الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

احكوا لى.. مع رولا خرسا

معظم المشاكل لها حلول.. نحن نفكر معًا لإيجادها.. ممكن نخطئ وممكن نصيب المهم أننا نحاول.. والأهم ألا نيأس مهما تكاثرت همومنا.



ونذكر بعضنا البعض دومًا بالمثل الشعبى الجميل: تبات نار تصبح رماد 

 

الإرث الملعون

 

عارفة فى الأفلام أما يقولوا: ده ورث، أصل طلع له خال فى البرازيل.. أهو ده اللى حصل معايا.

أنا عمرى 67 سنة ومطلق ومراتى أخدت ولادى وكل ما أملك لأنى كنت كاتب لها كل فلوسى.

ظهر لى بالفعل جزء من ميراث لخال مكناش نعرف أصلاً إنه حى بعد العمر ده ولما توفاه الله السلطات فى الدولة بلغتنا إنى وإخواتى الورثة الشرعيين وأن المبلغ كبير ولا بد من اتخاذ الإجراءات بسرعة.

فى الوقت ده ولادى عرفوا من معارف لينا وبلغوا أمهم وبدأوا معايا رحلة من القهر النفسى إنهم أولى بالفلوس دى وإنى كبرت فى السن وإنهم عايزين يحسنوا مستواهم المعيشى وأنا مش هاستفيد منها وإن عندى معاشى وهما أكثر احتياجًا لها.

مراتى اللى كانت مراتى رغم إنها فضلت الطلاق وتاخد كل ما كنت أمتلكه فى يوم، النهارده واقفة ضدى عشان ولادى وإنها تقويهم عليا وعايزة تاخد كمان الورث الجديد.

حاسس إنى باموت مع كل تليفون يطالبونى فيه بالفلوس. 

حاسس إن سنين عمرى كلها راحت فى تربية ولاد محدش فيهم حنين عليا ولو بكلمة!

بعد العمر ده أعمل إيه؟

 

الحـل المقترح .. الحنية رزق

 

أهم ‏حاجة بنطلبها من الحياة لما نقرر نخلف إن أولادنا يكونوا حنينين علينا.

لما يحس الواحد مننا إن الحنية مش موجودة من العيال بيتقهر.. دا إحنا لو حد فيهم تعب بنبقى حاسين روحنا حتطلع ولو يطلبوا عينينا بنديها لهم.

بنشقى عشانهم متمنين نحقق لهم أحلامهم.. وجوانا بيبقى فيه صوت بيقول لما يكبر حيكون بالنسبة لنا السند والعون.. لما دا ما يحصلش بتبقى شوكة فى حلقنا كل لما تحصل حاجةتفتكر الوجع.

أنت صعبان عليا أوى الحقيقة.. وحاسة كده وأنا باقرا مشكلتك أنى باتفرج على فيلم الزهايمر لعادل إمام.. جحود الأولاد وتدويرهم على مصلحتهم أمر مؤلم جداً.

إحنا‏ فى مجتمعات بتبدأ علاقة المرأة بالرجل اللى حيتجوزها واللى حيبقى أبو أولادها بسؤال: هو معاك كام؟ هو مرتبك كام؟ ودى طبعًا مقدرش أنكر إنها حاجات مهمة جدًا فى دنيا غالية جدا ومتطلبات الحياة ما بتخلصش. أكيد فيه حاجات تانية أهم بكتير زى الحب والتفاهم بس للأسف ممكن الحب نفسه فى ظل المشاكل المادية الكثيرة يتراجع.. للأسف الفلوس تموت أجدعها علاقات، صداقة، شراكة وجواز كمان لو دخلت فيها.

