الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مصـــر مـــيزان الشـــرق الأوســـــط وإفريقيا

..وخلال لقائه بلينكن
..وخلال لقائه بلينكن

زيارة تاريخية إلى جيبوتى زيّنت جدول أعمال الرئيس عبدالفتاح السيسى الأسبوع الماضى؛فى أول زيارة لرئيس مصر منذ استقلالها فى العام 1977.



وبخلاف الأهمية الاستراتيجية والدلالات المهمة للزيارة الرئاسية إلى القرن الإفريقى، فإن أجندة الرئيس راعت شواغل أخرى خارجيًا وداخليًا، بينها القضية الفلسطينية وجهود مصر لتثبيت وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ما أكد مجددًا أن مصر هى ميزان الشرق الأوسط وإفريقيا.

وتضمّنت زيارة الرئيس السيسى لجيبوتى، ولقاء رئيسها إسماعيل عمر جيلة أوجه التعاون على المستويات السياسية والاقتصادية، والأمنية والعسكرية، وزيادة التبادل التجارى والتعاون من خلال برامج تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، لتوسيع دوائر التعاون والتنسيق بين مصر وأشقائنا الأفارقة..

وأكد الرئيس حرص مصر على تعزيز الدعم الموجه للتنمية فى جيبوتى، خاصةً مع وجود آفاق واسعة لتطوير التعاون الاقتصادى وزيادة التبادل التجارى بين البلدين، فضلاً عن تعظيم التعاون فى مجالات مكافحة الفكر المتطرف، والبنية التحتية والطاقة والصحة والطيران وربط الموانئ والتعليم والثقافة، بالإضافة إلى نقل الخبرات المصرية وتوفير الدعم الفنى وبرامج بناء القدرات للكوادر الجيبوتية فى مختلف القطاعات، فضلاً عن تطوير التعاون لدعم المؤسسات الأمنية والعسكرية الجيبوتية. 

 

السيسى فى زيارة غير مسبوقة لجيبوتى
السيسى فى زيارة غير مسبوقة لجيبوتى

 

وناقش الرئيسان آخر المستجدات فيما يتعلق بمفاوضات سد النهضة؛ حيث تم التوافق على أهمية التوصل إلى اتفاق قانونى عادل ومتوازن حول ملء وتشغيل السد، بما يحقق مصالح، مصر والسودان وإثيوبيا، ويحافظ على الاستقرار الإقليمى. 

واتفق الرئيسان على أهمية العمل نحو الدعم اللازم لزيادة الاستثمارات المصرية فى جيبوتى، وإتاحة المجال أمام الشركات المصرية للمساهمة فى مشروعات البنية التحتية، إضافةً إلى تيسير نفاذ المزيد من الصادرات المصرية إلى السوق الجيبوتية، كما توافقا على الإسراع بالإجراءات بإنشاء المنطقة اللوجستية المصرية فى جيبوتى بالإضافة إلى تعزيز التعاون فى القطاعات ذات الأولوية، منها فى مجال الصحة، حيث يجرى التنسيق لإنشاء مستشفى مصرى فى جيبوتى، فضلاً عن التعاون فى مجال الاستزراع السمكى. 

وأكد الرئيس السيسى رفض مصر لأى مسعى لفرض الأمر الواقع فى قضية سد النهضة. 

وفى إطار الدور المصرى الرائد فى حل القضية الفلسطينية، وما حققته المساعى المصرية من وقف لإطلاق النار فى الأراضى الفلسطينية، تلقى الرئيس اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الأمريكى جو بايدن. للمرة الثانية خلال أسبوع، أكد خلاله بايدن على قيمة الشراكة المثمرة والتفاهم المتبادل مع مصر، وتطلع الإدارة لتعزيز العلاقات الثنائية فى فى ضوء دور مصر المحورى إقليميًا ودوليًا.

وجدَّد الرئيس الأمريكى تقدير واشنطن البالغ للجهود الناجحة للرئيس السيسى والأجهزة المصرية للتوصل إلى وقف إطلاق النار  الأخير. 

و أشاد الرئيس الأمريكى بالجهود المصرية الحثيثة تجاه القضية الليبية، والتى عزّزت من مسار العملية السياسية فى ليبيا، كما تم التوافق كذلك على تعزيز الجهود المشتركة لإعادة دمج العراق فى المنطقة. 

ورحب الرئيس السيسى بالجهود الأمريكية المتواصلة فى ملف سد النهضة، مؤكدًا تمسك مصر بحقوقها المائية من خلال التوصل إلى اتفاق قانونى منصف وملزم يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد، وأوضح الرئيس بايدن تفهم واشنطن الكامل للأهمية القصوى لتلك القضية للشعب المصرى. 

كما تناول الاتصال أيضًا بحث بعض الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بما فيها ملف حقوق الإنسان، حيث تم التأكيد على الالتزام بالانخراط فى حوار شفاف بين مصر والولايات المتحدة فى هذا الصدد.

كما استقبل الرئيس السيسى، أنتونى بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، بحضور سامح شكرى وزير الخارجية والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة، وعدد من المسئولين الأمريكيين. 

 

حديث ودى وأستجابة لطلبات علاج سيدة مسنة
حديث ودى وأستجابة لطلبات علاج سيدة مسنة

 

ونقل «بلينكن» إلى الرئيس السيسى تحيات الرئيس الأمريكى، مؤكدًا اهتمام بلاده بتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع مصر، فى ضوء الثقل السياسى الفعال الذى تتمتع به مصر فى الشرق الأوسط ومحيطها الإقليمى وثمَّن وزير الخارجية الأمريكى الجهود المصرية الحثيثة للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى والعمل على تثبيته. 

