الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
الدلتا الجديدة

الدلتا الجديدة

عودنا الرئيس السيسى دائما بأنه عندما يضع الرؤى والأفكار والحلول لمشاكل مصر المزمنة والتى تعانى منها منذ عقود طويلة فإنه يفكر خارج الصندوق.. ولايعترف بالحلول التقليدية التى وقفنا قبلها عاجزين عن تنفيذها لأنها لم تكن تمثل سوى حلول جزئية وليست حلولا شاملة لهذه المشكلات.



والأهم من ذلك أن الرئيس عندما يتصدى لقضية ما فهو يملك القدرة على اتخاذ القرار الصحيح بعد دراسته من كل الجوانب وهو أيضا يملك إرادة وضع هذا القرار موضع التنفيذ وفق جدول زمنى محدد بعد توفير الآليات والموارد المالية والبشرية.

الرئيس طرح فى زيارته الأخيرة لقناة السويس بعد أزمة السفينة الجانحة مشروعًا تنمويًا ضخمًا.. وهو مشروع الدلتا الجديدة لزراعة مليون ونصف المليون فدان فى منطقة الضبعة وذلك لتعويض المليون فدان التى ضاعت فى التعديات والبناء على الأراضى الزراعية فى ال20 سنة الأخيرة.. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تحقيق الاكتفاء الذاتى والأمن الغذائى لمصر لمواجهة أعباء الزيادة السكانية المخيفة التى تعدت ال2.5 مليون نسمة كل عام ومن ناحية ثالثة تقليل نسبة البطالة وتشغيل أيدى عاملة كثيرة.

الرئيس تكلم عن المشروع وقال «احنا بنتكلم عن مليون ونصف مليون فدان خلال سنتين هانكون زارعينها على طريق الضبعة سواء شماله أو جنوبه.. لكن احنا هانجيب المية بتاعتهم منين.

كان فيه مياه فى المكس هانخدها ونعمل لها معالجة ثلاثية متطورة نخليها صالحة للمعايير العالمية للزراعة، بالإضافة إلى المياه الجوفية الموجودة فعلا.. أيضا كان فيه مياه بتترمى فى بحيرة التمساح تطلع مليون متر يوميا عملنا محطة بحر البقر لمعالجتها وهانزرع 500 ألف فدان».

الرئيس أضاف.. «تبطين الترع هايوفر 2 مليار متر مكعب.. ومحطة بحر البقر هاتوفر 2 مليار متر فى السنة.. والمكس هاتوفر 2 مليار متر مكعب يعنى 6 مليار متر مكعب من المياه لنعيد صياغة استخدام المياه لمواجهة النمو السكانى.. إحنا كده خدنا ميتنا وماخدناش مية حد».

وتابع الرئيس إن زراعة فدان واحد يتكلف 200 ألف جنيه وزراعة 2 مليون فدان.. تحتاج إلى 400 مليار جنيه لأننا نحتاج إلى محطات رفع ومحولات كهرباء ثم معالجة المياه بتكلفة مالية، ثم زراعة الأراضى والتأكد أنها جاهزة تم تنفيذ البنية الخاصة بها من كهرباء وطرق وشبكة رى،

حديث الرئيس ذكرنى بالأمس القريب، حين طرح د.فاروق الباز مشروع محور التنمية الذى يأتى من الضبعة حتى حلايب وشلاتين.. ووضع هذا المشروع طوال عشر سنوات للنقاش والبحث.. وتم رفضه بحجة أن أى مشروع تنمية يجب أن تجد له مصادر المياه.. ولأن الأفكار والحلول كانت دائما تكون داخل الصندوق ولم تكن هناك إرادة سياسية فشل المشروع.

لهذا أقول إن الرئيس السيسى دائما ما يفكر خارج الصندوق ولهذا فإن الإنجازات والمشروعات القومية الكبرى التى تحققت ومازالت تتحقق تؤكد أن مصر تسير على الطريق الصحيح للتنمية.. وأنه بحلول 2024 ستكون مصر قد حققت فى عشر سنوات ما لم يتحقق طوال الثلاثين عاما ما قبل 2014.