الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

إلى الأستـاذ القاطـن بكليـة الإعـلام..هل جــــربـت زيـارة طبيـب نفسى؟

شخصية سيطرت عليها الهلاوس لا يعرف شيئا عن الواقع
شخصية سيطرت عليها الهلاوس لا يعرف شيئا عن الواقع

اتصلت بصديقى الدكتور إبراهيم مجدى حسين أستاذ الطب النفسى لأسأله عن مرضى البارانويا ودرجة إدراكهم لمرضهم النفسى وكانت إجابته أن المريض النفسى فى كل الأحوال لا يشعر بأعراض مرضه ومن هنا تأتى خطورته، وحتى أكون أكثر تحديدًا سألته عن تحليله النفسى للأستاذ بكلية الإعلام والذى تعمد سب وقذف الإعلاميين المصريين والتنمر بالمذيعين والخوض فى عرض زميلة فاضلة والحط من قدر الهيئات الإعلامية عبر مجموعة من المقالات التى نشرها على صفحته على فيس بوك وتلقفتها ماكينات الجماعة الإرهابية لتتخذها مدخلاً لضرب الدولة المصرية من زاوية الإعلام المصرى. 



خبير الطب النفسى أكد لى أن كتابات الأستاذ بكلية الإعلام تكشف عن إصابته باضطراب الشخصية البارانوى وخطورة مثل تلك الشخصيات أنها توهم المتلقى أنها أمام مناضل أو شخص شجاع ولكنها بطولة زائفة لأن فى حقيقة الأمر، ما كتب الأستاذ الجامعى ليس رأيًا علميًا أو بحثًا أكاديميًا، فما جاء فى سطوره كان مجرد تجميع وإعادة صياغة وتدوير لشائعات إعلام الإخوان حول الإعلام المصرى طوال الخمس سنوات الماضية ولا ترتقى من بعيد للبحث العلمى المتجرد أو حتى النقد الهادف.

الحقيقة إننى لا أنوى الرد على وقاحة أستاذ الإعلام فى حق الإعلام المصرى الذى أشرف بالانتماء إليه، فقد استفاض زملاء آخرون فى الرد، وهذا حقهم فهناك بون شاسع بين النقد العلمى والسب والقذف والخوض فى الأعراض وقذف المحصنات الغافلات، واستغلال المنصب الجامعى وحصانة العلم فى النيل من الخصوم بهذا الشكل الوقح قولًا وفعلاً لكنى وجدت نفسى أحاول فهم تلك الشخصية بعيدًا عن التفسيرات المباشرة والخفيفة أو البحث عن انتماءات سابقة له أو اقتراب من جماعة الإخوان الإرهابية. 

انطباعى الأول تجاه ما كتبه هو أننا أمام مريض نفسى، إنسان تسيطر عليه مجموعة من الهلاوس، مزيج من الشعور بالعظمة والاضطهاد، فقد وضع نفسه من أول سطر فى مقاله بأنه أستاذ الإعلام الأعظم الذى لم يحصل على حظه فى الدنيا، فلا أحد يفكر مثله، فهو العارف وغيره لا يفقه شيئًا، احتكر فن الإعلام واستأثر بكل فنونه لنفسه، نزل إلى الملعب وحيدًا فى المباراة من طرف واحد فهو يمثل بلغة مواد الإعلام المرسل والرسالة والمتلقى، يعلم ما تخفيه صدور كل المشاهدين عند رؤية مذيعين حددهم بالاسم، وخلط بسوء نية بين الإعلام الحكومى والخاص ثم أصدر حكمًا قاطعًا بأن المنظومة عديمة الكفاءة، لم يترك أى مساحة لما لا يعرفه كأى باحث يصل إلى الحقيقة ويحتاج إلى التصحيح وربما إلى التراجع، أعطى لنفسه دور القاضى والجلاد، وأصدر حكمه دون مرافعة ووصف كل الصحفيين والإعلاميين بالبغال متناسيًا تمامًا أن من بينهم زملاءه وتلاميذه السابقين. 

رسم لنفسه صورة البطل الذى تجرأ على المنظومة، وتحلقت حوله مجموعات مناوئة لدولة 30 يونيو رغم إعلان انتمائه لها  حتى يستدرج معسكر مؤيدى الدولة ويستعديهم على الإعلام متلاعبًا بالألفاظ ليصنع عمقًا لكلمات جوفاء تحمل درجة عالية من الحقد.

ربما أثارت كتاباته التساؤل، فلماذا وصف الهيئات الإعلامية كلها بالبغال واستثنى وزير الدولة للإعلام من كتاباته، وهو أمر غير منطقى، ثم تكتشف أن السبب هو عمله كمدرب مع الوزارة ولا أعلم لماذا ذكرنى ذلك التصرف بشخصية آرثر فى فيلم صلاح الدين الأيوبى وفيرجنيا جميلة الجميلات تحييه على قتل الملك ريتشارد بسهم عربى مسموم ثم كانت نهايته الطبيعية فى قفص خشبى وهو يصرخ مختلاً بأنه ملك أورشليم.

