«أكاديميــة التعليــم».. برامــج عالميـــة لعــلاج أورام الأطفــال

يعتبر التعليم الجامعى هو نهاية المطاف للانطلاق إلى الممارسة العملية، خصوصا فى مجال الطب، وتحديدا مجال «أورام الأطفال»..السبب أن مجال علاج أورام الأطفال دقيق ويحتاج لدراسة مستمرة، وتدريب تأهيلى للتعامل مع الجديد باستمرار، ومواكبة باستمرار كل الطرق ومختلف الأساليب وفى مستشفى 57357، يواكب المسئولون المستجدات والتطورات.

 

نجحت المستشفى منذ 2012 فى تأسيس «أكاديمية التعليم المستمر»، لتوفير التدريب المحترف لجميع الفرق الطبية والإدارية، توفيرا لأفضل خدمة رعاية للأطفال مرضى الأورام، وأيضًا لرفع مستوى كفاءة العاملين بالمستشفى وخبراتهم فى كل الأقسام، ولتحقيق عنصر التواصل مع المرضى وذويهم، وأيضا للتعامل بين أعضاء الفرق الطبية بحرفية عالية.  

وتوفر أكاديمية مستشفى 57357 للتعليم المستمر برامج تدريبية محترفة فى مجال علاج الأورام لجميع التخصصات بالتعاون مع مؤسسات دولية تمنح شهادات معتمدة، ويوفر المستشفى فرص التدريب لأطباء من خارجه أو من خارج مصر، ويمنح شهادات تفيد الحصول على فترات تدريبية داخله.

ولم تتغير برامج التدريب مع حدوث جائحة كوفيد 19، فالمستشفى كان مؤهلا للتعامل بالبرامج التدريبية «أون لاين» قبل حدوث الجائحة، ولاتزال دائرة التدريب مستمرة وتتسع كل عام. 

 

 

الدكتور ريهام عبد العزيز عبد الغنى، استشارى أورام أطفال فى مستشفى 57357، ومدير التعليم بالمستشفى، وأستاذ مساعد طب أورام الأطفال فى المعهد القومى للأورام بجامعة القاهرة قالت إن: الهدف من أكاديمية التعليم المستمر، دعم الكوادر الطبية بتدريب متميز محترف، لأننا نخدم أساسا مستشفى 57357، وحتى عندما يرغب أطباء فى الحصول على التدريب من خارج المستشفى، فإننا نفتح لهم الباب ونرحب بهم، سواء من داخل مصر أو من خارج مصر. 

وأضافت مدير التعليم بمستشفى 57357: ليس المطلوب منى أن أكون طبيبا ماهرا فقط، بل مطلوب منى أن أكون قائدا، وأن أكون متواصلا، وهو جانب مهم من أساسيات عمل الطبيب، فهو مطلوب منه أن يوصل رسالة أو خبر سيئ لأهل طفل أو مريض بغض النظر عن رد الفعل، وأيضًا التواصل مع الزملاء من القطاع الطبى،  وصولا لـ «أوفيس بوى»، لأنه لا توجد شخصية متكاملة، فقد يكون الطبيب ماهرا لكنه لا يجيد الحوار والتواصل. 

وتابعت: جاءتنا مجموعة كبيرة من الأفارقة للحصول على تدريب فى مستشفى 57357، وكانوا أطباء وصيادلة وممرضين، من دول كينيا، وأوغندا، ومن دول عربية مثل السودان والكويت، والإمارات، وهؤلاء يجيئون للحصول على تدريب محدد المدة كشهر مثلا، كما يأتينا متدربون من «اسكول أوف بابليك هيلث أوف هارفارد» من الولايات المتحدة الأمريكية، وسعوديون وليبيون. 

مع بدء جائحة كوفيد 19 العام الماضى، حسب ما قالت الدكتورة ريهام عبد العزيز: كان التدريب من خلال أون لاين بشكل كامل، وكجزء من المسئولية المجتمعية لمستشفى 57357 خلال الجائحة، كانت هناك أكثر من ندوة عن التوعية بفيروس كوفيد وكيفية الوقاية منه والتعامل مع المريض حال الإصابة واستمررنا فى تلك الندوات مرتين أسبوعيا وبأكثر من 4 آلاف مشارك. 

