الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
عودة أمريكا للعالم .. لماذا؟ ولمتى؟

عودة أمريكا للعالم .. لماذا؟ ولمتى؟

حديث واشنطن هذه الأيام بعد أن أكمل الرئيس  جو بايدن المائة يوم فى البيت الأبيض لا يختلف كثيرا عما كان من فترة. وهو حديث التساؤل  والاستفهام وأيضا حديث الترقب والحذر عما سوف يفعله الرئيس الأمريكى وفريقه فى مواجهة التحديات التى تواجهها أمريكا فى الوقت الحالى .. والتحدى الأكبر ـ كان وما يزال ـ كيف ستعبر مرحلة الوباء وتتعافى منها وتتعامل مع ما لها من تبعات صحية واقتصادية واجتماعية فى المجتمع الأمريكى؟



 

ثم ماذا تعنى عودة أمريكا للعالم؟ ما يكرره بايدن وهو يتحدث للشعب الأمريكى وللعالم. العودة لماذا؟ وإلى أين؟ وكيف؟ ولمتى ؟  وهذه التساؤلات بالطبع تتوالد وبكثرة كلما تكرر القول والحديث عن هذه العودة ـ كوعد أو وعيد أمريكى يلوح به الرئيس الأمريكى فى عام 2021. وفى هذه الأجواء دار النقاش مؤخرا حول قيام أمريكا بمساعدة الهند فى مواجهة الكارثة الصحية والإنسانية التى يعيشها الملايين فى الهند؟ وهل ستقوم أمريكا أيضا بإرسال ما لديها من فائض من الأمصال ـ نحو 60 مليون جرعة من أسترازينيكا ـ إلى الهند وغيرها من الدول التى فى أمس الحاجة إلى الإغاثة السريعة؟ وفى حديث العودة إلى العالم ماذا عن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان حتى يوم 11 سبتمبر المقبل .. بعد أن ظلت هناك نحو 20 عاما؟ هل انسحاب أمريكا العسكرى (عدد القوات الأمريكية مؤخرا ألفين و 500 فرد) يعنى أيضا أن تسحب واشنطن يديها من كل التزام سياسى وعسكرى وأمنى واقتصادى شاركت فيه أمريكا على مدى العقدين الماضيين؟.. وماذا عن مساهماتها فى توفير التعليم والصحة للشعب الأفغانى خاصة النساء والأطفال ، ذلك مع تزايد احتمالات عودة طالبان إلى التحكم فى زمام الأمور بالبلاد. 

والتساؤلات تحمل  تحذيرات وأيضا انتقادات لهذا التراجع الأمريكى  غير المنطقى (حسب الكثير من المراقبين) على أساس أن ما قد يحدث فى أفغانستان وبالتالى فى دول الجوار هو إيجاد فراغ أمنى سوف تسعى جماعات إرهابية للتواجد فيه من جديد ومن ثم استئناف نشاطاتها التخريبية.

عودة أمريكا إلى العالم بشكل عام لمسناها فى العودة إلى الدبلوماسية العالمية   وإلى الحلف الأطلسى وإلى الشراكات الأوروبية والأسيوية والشرق الأوسطية. والعودة إلى الأمم المتحدة وإلى منظمة الصحية العالمية وإلى الاتفاقات الدولية  لحماية البيئة ومواجهة التغيير المناخى. والأمر الأكثر أهمية بالنسبة لمن يتابع صناعة القرار الأمريكى فى الوقت الحالى أن هناك شرحا وتفسيرا وتبريرا لخطوات وخطط الإدارة (سواء صدقناه أو شككنا فى جدواه أو نواياه) وهى تتعامل مع ملفات وأزمات العالم. ولم يعد الأمر محصورا أو معلقا .. بتويتة طائشة ومفاجئة ومحيرة تأتى من الرئيس الأمريكى وحده!!

بالمناسبة لا أحد يستطيع ولا أحد يريد أن يدعى أن طريق عودة أمريكا ممهد أو غير محفوف بالمخاطر والألغام وما إلى ذلك.. فأمريكا وهى تلملم نفسها تريد أيضا أن تتعافى مما عاشته وعانت منه فى السنوات الأخيرة داخليا وخارجيا .. وبالطبع تسعى إلى ترميم وإحياء مصداقيتها وهى تعيد ترتيب أولوياتها فى الداخل .. قبل الخارج!!

أرقام وآراء

مع الانتقادات الموجهة للتمدد الأمريكى العسكرى فى دول العالم على مدى العقود الماضية ذكر أن عدد القواعد الأمريكية على إمتداد الدول وصل إلى 800  (نعم ثمانمئة) وبالتالى ليس غريبا أن نسمع من مناهضى الحروب القول إياه بدلا من الحديث عن عودة أمريكا يجب الحديث عن رحيل أمريكا من العالم والعودة إلى بيتها !!

ذكرت «نيويورك تايمز» فى تقرير لها عن المعمرين فى العالم وتحديدا من هم فى المائة أو الأكثر من أعمارهم.. أن عددهم حسب تقديرات الأمم المتحدة كان قد وصل إلى 95 ألفا عام 1990..  وأن هذا الرقم تجاوز ال450 ألفا فى عام 2015.. ومن المحتمل أن يصل عدد هؤلاء المعمرين والمعمرات فى عام 2100.. أى بعد نحو ثمانين عاما إلى 25 مليونا.. ولا شك أن تطور الأدوية والأساليب الصحية فى تعامل مع الضغط والكولسترول وباقى المسببات فى الأسراع بالموت لها دور فى مد أعمار البشر .. إلا أن انتشار الوباء له بالطبع تبعاته على صحة البشر ومتوسط أعمارهم على إمتداد العالم.