الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ياسر جلال: لا أحب النجــــومية.. و«ضل راجل» رسالة للبنات

فى السنوات الأخيرة، أصبح الجمهور ينتظر الفنان ياسر جلال فى الموسم الرمضانى من كل عام، ليس لأنه النجم أو لحرصه على التواجد الرمضانى لعدة سنوات متتابعة، لكن لجودة أعماله الفنية، وسماته الشخصية التى تجعله قلّما يتواجد تحت الأضواء إلا بأعماله الفنية فقط، ويبتعد عن كل ما يثير الجدل لا سيما حول الحياة الشخصية. 



عن كواليس رمضان الماضى،  وردود الأفعال على مسلسل «ضل راجل»، كان لنا هذا الحوار مع الفنان ياسر جلال.

 

• ما الصفات المشتركة بين «جلال» فى «ضل راجل» وياسر جلال فى الحقيقة؟ 

- شخصية «جلال» فى المسلسل شبه مثالية، وبالتالى إن قلت إننى أشبه تلك الشخصية فسأبدو كأننى أمجِّد نفسى،  وهذا ما لن أفعله على الإطلاق أنا آخر شخص قد يمجِّد ذاته. 

• لماذا وافقت على «ضل راجل» تحديدا رغم أنه عرض عليك العديد من الأعمال هذا العام؟

- وافقت أولا بسبب القضية التى يناقشها المسلسل وهى «الزواج العرفى»، خاصة أنها أصبحت منتشرة فى الجامعات وبين الشباب وسمعت عن مثل هذه النماذج والتى انتهت نهايات مؤلمة، وبناتنا «لحمنا» وبالتالى لا بد من تقديم النصيحة لهن والتوعية من هذا الأمر. مسلسل «ضل راجل» رسالة اجتماعية وإنسانية، إضافة إلى أن الدور جديد بالنسبة لى،  لأن أغلب أعمالى الفترة الأخيرة تعتمد على الأكشن.

• انطلاقا من أهمية توعية الفتيات، هل ترى أن المرأة المصرية نالت من حقوقها أم أنه ما زال لديها مطالب؟

- المصرية هى أمى وأختى وزوجتى،  هى صانعة الرجال، وأرى أنها بدأت الحصول على حقوقها فى ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى،  خاصة أنه يولى اهتماما كبيرا بها وبقضاياها ومشاكلها وهمومها، لأنها فى النهاية هموم الشعب، لذلك أحيى رئيس الجمهورية لأنه «يضع المرأة المصرية فى عيونه». 

• إذا انتقلنا من الزواج العرفى لأزمة الاغتصاب.. ما موقفك من تناولها دراميا؟ وكيف يتم ذلك؟

- القضية شائكة، لكن فى كل الأحوال يمكننا من خلال الدراما أن نعالج أى مشكلة فى إطار فنى جيد، لكن المهم الشكل وطريقة العرض بحيث لا نجرح المشاهد، لذلك لدينا حِيل درامية كثيرة جدا، والمهم ألا نقدم شيئًا مُسفًّا أو خادشًا للحياء.

• ما أصعب المشاهد التى قدمتها فى «ضل راجل»؟

- كان هناك الكثير من المشاهد الصعبة، منها مشهد الكورنيش مع ابنتى،  وعندما كنت أكبِّر فى أذن المولودة، ومشهد وفاة هدى، ومشهد جنازتها، ومشهد الحارة عندما تشاجرت مع صاحب القهوة، هذا المسلسل به مشاهد كثيرة صعبة أتذكرها. 

• هل تؤثر السينما والدراما بالسلب على المجتمع حال تقديمها نماذج عن البلطجة؟ 

- السينما فى رأيى عمرها ما تؤثر سلبا، لأنى عندما أقدم نموذجًا سلبيًا وأسلط عليه الضوء فإن العظة تكون رسالة وفى النهاية يُعاقب المجرم، ومن غير المنطقى أننى عندما أجسد شخصية مجرم أو قاتل أن أخاف أن يقلده الناس، الناس عارفة إن ده فن وتمثيل، وبالتالى من وجهة نظرى إن الناس بتقلد الإيجابى وبتبعد عن السلبى». 

أما الدراما فقد نشأت من رحم المجتمع، وهى فى البداية غرضها الموعظة والعبرة، وكان ذلك موجودا فى المسرح فترة الإغريق، فكانت أول مسرحية «أوديب ملكًا» 429 قبل الميلاد، وكانت قصتها قائمة على البطل التراجيدى الذى يخطئ ويلقى جزاءه ويتطهر فى النهاية، هؤلاء الأشخاص كانوا يتعبدون عندما يقدمون أعمالا درامية. 

