الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

إنقـاذ سينمائـــى أم منافســــــة حقيقيــة؟!

رغم حالة الركود والتراجع التى تشهدها السينما المصرية، منذ بدء أزمة فيروس كورونا وحتى الآن، فإن المواسم السينمائية لا تزال مستمرة بأفلام قد نختلف حول جودتها أو نجاحاتها، لكن فى كل الأحوال المهم أن العملية السينمائية مستمرة، لأن ذلك فى حد ذاته نجاح يحسب للقائمين على الصناعة حاليا.



 

فى موسم عيد الفطر 2021، شهدت دور العرض طرح 3 أفلام يغلب عليها الطابع الكوميدى، وهى «أحمد نوتردام» لرامز جلال وغادة عادل، والذى تصدر إيرادات شباك التذاكر، محققًا ما يزيد على 12 مليون جنيه حتى الآن، تلاه فيلم «ديدو» لكريم فهمى،  والذى حقق ما يقرب من 10 ملايين جنيه، ثم «ثانية واحدة» لدينا الشربينى ومصطفى خاطر، الذى حصد المركز الأخير فى ترتيب الإيرادات بنحو 3 ملايين جنيه.

وبدأ طرح الفيلم الكوميدى «ماما حامل» فى دور العرض، ليبدأ المنافسة متأخرا عن أفلام العيد، وهو من بطولة ليلى علوى وبيومى فؤاد وحمدى الميرغنى ومحمد سلام. 

والمفارقة أن هذا الموسم السينمائى بامتياز جاء بعد موسم رمضانى شبه خالٍ من الأعمال الكوميدية، ورغم ضعف الموسم السينمائى والإيرادات مقارنة بالمواسم السابقة، إلا أن البعض يعتبره بمثابة موسم إنقاذ للسينما، لأنه دفع شبح التخوف من التوقف التام.

موسم ضعيف

فى تصريحه لمجلة «صباح الخير»،قال الموزع السينمائى صفوت الهلباوى،  مدير التوزيع بشركة »دولارفيلم»، إن هذا  الموسم ضعيف  بلا  شك، وفى الطبيعى تضاؤل الأرباح، لكن فى كل الأحوال من المتوقع تحسن الوضع بعض الشيء بعد القرارات الحكومية الجديدة، التى ترفع الحظر عن الحفلات المسائية.

يشدد الهلباوى على أن غياب الحفلات المسائية تسبب فى تراجع المنتجين عن النزول بالأفلام التى كان من المقرر طرحها فى موسم عيد الفطر، بينهم فيلم «الفلوس» لتامر حسنى،  و«أشباح أوروبا» لهيفاء وهبى.

ويضيف: «الموسم ده معداش علينا قبل كده حتى العيد الصغير اللى فات مكنش ضعيف بالشكل ده، على الأقل كان فى عدد حفلات أكتر فى العيد عن دلوقت».

الخسائر االمؤجلة

فيما يتعلق بالأفلام التى تم الانتهاء من تصويرها منذ فترات طويلة ربما تزيد على العام، ولم تر النور حتى الآن، أكد صفوت الهلباوى أن التأجيل المستمر سيؤثر على نجاحها بشكل أو بآخر، خاصة أن من بين هذه الأعمال أفلام تجاوزت ميزانيتها الـ 70 مليون جنيه، وبالتالى لا مجال للمغامرة والخسارة.

مشيرًا إلى أن فيلم «البعض لا يذهب للمأذون مرتين» الذى يقوم ببطولته كريم عبدالعزيز، من المقرر عرضه نهاية الشهر الجارى،  لكن الشركة المنتجة لم تؤكد القرار حتى الآن بشكل نهائى،  لكنها إن فعلت وتم العرض بالفعل وحقق إيرادات جيدة، فسيكون خطوة تشجيعية كبيرة لباقى المنتجين لطرح أفلامهم المؤجل عرضها، مثل فيلم «موسى» للمخرج بيتر ميمى،  و«العارف» لأحمد عز».

محاولة للاستمرارية

يرى الناقد السينمائى أندرو محسن، أن موسم عيد الفطر 2021 لم يرقى لأن يطلق عليه لقب «موسم إنقاذ»، لأنه عرض به 3 أفلام فقط، كما أنها أفلام متوسطة الإنتاج وليست من بطولة نجوم كبار، وبالتالى هو فقط مجرد محاولة لاستمرار عمل السينمات بدون توقف نظرا للظروف الراهنة.

  أما الإيرادات التى تحققت حتى الآن للأفلام الثلاثة فجيدة للغاية، مقارنة بظروف العرض وتشديد الإجراءات الاحترازية وإلغاء الحفلات المسائية.

ويشير أندرو إلى أنه بالنظر لأبطال هذه الأفلام، نجد مثلا الفيلم الأخير لرامز جلال «سبع البرمبة»، الذى طرح فى موسم 2019، حقق إيرادات بلغت نحو 30 مليون جنيه، أما الفيلم الجديد «أحمد نوتردام» حقق حتى الآن 12 مليون جنيه. 

وفى حال استمرار عرضه لفترة أطول فمن المتوقع أن يتجاوز الـ20 مليون جنيه، وهو رقم أكثر من جيد فى الظروف الراهنة. 

أما الفيلمان الآخران «ديدو» و«ثانية واحدة» فبالأصل ليسا من الأفلام القوية التى كانت لتحقق إيرادات مرتفعة فى المواسم العادية، بل ربما يكونان أكثر المستفيدين من التواجد فى موسم شبه خال من المنافسة مثل الوقت الحالى،  وبالتالى زادت إيراداتهما. 

وهذا لا ينفى أن الموسم برمته إفادة للعملية السينمائية، نظرا لكونه تسبّب فى استمرار عمل السينمات دون توقف. وبسؤاله: هل يرى تراجع العملية السينمائية بسبب ظروف كورونا أدى لإقبال الجمهور بكثافة على المسلسلات التليفزيونية، أجاب أندرو محسن بأن الأمر لا يصب فى مصلحة الدراما بشكل كبير، فالمشاهد لجأ للمسلسلات لأنه لم يكن أمامه أفلام جديدة فى بعض الفترات مؤخرا، فبعيدا عن موسم رمضان الذى يتميز بالزخم المعتاد كل عام، لن نجد أعمالا مثيرة للجدل خارج الموسم الرمضانى بالقدر الكافى.