الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«سايبــر نايــف» قريــبًا فـى 57357

تكنولوجيامتطورة فى مستشفى 57357
تكنولوجيامتطورة فى مستشفى 57357

يطلق مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال قريبًا خدمة العلاج الإشعاعى بجهاز الـ«سايبر - نايف» بعد وضع اللمسات النهائية لتجهيز المبنى الخاص، فى إطار حرص المستشفى على تقديم أفضل خدمة لعلاج سرطان الأطفال.



ويمثل الـ«سايبر نايف» أحدث تكنولوجيا فى جهاز إشعاعى لعلاج الأورام على مستوى العالم، وحصل المستشفى عليه من الشركة الأمريكية الوحيدة المصنعة.

ويقلل الجهاز عدد الجلسات الإشعاعية بما يعادل جلسة واحدة مقابل 5 أو 6 جلسات من الأجهزة الإشعاعية العادية، كما يقلل نسبة الأعراض الجانبية، ويستخدم أيضًا فى الحالات الصعبة والخطيرة جراحيًا، التى تشكل خطورة على حياة المريض.

وتعتمد تكنولوجيا الـ«سايبر نايف» على ابتكارين، الأول جهاز خفيف الوزن لبث الإشعاع متمركز على ذراع روبوت، وهى ذراع آلية دقيقة تتحرك بحرية تامة، للوصول بدقة إلى أى مكان فى جسم المريض لتقديم العلاج الأمثل بدون تأثيرات جانبية أو مخاطر.

أما الابتكار الثانى فهو نظام توجيه الإشعاع باستخدام الصور الإشعاعية بالكمبيوتر ليبقى الورم فى مجال تصويب الإشعاع بدقة أقل من الملليمتر، حتى لو بدرت حركة عفوية من المريض أثناء الجلسة.

وقال الدكتور محمد سعد زغلول، أستاذ العلاج الإشعاعى بجامعة القاهرة ورئيس قسم العلاج الإشعاعى فى مستشفى سرطان الأطفال: إن «سايبر نايف» له مواصفات خاصة، فهو يوجه الأشعة بدقة على موضع الورم، سواء كان حميدًا أو خبيثًا، ويقلل من احتمالية وصول الأشعة للأنسجة السليمة المحيطة بالورم، والخاصية الأخرى المهمة هى التتبع، فالورم والأحشاء الداخلية فى الجسم تتحرك فى أثناء الحياة العادية، حتى خلال ثبات المريض فى مكانه.

يعنى هناك حركة داخلية مثل حركة الرئتين والحجاب الحاجز والأمعاء والمثانة، حتى البروستاتا تتحرك، وفى أثناء تصويب العلاج الإشعاعى على الورم نحن بحاجة لتتبع يجعل الحزمة الإشعاعية تصيب الورم أينما تحرك، وبالتالى يمكن إعطاء جرعة سليمة مع معامل أمان ونتائج جيدة، وتكون الأعراض الجانبية نتيجة الإشعاع من الـ «سايبر نايف» على الأنسجة السليمة أقل ما يمكن.

وأضاف الدكتور سعد زغلول: سرطان البروستاتا مثلًا يحتاج علاجًا إشعاعيًا بعدد جلسات يقدر بـ35 إلي40 جلسة، طوال 7 أو 8 أسابيع، وبالتالى يمكن إعطاء جرعة إشعاع عالية فى 5 جلسات فقط، وهذا فى حد ذاته إنجاز، لأن المريض ينهى علاج الإشعاعى فى أسبوع، أيضًا أورام المخ والحميدة منها أو التجمعات الدموية يمكن علاجها فى جلسة واحدة، وتكون مؤثرة جدًا، والأعراض الجانبية قليلة للغاية.

وتابع: الـ«سايبر نايف» تكنولوجيا متقدمة فى العلاج الإشعاعى، وفى 57357 لا نمتلك فقط جهاز الـ «سايبر نايف»، بل أيضًا فى خلال عام أو عام ونصف العام، سيكون لدينا الـ«بروتون» أى العلاج بالبروتونات، وهذا أيضًا تقدم من جانب آخر.

وقال رئيس قسم العلاج الإشعاعى فى مستشفى سرطان الأطفال: طاقة الـ«سايبر نايف» يوميًا من 10 إلى 15 حالة، فلو أننا نعالج بالـ «سايبر نايف» 15 حالة وكل حالة 5 جلسات فقط، مقارنة بجهاز «المعجل الخطي» الذى يحتاج 30 جلسة للحالة الواحدة، فنحن نعالج نفس العدد فى وقت أقل، كما أن الـ «سايبر نايف» يوفر من 5 إلى 6 جلسات للمريض.

