الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
معادلة التغيير.. رؤية وإرادة

معادلة التغيير.. رؤية وإرادة

ذات يوم من عام 1998 دار بينى وبين الموهوب أحمد زكى محادثة تليفونية سألته فيها عن الأسباب التى دفعت به للقمة؟ فأجابنى قائلاً: «بالطبع كان توفيق ربنا لكن كان فيه شىء جوايا بيقول لى لازم تحافظ على نفسك رغم كل الظروف اللى مريت بيها فى حياتى. تخيلى عيل أبوه مات واتجوزت أمه وسابته يعيش فى بيت جدته مع خال له على الهامش، عمر ما حد سأل عنى بجد، جعان أو شبعان، تعبان أو مرتاح، كل حاجة كانت بتجيلى بالصدفة أو بواقى وفُضل. كان ممكن بسهولة أكون حرامى أو نصاب أو ضايع فى الحياة، لكن أصريت أكون بنى آدم وحطيت هدف لنفسى. عشان كده لما أشوف حرامى ولا قاتل بيقول الظروف هى اللى خلتنى كده، أقول فى نفسى إمشى يا كداب. إنت اللى سبت نفسك ومشيت وراها».



هكذا لخص هذا الموهوب معادلة التغيير فى عالم البشر، لا تخضع لظروف ومواقف وتتحدث عن معوقات لا يجادل أحد فى وجودها، ولكن تحدث دومًا عن أحلامك وأهدافك وكيف تصل إليها. هذه ليست قصص المعجزات، ولكنها قصص البشر فى النجاح. فعبر متابعة قصص الصعود والتحول حول العالم على مستوى الفرد والمجتمع، تجد أن التغيير رؤية وإرادة. رؤية لما تريد أن تكون عليه، وهدف تسعى للوصول له. لا تتحدث وأنت تتكلم عن التغيير عن الإمكانيات والتمويل ومصادر القوة، فتلك حجة البليد، تحدث عما تريد تحقيقه وسبل الوصول له وآمن بهما وصدق ذاتك. بعدها اجلس وفكر فيما تمتلكه من إمكانيات ذاتية ومادية، وقسم أهدافك على مراحل تحقق فيها نجاحات صغيرة تصل بك للقمة التى تسعى لها. فقط امتلك إرادة الإدارة.

لماذا أحكى اليوم عن التغيير وأدواته؟ لأننا بحاجة أن نتفهم جميعنا ببساطة تلك المعانى الضخمة فى التغيير والعمل والإرادة، فى وقت نسعى فيه لتغيير حال مصر للأفضل. فى وقت يزداد فعل الأزمات حولنا. نعم تسعى المؤسسات فى الدولة، ولكنها بحاجة لسعى المواطن ووعيه ودأبه وإرادته. تخطينا الكثير وما زال أمامنا أكثر بحاجة لتخطيه لا لحاضرنا، ولكن لمستقبل سنتركه لمن يرث غرسنا ويكمل عليه.

وتبقى كلمة.. التغيير يبدأ بى وبك وينتشر سلوكه ومفرداته حينما تضع الدولة نظامًا له. بمعنى أن التغيير يبدأ بإرادة فردية ويتحول لسلوك جمعى حينما نضع له قواعد نصر على ألا نحيد عنها جميعًا. ويتحقق حينما تتحول الثقة لثقافة متبادلة بين الحاكم والمحكوم. فلماذا لا تثق اليوم وقد حققنا ما حققناه وشهد به العالم فى سبع سنوات أبدًا لم تكن سهلة أو يسيره أو هينة؟ لماذا لا تمد يدك معى لندعم ما تبصم به بلادى على وجه الكون؟