‏الموضوع معقد.. للراجل والست.. الست بتحب تحس أن زوجها مسئول عنها ومتكفل بها.. ومن معالم الرجولة أن الواحد يحس هو كمان إنه مسئول عن مراته.. ولو إنه بردو بعيد عن مفهوم الرجولة من الناحية المجتمعية القوامة للراجل دا فرض بحكم الدين يعنى الرجل مسئول ماديًا عن أكل ولبس وعلاج وكل حاجة خاصة بزوجته على قدر فلوسه.. والراجل اللى ما بيعملش كده وبيخلى مراته تضطر تصرف على نفسها لأنه بخلان عليها دا عند ربنا آثم لأنه لا يقوم بدوره.. ولا يؤدى مسئولياته.

‏اتفقنا إنه لما تبقى مراته هو المفروض يصرف عليها فى حدود المعقول ودون بخل.. يبقى تكوين البشر من أول ما بدأت الخليقة والرجل يطلع يصطاد وهى تربى العيال ده مش معناه إنها ما تشتغلش وتحقق ذاتها، دا مهم جداً وهى بعد كده حرة فى فلوسها تصرف تجيب لنفسها حاجة تجيب للبيت، براحتها وربنا عمل دا عشان أمان للست لما تكبر بدل ما تتبهدل خاصة أن المفروض المرأة مسئولة من أخيها وابنها وأبيها بس إحنا فى عصور ما يعلم بيها إلا ربنا محدش بيتحمل مسئولية حد إلا من رحم ربى.

أنت وضعك مختلف لأنكم منفصلين وكرم أخلاق منك جداً إنك لِسَّه بتسمح لها بالتدخل أصلاً، خاصة بعد ما أخدت كل ما تملك. بس هى مالهاش الحقيقة أى سلطة للضغط عليك.

‏نوصل للأولاد ممكن يكون فى مخزونهم الثقافى أن الفلوس جزء من التعبير عن مسئولياتك كأب.. بس الفلوس مش كل علاقة تربطنا بأولادنا.. ‏لازم ‏يكون فيه مسئولية معنوية متبادلة يعنى الأب يعطى حنان للأولاد والأولاد برضو يدوا حنان للأهل.

أنا متخيلة إحساسك لما كل التلفون بيبقى عشان طلب عشان يعنى ‏اسمح لى أقول لك إنه أولادك يعنى حتى مش بيعملوها بذكاء..‏ كم ممكن أو اهتمام أو يعتبرون نفسهم موظفين دول واضحين فى إنهم بتوع مصلحة بس قول حتى على فكرة أنا عامة ‏بقعد أقول يمكن يمكن يمكن يمكن أنت عاملتهم ‏لأنه حتى لو كنت كده الدين والأخلاق والمبادئ كل حاجة ربنا عليها تقول ‏بالوالدين إحسانًا وده وده ‏يعنى كل الأديان بتقول ‏مهما كنت مش حقدر ‏ اتعاطف معاهم مهما كنت أب سيئ.

وربنا على فكرة لما اتكلم فى القرآن قال «بالوالدين إحسانًا» وما أوصاناش كآباء بالأولاد. ليه؟ لأنه مفيش أهل مهما كانوا فقراء أو أشداء ممكن يقسوا على ابنهم..الغريزة بتخلى الأهل دائماً مهما أخطأوا لجهل أو طبع سيّئ فى حق أولادهم إلا أنهم بيفضلوا يحبوهم مهما عملوا فيهم، والدليل الوجع اللى انت فيه.

أنت 67 سنة يعنى ممكن تعيش عشرين أو تلاتين سنة كمان فى رأيى ما تديش ورثك لأولادك وتقعد خالى الوفاض.. إذا كان وفلوسك معاك مش بيسألوا فيك إزاى بقى لو مفيش معاك فلوس؟ وبدل ما تعيا وتتبهدل وتضطر تطلب منهم وتشحت فلوس هى أصلاً فلوسك.

الحاجة التانية عليك بالدعاء.. ادعى لهم كتير بالهداية وإن ربنا يُحنن قلبهم عليك لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا.. وربنا يكون فى عونك.. والقرار قرارك.