وفى علاج الأورام فى المخ نحتاج لـ «سايبر نايف» إذا كانت الجراحة غير ممكنة، نظرًا لقرب مواضع الورم من مراكز حساسة أو لصعوبة العملية أو خوفًا من ؟؟؟؟ الحالات من المضاعفات، ويمكن استخدامه فى حالة حدوث «ورم مرتجع» سواء فى المخ أو أعضاء أخري.

وأكمل: فى «الثانويات» فى الرئة أو الكبد إذا كان عدد الأورام قليلًا أو الغدة الكظرية فوق الكلوية، فيمكن لجهاز الـ«سايبر نايف» أن يعطى نتائج ممتازة، من دون تعرض المريض لأخطار الجراحة إذا كانت صعبة أو تمثل خطورة على حياته، وكذلك فى حالات سرطان البروستاتا.

أما الدكتورة عزة نصر، أستاذ علاج الأورام بالإشعاع فى معهد الأورام القومى، وأستاذ علاج الأورام فى مستشفى 57357 فقالت: أقوم بدور معالج يبدأ بالكشف على المريض، ثم أحدد العلاج والجرعات وعدد الجلسات ونوع جهاز الإشعاع ومنطقة توجيه الإشعاع، ثم يأتى دور طبيب الفيزياء الطبى لوضع الخطة العلاجية من أجل توصيل الجرعة العلاجية المطلوبة للورم المطلوب علاجه، فنحن فريق عمل يشمل طبيب الأورام المعالج، وطبيب الفيزياء الطبية، وفريق فنيى العلاج الإشعاعى، إضافة إلى فريق التمريض.

وبالنسبة لجهاز «سايبر نايف» قالت د. عزة: اسمه «سايبر نايف»، وكلمة «نايف» بمعنى سكين، أى دقته الشديدة فى تنفيذ العلاج الإشعاعى، لأنه يمكننا من إعطاء جرعة عالية جدًا من الأشعة العلاجية الموجهة بدقة متناهية لمكان الورم، والتقليل من احتمالات تعرض الأنسجة السليمة المحيطة للأشعة، وهو ما يشبه أو يعادل الاستئصال الجراحى، فهو يساعدنا فى أمرين، إعطاء العلاج الإشعاعى بنسبة كبيرة ودقيقة ومركزة تعادل إزالة الورم جراحيًا، وكلما تحققت قدرتنا على توجيه جرعات عالية من الإشعاع، زادت فرص استجابة الورم للإشعاع بصورة ملحوظة.

وبالنسبة للتكنولوجيا الحديثة فى جهاز الـ «ساير نايف» قالت «عزة ناصر»: يتميز بخاصية تتبع حركة الورم فى الجسم، وكلما تحرك الورم أثناء جلسة العلاج، فإن توجه الأشعة يتحرك مع حركة الورم ليوجه الحزمة الإشعاعية نحوه بدقة متناهية خلال الجلسة، وهذا يقلل من الآثار الجانبية المحتملة.

 

 

 

وتابعت: الأشعة هى فوتونات تدخل جسم المريض ولا تميز بين الخلايا، وتخضع لتحكم الطبيب المعالج، وجرعات الأشعة تخضع لحسابات دقيقة، وهذا الجهاز يوفر هذه الحسابات وييسر عمل طبيب الأشعة المعالج، للحفاظ على سلامة الأنسجة السليمة ومن ثم تقليل الآثار الجانبية.

وتكمل: وجود «سايبر نايف» الأول فى مصر يساعد فى علاج الإشعاعى الموضعى لأورام المخ أو الرئة أو البروستاتا أو الكبد، ما يؤدى إلى تحقيق نتائج جيدة بالتكامل مع العلاج الكميائى، لأن علاج الأورام فى العالم كله يعتمد على التكامل بين العلاج الإشعاعى والكيميائى والجراحي. 

وبالنسبة لأكثر الأورام التى يسهم الجهاز فى علاجها قالت: الرأس سواء أورام حميدة أو خبيثة، والرئة والكلى والبنكرياس، ومعظم حالات الأطفال تكون فى الرأس.

وأضافت أستاذ علاج الأورام فى مستشفى 57357: الجهاز سنستخدمه أيضًا للكبار، لأن الدخل الوارد من علاج حالات الكبار، ستتم الاستفادة به فى علاج حالات الأطفال، ليستمر المستشفى فى توفير أفضل خدمة مجانًا.