 وبالنسبة للأطباء الذين يحصلون على تدريب فى المستشفى أو الذين يقومون بالتدريب، قالت مدير التعليم بمستشفى 57357: نسبة 90 فى المئة من الأطباء فى 57357، هم بالأساس أعضاء هيئة تدريس فى الجامعات وهم جميعا خبراء فى الأورام ومجالات أخرى والتمريض، إضافة إلى باحثين وفى جميع المستويات، تضيف: إذا رجعنا لبداية فكرة علاج الأورام نجدها بدأت من داخل معهد الأورام، فالدكتور شريف أبوالنجا المدير التنفيذى لمستشفى 57 هو أصلا أستاذ بمعهد الأورام.

عندما قررنا عمل برامج «زمالة أورام الأطفال» بالتعاون مع «دانا فارمر»، كانت الفكرة ليست فقط تنمية القدرات، ولكن وضع برنامج تدريبى محترف لأورام الأطفال تابع لجهة دولية ـ أمريكية ـ بمعايير دولية. 

فى مصر أطباء مميزين جدا على الجانب الأكاديمى،  دارسين لجميع المواد الطبية، لكن النزول إلى العمل مختلف تماما، فالدراسة مختلفة تماما عن الممارسة، وهذا هو دور التدريب المحترف، الذى وجهنا أنظارنا إليه هنا فى 57 حيث عملنا فى الأكاديمية على مد المتدرب بكل المهارات المطلوبة، سواء كان طبيبا، صيدليا، ممرضة، وليس الأمر مقصورا فقط على الجانب الطبى،  بل أيضًا الجانب المحورى للشخصية، التى تسمى «سوفت اسكيلز» أو المهارات الناعمة.  

 

 

أما الدكتورة نورهان البرنس ـ مسئول وحدة التعليم المهنى بأكاديمية التعليم المستمر بمستشفى 57357، فتحدثت عن المقصود بـ مفهوم الأكاديمية قائلة: المقصود بأكاديمية التعليم المستمر، هو قسم داخل المستشفى، ليس منفصلا عنها، بهدف تحقيق التدريب المستمر لكل العاملين، لبناء القدرات واستيعاب فرق العمل لكل جديد وتحقيق قيمة مضافة لقدراتهم. 

وتشرح الدكتورة نورهان البرنس فكرة التعليم المستمر وتقول: يتضمن أمرين، الأول هو التعليم ما بعد التخرج وإنهاء الدراسة الأكاديمية، والثانى التدريب المهنى لتحسين وصقل المهارات للعاملين بالفعل. 

وتابعت: يشمل التدريب أكاديمة التعليم المستمر بمستشفى 57 أقسام الطب والصيدلة والإدارة والتمريض وتختص الأكاديمية بتنظيم دورات متخصصة داخل المستشفى وللتدريب بوسيلتين فهناك تدريب مباشر وتدريب أون لاين، وبعد جائحة كوفيد 19 أصبح يوجد «نظام إدارة التعلم» لعمل فيديوهات تدريبية لكل قسم داخل المستشفى تعادل وتحاكى تماما الحضور المباشر فى هذه الفيديوهات كان يتم تصوير كل قسم كاملا بمحتوياته، ليكون المتدرب كأنه حضر التدريب داخل المستشفى، فعلى سبيل المثال، يتم تصوير الصيدلية داخل المستشفى من خلال فيديو يتناول جميع أقسامها بالشرح عن بجميع محتوياتها.  

وعن إدارة الأكاديمية وتسلسل القيادات قالت الدكتورة «نورهان البرنس»: تخضع الأكاديمية لرئاسة مدير المستشفى الدكتور شريف أبوالنجا، ويوجد لكل قسم رئيس ، وكل رؤساء الأقسام يخضعون لرئاسة مدير المستشفى. 

عن بداية فكرة الأكاديمية قالت الدكتورة نورهان: بدأت فى 2012، مع برنامج «دانا ـ فاربر بوسطن للأطفال» لعلاج سرطان الأطفال بالتعاون مع مستشفى بوسطن بالولايات المتحدة، وتم توقيع العقد، وهذا المستشفى هو رقم 1 فى الولايات المتحدة فى علاج سرطانات الأطفال، وتم إطلاق البرنامج التدريبى ودخول أول دفعة بالفعل فى 2014.  

وأضافت: فى خطة الدكتور شريف أبو النجا أن يكون للأكاديمية مقر خاص مستقبلا ضمن خطة التوسعات، ونتمنى طبعا أن يكون لنا كيان أكبر، لاستيعاب عدد أكبر من المتدربين وبرامج أكثر للخدمات التعليمية على نطاق أوسع. 

