بعد شهر ونصف الشهر.

أزمة رشا ليست فى مواجهة الحياة بطفلين بمفردها، لكنها تعانى من عدم قدرتها  على إلحاق أبنائها فى المدارس بمفردها، فالمدرسة اشترطت إجراء مقابلة للوالدين معًا فاضطرت رشا لإدخاله مدرسة أقل من المستوى الذى كانت تريده.

مؤخرًا، تفكر رشا فى اتباع إجراءات الخلع، لأنه الحل الوحيد الذى تستطيع خلاله إثبات انفصالها عن زوجها، وقالت إنها كانت تريد تأجيل هذا القرار لكى تحصل على حقوقها فى المؤخر وغيره.

خلافات زينب عبد المؤمن مع زوجها بدأت منذ اختياره العمل فى الخارج وتركها فى مهب المسئوليات بمفردها. وفى أحد النقاشات تفوه بالجملة: «أنتِ طالق».

انتظرت عدة أيام حتى يهدأ الوضع وتواصلت معه مرة أخرى ليخبرها أنه لا يستطيع الاستمرار فى حياة متوترة بهذا الشكل.

بدأت المشاكل عندما سافر زوجها وعاد وكأن الطلاق لم يحدث بينهما ويريد أن يستمتع بحياته خلال أيام الإجازة، اعترضت زينب باعتبارها محرمة عليه، لكن الزوج أخبرها أنه ردها إلى عصمته بعد أيام من طلاقها وتعمد عدم إخبارها حتى تكف عن نقاشاتها التى تثير غضبه.

تدخل الأهل للحل، لكن تصريح الزوج بأنه ردها إلى عصمته كان كافيًا لإسكات جميع الألسنة ما عدا زينب التى ما لاتزال تشكك فى الأمر وترفض الاستمرار فى حياتها الزوجية دون كتب الكتاب من جديد.

الطلاق من التصرفات غير المستحبة بين الزوجين، وفى هذه الأزمة يظهر معدن الزوجين وأصل تربيتهما فى احترامهما لبعض وإنهاء العلاقة بينهما بطريقة حضارية، فتقول سامية قدرى أستاذ علم الاجتماع بكلية البنات جامعة عين شمس: إن الطلاق الشفهى يتخذه بعض الأزواج كعقاب لزوجاتهن بتركها معلقة لا تستطيع استكمال حياتها أو حياة أبنائها بدونه.

وأكدت أن هذا التصرف لا يؤثر على الزوجة بمفردها، فالأطفال يعيشون فى أجواء من الصراعات النفسية بسبب رؤيتهم لمشاكل لا حصر لها بين الوالدين، خاصة إذا كانت الأم ذات شخصية قوية وتريد أن تأخذ حقها بنفسها وتثبت للرجل أنها تستطيع تجاوز أزمتها واستكمال حياتها دون أن تستسلم لدور الزوجة الضحية المعلقة.