الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
الهوية؟!

الهوية؟!

جلست تبكى بجوارى وهى تحكى عن حياتها وتربيتها لأبنائها وكيف كانت السند لهم وكم راعت ربها فيهم فكانت تحثهم على الخلق الحسن والتسامح والعطاء والتغاضى عن الصغائر وعدم التجاوز مع زملاء الفصل المتنمرين واللجوء الى إدارة المدرسة عند حدوث أى مشكلة والتى كانت للأسف لا تلتفت لمثل هذه الأمور مطلقا فلا تعطيها الاهتمام بل تكتفى «بالطبطبة» ليخرج الصغير وهو يشعر بالحسرة لحقه المسلوب وزاد معه اتهامه لوالديه بأنهما علماه سلوكا وأخلاقيات تتنافى وتتجافى مع أخلاقيات وسلوكيات هذا الزمان  فالعنف والتطاول بدون حق أصبح السمة المميزة لطلبة المدارس وفى الجامعات نماذج محمد رمضان وملوك الجدعنة والسلاسل والمطاوى وفلتات اللسان والبذاءات هى لغة التواصل فى زمن مسمى بأغانى المهرجانات لأمثال حمو بيكا وغيره، ليس هذا فقط بل هؤلاء يستفزهم إنك بأخلاقك وقيمك تتواجد بينهم ويبدأون بالتنمر عليه بدون داع ويزداد تعتيم الصورة فهل يتغير الصغير ويركن إدارة المدرسة التى أهملت حقه ولم تأت به ولو مرة أم يشمر ساعده ويبادلهم العدوانية ؟! هل يسقط تعاليم ربه ووالديه بالتسامح والغفران أم يتجه لأخذ حقه بيده حتى يتخلص من شعوره بالقهر والضعف أمام تلك الفئات؟! وفى حقيقة الأمر تلجمت ولم أعرف كيف يكون الرد المناسب لحل هذه الأزمة فالسكوت والتجاوز يولد مشاكل نفسية للابن كما أن مجاراته لهؤلاء ودفعه لتبادل العنف بالعنف معناه أن ينحى كل ما تعلمه من قيم وأخلاقيات جانبا إذا كان كل شىء أصبح يسير بالعكس ومنافيا لتعاليم ديننا ولكل المبادئ والقيم فى عالم افتراضى نعيشه؟!