وحول الشهرة التى يحظى بها قسم «الصيدلة الإكلينية» بالمستشفى، قالت مسئول وحدة التعليم المهنى بأكاديمية التعليم المستمر بمستشفى 57357: يوجد صيادلة فى كل قسم يتابعون عمليات العلاج والجرعات مع كل فريق علاجى، وهم الأكثر انتشارًا الدكتورة نورهان البرنس داخل المستشفى، إلى جانب أن مستشفى 57357 من أكثر المستشفيات مواكبة للتطور فى هذا المجال على مستوى العالم، لأن الصيادلة الإكلينيكيين موجودون فى جميع مراحل علاج الأطفال المرضى من البداية حتى النهاية، وتأثيرها واضح وكبير، لذلك هم الأشهر فى البرامج العلاجية. إلى جانب التطور الحاصل فى أجهزة العلاج وتحديد الجرعات، وأيضًا عدد الصيادلة كبير فى المستشفى.  

وتابعت الدكتورة نورهان البرنس: اتسعت دائرة التدريب للفرق الطبية والإدارية داخل المستشفى بمرور الوقت، فبدأنا بأطباء الأورام، ثم الصيادلة، فالتمريض، والإداريين، وهناك برنامج تدريبى مشترك للأطباء والصيادلة معا هو «برنامج التغذية العلاجية»، وهو كورس لم يكن موجودا من قبل وهناك قسم الـ«ميديكال فيزيكس» أو الفيزياء الطبية، حيث يأتينا فيزيائيون متخصصون للحصول على التدريب على أجهزة الإشعاع، ويوجد أيضا برنامج آخر مدته عام وهو «برنامج الطبيب المقيم» ،حيث يقيم الطبيب لمدة عام هى فترة التدريب، والبرنامج معتمد من الجمعية الأمريكية لصيادلة النظام الصحى، وهو آخر بالتعاون مع جامعة كلورادو، بالإضافة إلى البرامج التدريبية الصغيرة.  

وعن تفاصيل الالتحاق بالبرنامج التدريبى للراغبين من الأطباء قالت البرنس:  للراغبين فى التدريب من خارج المستشفى، متاح بمقابل، ومن داخل مستشفى، يعتمد الأمر على طبيعة البرنامج، سواء كان «برنامج الطبيب المقيم» أو الصيدلى المقيم» وهناك كثير من البرامج يغطيها رعاة كثيرون تحت إشراف رؤساء الأقسام.  

وحول آلية تحديد برامج التدريب قالت الدكتورة نورهان: تحديد البرامج التدريبية يعتمد على نوع البرامج وطاقتها الاستيعابية، ويكون مخططا فى كل عام نتوسع عن العام السابق فى البرامج التدريبية، ويكون فى كل مرة هناك عناصر مستهدفة للتدريب، بتصميمات معدة مسبقا.  

 وأضافت: ومنذ بدأنا فى 2014 حصل عدد كبير من المتدربين على البرامج «زمالة أورام الأطفال» يتم عمل إعلان، يتقدم الراغبون، ويتم القبول وفق معايير، ثم فلترة، بعدها تبدأ مراحل الـ «اسكورينج، انترفيو، وصولا لمرحلة القبول النهائى»، ومدته 3 سنوات، ويتم تكرار الأمر كل دورة حياتيه، لتستمر عجلة التدريب بشكل دائم.  وحول تغير آلية العمل والتدريب منذ ظهور جائحة كورونا المستجد، قالت «نورهان البرنس»: زادت مساحة التدريب «أونلاين» وأصبحت إجبارية على جميع المتدربين، وقبل الكوفيد مباشرة كان الجميع بالفعل مؤهلا لذلك، ومستعدا للتفاعل مع التدريب أون لاين، فارقا وساهما فى استمرار برامج التدريب خلال فترة الجائحة، وما هذا لها وقد أحدث هذا، وحسب البرامج ونوعيتها، هناك برامج أونلاين بالكامل، وبرامج أخرى تتطلب الحضور. 

وتابعت: بالنسبة للشهادات الممنوحة، هناك شهادات تمنح للبرامج المعتمدة من مؤسسات دولية أو جامعات خارجية مثل الـ «ashp» و»دانا فاربر»، وهناك شهادات يمنحها مستشفى 57357 لمن حصل على تدريب تحت إشراف الأطباء الموجودين ومختومة بختم المستشفى. 

وأنهت «نورهان البرنس» كلامها: الأطباء مستشفى 57357 كلهم مؤهلون لتدريب أطباء من الخارج اعتمادا على معايير وقواعد ومرجعيات عالمية.

 

تسجيلي