وأشار الرئيس السيسى إلى أن تطورات الأحداث الأخيرة تؤكد أهمية العمل بشكل فورى لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بانخراط أمريكى فاعل لعودة الطرفین مجددًا  إلى طاولة الحوار، مشددًا على موقف مصر الثابت بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطينى وفق المرجعيات الدولية. 

وأشاد وزير الخارجية الأمريكى بنجاح الجهود المصرية الحاسمة وما تتحمله من أعباء فى مكافحة الإرهاب، معربًا عن دعم الإدارة الأمريكية لتلك الجهود، ومؤكدًا أن مصر تعد شريكًا مركزيًا فى التصدى لتحدى الإرهاب العابر للحدود. 

وتلقى الرئيس السيسى اتصالًا هاتفيًا من رئيس الوزراء الباكستانى عمران خان أعرب فيه «خان» عن التقدير الكبير للموقف المصرى والجهود الناجحة التى ساهمت فى وقف إطلاق النار، مشددًا على أن استقرار مصر ركيزة لاستقرار الشرق الأوسط والعالم الإسلامى ككل. 

وفى شأن آخر، استقبل الرئيس السيسى، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثانى، نائب رئيس الوزراء وزير خارجية قطر، بحضور سامح شكرى وزير الخارجية والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة، وعبدالله الخليفى رئيس جهاز أمن الدولة القطرى. 

ونقل وزير الخارجية القطرى إلى الرئيس رسالة من الشيخ تميم بن حمد آل ثانى أمير دولة قطر، تضمنت توجيه الدعوة للرئيس لزيارة الدوحة. 

وثمن وزير الخارجية القطرى الدور الاستراتيجى والمحورى الذى تقوم به مصر تحت قيادة الرئيس السيسى فى حماية الأمن القومى العربى والدفاع عن قضايا الأمة العربية.. 

وطلب الرئيس نقل تحياته إلى الشيخ تميم بن حمد آل ثانى، أمير دولة قطر، معربًا عن ترحيب مصر بالتطورات الأخيرة فى مسار العلاقات المصرية القطرية.

وتلقى الرئيس السيسى اتصالًا عبر تقنية الفيديو كونفرانس من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التى أكدت اعتزاز ألمانيا بروابط الصداقة مع مصر، والتى تمثل ركيزة هامة للحفاظ على الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، والحرص على التشاور والتنسيق المستمر مع الرئيس فيما يخص مختلف التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل. 

وأكد الرئيس حرص مصر على تدعيم الشراكة مع ألمانيا، والتطلع لتعظيم التنسيق والتشاور الثنائى، وتعظيم حجم الاستثمارات الألمانية فى مصر، خاصةً فى مجالات الطاقة والنقل، وعبرت المستشارة الألمانية عن خالص تقدير بلادها للجهود المصرية الناجحة بقيادة الرئيس، والتى أفضت إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى وتهدئة الأوضاع فى قطاع غزة.

فى الإطار استقبل الرئيس، الوزير تركى آل الشيخ مستشار الديوان الملكى بالمملكة العربية السعودية، ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، بحضور الوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة.

ونقل المستشار تركى آل الشيخ للرئيس تحيات وتقدير جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولى العهد الأمير محمد بن سلمان.

وقد أكد الرئيس من جانبه على عمق ومتانة العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين والشعبين الشقيقين.

وفى إطار متابعة المشروعات القومية، اجتمع الرئيس مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، بالإضافة إلى المجموعة الوزارية والمسئولين عن مبادرة «حياة كريمة» لاستعراض الموقف التنفيذى للمشروع القومى لتطوير قرى الريف المصرى فى إطار مبادرة «حياة كريمة». 

ووجّه الرئيس بتوفير جميع عوامل النجاح لهذا المشروع العملاق، وتوحيد وتنسيق الجهود ما بين جميع الجهات الحكومية المختصة والجمعيات الأهلية لتحقيق الغاية الأساسية لهذا الجهد بتوفير حياة كريمة لكل مواطن من الفئات الأكثر احتياجًا بقرى الريف المصرى. 

كما وجه الرئيس بتوفير جميع الموارد  وشحذ إمكانات الدولة والقطاع الخاص، لتوفير المستلزمات المطلوبة فى أعمال المشروع. 

 

متابعة رئاسية لمشروعات التطوير
متابعة رئاسية لمشروعات التطوير

 

وفى اجتماع آخر، اجتمع الرئيس مع اللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمرانى، واللواء أ.ح إيهاب الفار رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وعدد من المسئولين، لمتابعة الموقف لعدد من مشروعات الهيئة الهندسية على مستوى الجمهورية، خاصةً مشروع «دلتا مصر» للإنتاج الزراعى، والعاصمة الإدارية الجديدة وما تضمه من أحياء ومنشآت، وفى مقدمتها مدينة مصر الدولية للألعاب الأوليمبية، والتى ستمثل صرحًا رياضيًا متكامل الأركان والخدمات. 

وعلى صعيد الاهتمام الرئاسى بالرياضة، استقبل الرئيس، مصطفى براف، رئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية الإفريقية «الأنوكا»، وذلك بحضور الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، وهشام حطب رئيس اللجنة الأولمبية المصرية. 

وأهدى براف الرئيس السيسى وسام الاستحقاق الخاص باللجنة الأولمبية الإفريقية، أحد أرفع الأوسمة فى القارة الإفريقية، مشيدًا بدور مصر التاريخى كإحدى الدول الإفريقية المتفوقة فى مختلف الرياضات الجماعية والفردية.