ومع سرعة وانتشار تداول مقالاته على المواقع الإخوانية والقنوات المعادية زاد عدد متابعيه، فشعر بالتحقق وازداد شعوره بالعظمة فتمادى أكثر فى الشطط حتى وصل إلى محطة القذف والقذف المباشر والتى تضعه تحت طائلة القانون.

استوقفتنى هذه النقطة تحديدًا ووضعت عليها مئات علامات الاستفهام حول علاقة ذلك الأستاذ الجامعى بعلم الإعلام أو بحرية الرأى والتعبير بشكل عام، وذلك لأن مادة التشريعات الإعلامية مادة أساسية، وهى توضح للطلبة الفرق بين النقد والسب والقذف وجرائم النشر المختلفة فكيف وقع الأستاذ الجامعى المسئول عن تعليم طلبة كلية الإعلام فى هذا الخطأ بهذا الشكل الفادح.

ثم لماذا هذا الإصرار على  مطاردة الإعلاميين الذين يستهدفهم الإعلام الإخوانى مثل الأساتذة أحمد موسى نشأت الديهى ويشيطنهما بتلك الطريقة الفجة ويحاصرهما على صفحات التواصل الاجتماعى متبعًا نفس أسلوب مرشد الإخوان محمد بديع الذى وصفهم بـ سحرة فرعون وهو ما أعطى رخصة  لحصار مدينة الإنتاج الإعلامى عبر أنصار القيادى الإخوانى حازم صلاح أبو إسماعيل والتعدى على المذيعين والمعدين.

 لقد ارتكب الأستاذ الجامعى فى كتاباته التى تسلح فيها بحقه فى حرية الرأى والتعبير عدة جرائم مثل التنمر والتحريض والسب والقذف ومارس الحجر على كل الآراء التى تخالفه وتصور أن استعراضه  لقدراته اللغوية والبلاغية عبر عشرات التشبيهات والاستعارات المكنية متصورًا أن المتحلقين حوله يستزيدون منها، بينما من يقرأ له يبحث فقط عن المعلومة المغلوطة ويفتش فى سطوره عن ما يمكن استخدامه ضد الإعلام المصرى ليفقده تأثيره ويعطل مسيرته لصالح مشروعات إعلامية أخرى إقليمية تسعى للسيطرة على المصريين عبر البرمجة العقلية المبنية على استخدام الإعلام كسلاح فى حروب الجيل الرابع، وعبرها تقوم تلك القوى بتحريك المصريين ضد دولتهم عن بعد، أستاذ الإعلام لا يتحرك عشوائيًا والنقد ليس للصالح العام وإنما له مآرب أخرى.

قبل مقاله الأخير تراجع واعتذر عن معلومات مغلوطة نشرها تتعلق بأجهزة أمنية، ولكن بعد أيام عاد للشطط مرة أخرى دون سبب واضح، لكنها فضحت استخدامه، تحول أستاذ الإعلام إلى أجير يكتب لمصلحة سيد معلوم بالضرورة ولديه رغبة ونية لهدم الإعلام المصرى الذى يستعيد مكانته عبر جيل جديد من القيادات الإعلامية تؤسس لمرحلة جديدة تلائم التحولات التى تشهدها الدولة المصرية.

لم ينتبه أستاذ الإعلام وهو يهيل التراب على الإعلام المصرى مستغلًا منصبه الجامعى فى كلية الإعلام العريقة أن مؤسسة اليوم السابع المصرية فازت هذا العام بالجائزة الأولى للصحافة الذكية من نادى دبى للصحافة، وأن من سيطر على الجوائز الصحفيون المصريون، وأن مشاهدات البرامج المصرية على منصة اليوتيوب العالمية تتضاعف وبدأت فى اجتذاب المشاهدين العرب، وأن لدينا قناة إخبارية تكتسب كل يوم مساحة جديدة من التأثير الإقليمى وهى إكسترا نيوز، فهذه التجارب لا يتابعها الأستاذ الجامعى الذى لايرى سوى الجزيرة ولا يتابع سوى الإعلام الإخوانى حتى تعامل مع إشاعاتهم باعتبارها معلومات لا ترقى للشك.

بالتأكيد الإعلام المصرى ليس فوق النقد، يصيب ويخطئ ولم يصل إلى حد الكمال، ويعانى من أزمات ومشاكل عديدة، لكنه إعلام مناضل ينحت فى الصخر من أجل دعم الوطن، وقف  وحيدًا حينما استباحته الحروب النفسية وتحرك بما يملك من أدوات بسيطة لصناعة الوعى فى معارك حروب الجيل الرابع، صمد فى مواجهة موجات لا تتوقف من التشكيك لإشاعة الإحباط واليأس، ثم يأتى أحدهم متنطعًا فى لحظة انتصار مصرية على إعلام الجماعة الإرهابية ليصفه بإعلام البغال، ويعطى للإعلام المعادى فرصة لالتقاط الأنفاس.

نصيحة مخلصة للأستاذ الجامعى القابع فى كلية الإعلام.. ابحث عن دكتور نفسى ولا تتحرج من العلاج.