• كثيرون من جمهورك يتساءلون ما الذى يمنعك كثيرا من الرد على بعض الانتقادات من الصحافة والجمهور؟

- الصحافة مهنة فى منتهى السمو والنبل، فهى «السلطة الرابعة»، ويكفى أن أقول إن صحفيا شريفا كان السبب فى كشف فضيحة تعذيب الأسرى فى سجن «أبو غريب» بالعراق للعالم كله. وبالتالى الصحفى والناقد عندما يشاهد أى منهما عملًا لى وينقده بالسلب أو الإيجاب أكون فى منتهى السعادة، فلا يغضبنى النقد السلبى بالعكس أفرح وأستفيد منه وأحتفظ به أيضا. كذلك الإيجابى يسعدنى للغاية ويعطينى طاقة كى أعمل أكثر. الخلاصة أننى أؤمن جدا بأهمية الناقد فى حياة الفنان.

• هل تقصد هنا ما يتحول فى بعض الأحيان لسب وقذف؟ 

- من اختار العمل العام واختار أن يكون شخصية عامة تحت الأضواء وفى مواجهة الجميع، فلا بد عليه أن يتحمل النقد أيا كان طريقته.. «مفيش حد كبير على النقد»، لكن بالتأكيد من المهم أن نقول رأينا فى إطار من الاحترام.

• ما الذى تغير فى حياتك بعد البطولة وأضواء الكاميرات؟!

- أنا لا أعترف بما تقولينه الآن، وأنا لست نجما، وأنا من أنصار أن أى عمل فنى هو «بطولة جماعية»، لا يوجد شىء اسمه البطل أو النجم الأوحد، فكل شخص فى عمل فنى هو بطل، جميع الممثلين أبطال من أكبر فنان لأصغر دور. 

• من مثلك الأعلى فى فن الأداء؟

- الكثير من الأساتذة، لكن والدى المخرج المسرحى جلال توفيق مثلى الأعلى،  فكان يضربنى فى طفولتى لكى أتعلم الإلقاء وفن الأداء، لذلك له الفضل الأول والأخير عليّ. 

• متى يكون ياسر جلال هجوميا بالرغم من طبيعته المسالمة؟

- لا أحب الظلم بشكل عام، سواء لى أو لأى شخص حتى لو كان غريبًا عنى،  لكننى أنفعل عندما يتعلق الأمر بكرامتى،  أو يتم التعدى بأى شكل على أحد أفراد أسرتى،  وقتها أثور بشدة. وكذلك عندما يتعلق الأمر ببلدى،  فلو أن شيئًا مسَّها بسوء تختفى طيبتى وأصبح ثائرًا إلى أبعد حد.

• مؤخرا أحيا الجمهور الذكرى الأولى لرحيل الفنان حسن حسنى.. حدثنا عن علاقتك به وذكرياتك معه خصوصا أنك كنت أحد المقربين منه؟

- بدأت علاقتى بالراحل الفنان حسن حسنى منذ طفولتى،  فقد كان صديقًا لوالدى رحمه الله، وكنت أراه كثيرًا بنفس الطاقة والحيوية.

وعندما كبرت كان من أوائل النجوم الذين عملت معهم، من خلال مسلسل «الأبطال 2». لذلك فى مسلسل «رحيم» رشحته للقيام بدور والدى وتمسكت به، رغم أنه كان هناك ترشيح آخر لكن مع إصرارى تم إسناد الدور إليه وقدّم الشخصية بأفضل ما يكون.

الأستاذ حسن حسنى «جوكر» مثلما قال عنه الناقد طارق الشناوى،  فهو من أساطير التمثيل فى مصر، وأبويا الثانى،  أحبه كثيرًا وحزنت جدًا لوفاته. 

• رحيل الفنان سمير غانم كان صادما للجميع.. ماذا تقول عنه للجمهور؟

- الفنان الراحل سمير غانم أسطورة من أساطير المسرح والسينما وفن الأداء التمثيلى فى مصر والعالم العربى،  كنت أحبه للغاية، لذلك كانت وفاته صدمة كبيرة بالنسبة لى،  وحزنت كثيرا لفراقه. هو كان رجلا طيبًا، ففى بداية دخولى الوسط الفنى كنت ألتقى به وهو نجم كبير، بينما أنا ما زلت مبتدئًا لا يعرفنى أحد، فكان يقابلنى بمنتهى التواضع والحب والإنسانية.. لا أنسى له ذلك.