الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الرقية.. حقا شرعية ؟!

عندما يضيق الأفق، ويصل اليأس إلى القلب والكسل إلى الجسد، هنا.. تتمكن أيادى الجهل المظلمة من العبث بعقلك كما تشاء. 



فالبركة تحل محل الاجتهاد، والتواكل يحل محل التوكل بعد التعقل، والرقية الشرعية والبخور تحل محل التداوى بالطب والعلم !

إذا كان الرسول «ص» قال: «إن الله عز وجل خلق الداء وخلق الدواء، فتداووا» لماذا نحن نصدق أن الرقية الشرعية يمكن أن تكون دواء لأى داء ؟! ربما تريحنا روحانيًا.. أو نفسيًا أما علميًا..!!

 

لقد حثنا الرسول الكريم على طلب العلم قائلا: «اطلبوا العلم ولو فى الصين» فنأتى نحن ونلجأ للشيخ فلان أو علان ليقرأ علينا الرقية الشرعية بمائة جنيه أو مئتين.. أو يقرأها على كوب ماء لأشربه وأتعافى، والسؤال: ما الذى يجعله قراءته هو للرقية أو القرآن على الماء شافية وقراءتى أو قراءة شخص آخر عليها بلا جدوى ؟!

هل هو أكثر منى تقوى أو ورعًا؟! ولو كان كذلك فمن الذى حكم بذلك؟!و وهل التقى الورع يقبض ثمن قراءته لآيات الله ؟! فيتاجر بالقرآن!

علقت الكاتبة الصحفية سحر الجعارة قائلة: القرآن الكريم هو كتاب مقدس لكنه ليس بركة نتبارك به فقط إنه كتاب للتدبر.. والفهم، كتاب نتبعه. 

كتاب به كلام الخالق الذى حث عباده على التدبر والعلم وكرم فيه العلماء، ثم كيف نثق فى شخص يقول كلام الله مقابل حفنة من الجنيهات؟!

وتساءلت: لماذا لا تقرأ الرقية الشرعية بنفسك؟! ما هى المعايير التى يقرأ عليك الرقية الشرعية، وما الشروط؟!

مضيفة: أمرنا الله تعالى بالتدبر حتى أننى استغرب جدا من يفتح القرآن الكريم فى البيت ويتركه ويخرج !

«إذا قرأ عليكم القرآن فاستمعوا له» هذا أمر إلهى.. فكيف نتعامل معه على أنه تعويذة للحماية أو بركة تبارك البيت تطرد الجان ؟!

وتابعت: الحقيقة أن الله ورسوله أمرونا بالأخذ بالأسباب والتداوى بالدواء وسؤال أهل العلم.. ولكننا نخترع كل يوم ما يوقف أى مسيرة للتقدم وهذا ضمن مؤامرة لأننا كلما أدخلنا التواكل فى حياتنا، قل العمل والاجتهاد وتراجعت الأمم.. 

أما الدكتور محمد أبوالفضل بدران الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للثقافة والمتخصص فى الصوفية فبدأ حديثه قائلاً: الشرع يأمرنا بأن نذهب للأطباء والآية واضحة حين قالت: «الرحمن فاسأل به خبيرا» أى نذهب للخبير، والخبير هو الطبيب المختص، هو الأشعة والتحاليل الطبية، هناك فرق كبير بين التوكل والتواكل، والتوكل هو أن آخذ بالأسباب وأتوجه للطبيب المختص وأن أقرأ القرآن تعبدا وفهما وأن أعرف، وأن أتقى الله فى عملى حيث يتحول الدين إلى المعاملة وليس إلى مظاهر أو مباهاة.