وتحدث الدكتور هانى عمار، استشارى الفيزياء الطبية بمستشفى 57357 عن دوره فى التعامل مع الجهاز قائلاً: دور فريق الفيزياء الطبية يختص بضمان جودة العلاج الإشعاعى وعمل القياسات الفيزيائية للأجهزة الإشعاعية طبقًا للبروتوكولات العالمية، لأن هناك بروتوكولات نلتزم بها طبقًا لمعايرات كل جهاز عند بدء تشغيله، ثم تجرى معايرات دورية أسبوعية وشهرية، وكل هذا لضمان دقة وصول الجرعة الإشعاعية للمريض.

وأضاف: من ضمن مهام فريق الفيزياء الطبية وضع التخطيط العلاجى للمريض، والهدف منه توصيل الجرعة الإشعاعية للورم بأقل ضرر ممكن للأنسجة السليمة حوله، وهذا يتم بدقة متناهية مع استخدام الأجهزة الإشعاعية الحديثة، ويتم بدقة أكبر ووضوح أكثر فى جهاز الـ «سايبر نايف». 

وتابع «عمار» عن مميزات الـ «سايبر نايف» أن مسار  الأشعة محمل على جهاز روبوت، وهى تقنية حديثة ومهمة، فالروبوت من شأنه تعديل مسار الإشعاع طبقًا لحركة الورم، فطوال الوقت نتابع الورم وحركته، وهو ما يمكننا من تقليل مساحة الجزء المشع حول الورم، وهذا مهم فى العلاج الإشعاعى لأننا نقلل من عدد الأنسجة السليمة المصابة بالإشعاع، ما يقلل من المشكلات التى من الممكن أن تنتج عن إصابتها بالإشعاع فى صورة أعراض جانبية، هذا لا يعنى أن بقية أجهزة الإشعاع تضر الخلايا السليمة، لكن الـ «سايبر نايف» أقل آثارًا جانبية.

 

جهاز سايبر نايف
جهاز سايبر نايف

 

وأضاف: أكثر مناطق حركات الورم تكون فى الرئة والكبد والبروستاتا، فهذا الجهاز هو الوحيد الذى يمكنه التتبع والتوافق مع حركة الورم من خلال أشعة تصويرية منخفضة الطاقة أثناء الجلسة الإشعاعية بشكل مستمر. 

وتابع: التكنولوجيا فى الجهاز عالية، ومهم جدًا أن تكون موجودة فى مصر، وهو أمريكى وتصنعه شركة وحيدة على مستوى العالم، ويفتح آفاقًا جديدة للعلم وللقياسات الفيزيائية والبحث العلمى، لأن فكرة وجود إنسان آلى يتم استخدامه فى العلاج الإشعاعى فكرة جديدة وغير منتشرة كباقى أجهزة الجلسات الإشعاعية، وفى النهاية كل ذلك لصالح المريض.

وبالنسبة لمدة الجلسات قال «استشارى الفيزياء الطبية بمستشفى 57357»: تستغرق الجلسة الإشعاعية من 30 إلى 35 دقيقة أو أكثر قليلاً، نظرًا لأن الجهاز لن يطلق الحزمة الإشعاعية إلا فى موضع الورم، إضافة إلى وقت تعديل المسار الإشعاعي.

وأضاف: أما بالنسبة لنوع الورم الذى يعالجه الجهاز، فهو يكون معرفًا عليه ومضافًا من قبل الطبيب المعالج الذى أدخل البيانات مسبقًا الخاصة بنوع الورم الذى سيعالجه الجهاز، فى خطوة تسمى «المحاكاة العلاجية» من خلال التخطيط العلاجى، لتحديد مسار الأشعة فى جسم المريض، ويمتاز الـ«سايبر نايف» بأنه يمكن أن يسلط الأشعة على المريض بأكثر من ألف وضعية مختلفة، نختار منها أنسب مسارات الأشعة، كما أن الجهاز من خلال مجال الحركة الواسع للروبوت، يمكنه أن يطلق أكثر من حزمة إشعاعية من أكثر من اتجاه أو زاوية فى اللحظة نفسها على نقطة واحدة.

وتابع: تبلغ درجة دقة إصابة الورم أجزاء من الملليمتر، وهى دقة متناهية، إضافة إلى دقة الحزمة والجرعة الإشعاعية المحسوبة بدقة متناهية، وهذا يتم من خلال برامج توكيد الجودة الطبية التى يقوم بها فريق الفيزياء الطبية.  

 

تسجيلي