الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
وصلنا لمرحلة «اللا  وباء»!

وصلنا لمرحلة «اللا وباء»!

أعلن العلماء فى بريطانيا أن كورونا لم يعد «حالة وبائية» فى البلاد!



وأن الفيروس الرهيب الذى أودى بحياة الآلاف هنا ولا يزال، لم يعد يمثل - فى تقديراتهم - خطرا شديدا كما كان فى السنة الماضية ولمدة سنة كاملة.

وللتدليل على ذلك نشروا إحصائية تبين أن الإصابة بفيروس «كوفيد – 19» (وهو الاسم الطبى لكورونا) لم تعد السبب الأول للوفاة فى بريطانيا خلال شهر مارس الماضى،  بعد أن كان الموت بكورونا يتصدر القائمة طوال السنة ابتداء من مارس 2020.

 

وأضافوا أن البيانات تظهر بوضوح نجاح أعمال التطعيم باللقاحات المضادة للفيروس وشملت أكثر من 44 مليونا من السكان البالغ عددهم نحو 76 مليونا، حيث هبط مستوى العدوى إلى ما يساوى 10 % فقط، ومن هنا فإن العلماء لا يعتبرون أن الحالة القائمة يمكن وصفها بـ«الوباء».. 

 من حالة«التفشى» إلى حالة «اللا وباء» 

ففى أول دراسة ضخمة لواقع الحال فيما يتعلق بنتائج اتساع نطاق أعمال التطعيم تبين للباحثين أن تعاطى اللقاحات «فايزر» و«أسترازنيكا» كان له تأثير رئيسى على انخفاض أعداد حالات وأعراض الإصابة بكورونا.

وقالت البروفيسورة «سارة ووكر» أستاذة الإحصاء الطبى وخبيرة الأوبئة فى جامعة أوكسفورد، والمحققة الرئيسية فى المسح الخاص بعدوى الفيروس لدى هيئة الإحصاء البريطانية، أن بريطانيا قد انتقلت من حالة «تفشى الوباء» إلى حالة «اللا وباء» حيث يظهر الفيروس فى مستوى بسيط ومحدود وقابل للسيطرة عليه. 

وأضافت أن اللقاحات وإجراءات الإغلاق والتباعد  والنظافة  واستخدام الكمامات  ساهمت جميعاً فى وصولنا إلى حالة «اللا وباء».. وليس من المنتظر أن نضطر للعودة مرة أخرى إلى إجراءات الإغلاق طويلة المدى. 

وتم تحليل بيانات مليون و600 ألف حالة مسح فى منازل بريطانيا فتبين أنه من بين الذين تم تطعيمهم بحقنة واحدة على الأقل من أى من اللقاحين المتاحين «فايزر» و«أسترازنيكا» هبطت نسبة ظهور أعراض الإصابة بعدوى كورونا بنسبة 75 %.

 وقد أجرى البحث خلال الفترة من أول ديسمبر الماضى وحتى الثالث من أبريل. وتبين أنه بعد ثلاثة أسابيع من تلقى الحقنة الأولى من اللقاح، هبطت نسبة ظهور أعراض العدوى إلى 25 % وهبطت نسبة العدوى دون ظهور أعراض إلى 43 %.

وبعد التطعيم  بالحقنتين زاد هبوط حالات «العدوى دون أعراض» إلى 30 % كما هبط مستوى ظهورالأعراض إلى نسبة 10 %.

وتواصل هبوط مستوى العدوى إلى 7 % فى أسبوع فى بريطانيا، على الرغم من إعادة فتح المدارس والمحلات.  وقد استفاد من هبوط عدد  حالات العدوى كبار السن والمصابين بأمراض وحالات صحية خاصة..

وهبط معدل وفيات كورونا ليصل إلى ما نسبته 26 %. كما انخفض عدد حالات التحويل إلى المستشفيات   لمصابى الفيروس ليصل إلى 19 % ما يعنى أن الفيروس الرهيب لم يعد السبب الرئيسى للوفيات فى مارس الماضى،  حيث انتقل تأثيره ليهبط من المركز الأول فى أسباب الوفاة إلى المركزالثالث بعد أمراض القلب والخرف، وذلك لأول مرة منذ أكتوبر الماضى.

التطعيم يتيح السيطرة على الوباء

معنى هذا ـ فى رأى العلماء ـ أن التطعيم سيتيح لبريطانيا السيطرة على الوباء دون الحاجة إلى العودة لإجراءات الإغلاق القاسية التى جرت ثلاث مرات من مارس 2020 إلى مارس 2021. فقد تبين لهم أن لقاح «فايزر» ولقاح أوكسفورد (أسترازنيكا) تمكنا من القضاء على العدوى وخفضا مستوى انتقالها وانتشارها. 

وقال العلماء أن هذه النتائج جعلتهم يشعرون بالتفاؤل الحذر، بأن اللقاحات سوف تتيح للمجتمع السيطرة على «كوفيد - 19». 

ومع ذلك  فقد حذّر علماء  جامعة أوكسفورد من أن بعض الناس يمكن أن يصابوا بالعدوى حتى بعد حصولهم على التطعيم، ولذلك فمن الضرورى مواصلة تطبيق قواعد التباعد بين الأفراد وأيضاً مواصلة ارتداء الكمامات فى الأماكن العامة والمواصلات واللقاءات الاجتماعية وأماكن العمل.