الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

لـو أمــك «شديـدة».. يبقى ربنـــا كرمــك

لكل أم..كل سنة وأنت ست الكل وست الحبايب.. كل الأمهات وإن تشابهن فى غلاوتهن فإنهن أنواع  مختلفة من الشخصيات وكل نوع له أسلوب  ورؤية بل إن هناك من لا رؤية لها،ولكن من الأكيد أنها تؤثر بصورة مباشرة وأساسية فى شخصية أولادها..  فأنواع  الأمهات عديدة الشديدة،والحنونة، والعصبية، وصاحبة أولادها.. ولكن هل هناك أم شريرة؟!



 

«قواعد الأم الشريرة» mean mom rules هو عنوان مفاجئ وصادم لكتاب  لدينيز سكيبانى قامت فيه بتقديم سبع نصائح للأم لتكون ناجحة وإن أطلق عليها أولادها أو حتى من حولها  «ماما الشريرة» فترى أن له مبرراتها والحزم ليس شرًا بالعكس له مبرراته وهى بالتأكيد ناجحة فى دورها كأم ولو مارست بعض القسوة على حد وصف البعض وأنها تكون «من ورا قلبها» وأنها تملك المنطق فى هذا الأسلوب.

تلخص الكاتبة نصائحها فى عدة نقاط:

أولًا: لا للتدليل والاستجابة الدائمة للطلبات، لأن أولادها لن يكونوا بعد ذلك قادرين على مواجهة الحياة بدونها وكلمة «لا» مهمة فى مواقف والأهم إبداء سبب الرفض للطفل ليفهمه فلا يعتبره تعنتًا كذلك عدم العودة فى الكلمة.

ثانيًا: القواعد الحازمة بخصوص الأكل والنوم والمذاكرة تسهل دورها وأداء دورهم لأن البيت المنظم بتأكيد جميع الدراسات ينشىء الطفل مستقلا وواثقا من نفسه .

ثالثًا: أن تعتنى بنفسها جيدا وتحب نفسها لتكون قدوة لأولادها والعكس فالمقدار المبالغ فيه من التفانى من قبلها يجعلهم أنانيين يفكرون فقط فى أنفسهم. 

رابعًا: رفض أى تدخل من أى طرق فى تربية أطفالها سوى الأب وبأسلوب متفق عليه منهما معًا.

خامسًا: عدم التخلى عن مفهوم العقاب ولكن ألا يكون مؤذيًا أو جارحًا للطفل، فيكفى أن نمنعه من نشاط أو شىء يحبه.. ويكون العقاب بسبب واضح ووقت معلوم مدته حتى لا يتكرر الخطأ .

سادسًا : فكرة ترك الطفل ليبكى وهو طفل قليلًا مادام نظيفًا وشبعان ولا يشتكى من تعب لا ضرر فيه وإن رأى البعض أن هذه قسوة بل سيشعر الطفل أنه يمكن أن يكون بمفرده أحيانا .

سابعًا : يجب أن تكون الأم قوية معتمدة على نفسها تتحمل الظروف أمام أولادها لتكون قدوة لهم .

وتنصح الكاتبة كل أم ألا تحاول  أن تظهر أنها أم طيبة للآخرين لمجرد أن ترضيهم  لأن ذلك على حساب مصلحة أولادها..

التأثير الأكبر

بالطبع الأب والأم لهما أكبر تأثير فى حياة الأطفال،لكن الأم دورها أقوى كثيرًا  « هكذا أكدت استشارية علم النفس الإكلينيكى هاجر سعيد عرفات والتى تتعامل مع العديد من الأطفال بحكم تخصصها وعملها فى التخصص النفسى بمستشفى حلوان النفسى ومشاركتها فى العديد من المبادرات التى تهتم بالصحة النفسية للأطفال.

وتضيف: «معظم احتياجات الطفل الفسيولوجية والجسدية والعاطفية تلبيها الأم وإن لم يكن جميعها فى الطفولة المبكرة،فهى مصدر الأمان والدفء وهى أقدر إنسان على إكسابه الطمأنينة والهدوء بدلًا من الخوف، والقلق، والصراخ وتستطيع منحه الإنصات والاهتمام لتعزيز ثقته بنفسه وتنمية مداركه بدلًا من النقد والإهانة التى تؤدى إلى الانسحابية.. فكل ما نراه من أمهات تأتى طالبة المساعدة تشتكى من عِند ابنها أو صراخه نجده انعكاسا لشخصية الأم والأب والجو المحيط به، حتى إن الطفل أول ما ينطقه تكون المفردات التى تنطقها الأم والأب مثلًا كلمة «لا»..فشخصية أولادنا مرآة تنعكس عليها صورتنا.

وترى هاجر فرحات أن هناك عدة شخصيات للأم وهى:

ذات طباع حادة وقاسية الشدة والعنف بتفتقر للحنان والقدرة وإظهار ها سب وإهانة مباشر بالضرب أو الأذية النفسية التقليل منهم والمقارنة مع غيرهم وترى أن العقاب أفضل وسيلة للتربية فتعاقبهم على كل شىء بنفس الشدة وغالبًا هى لم تعتد على إحساس الحنان ممكن يكون تربيتها كده تنشئ بالتالى طفلا لديه مشاكل نفسية لإن الإحساس من أقرب الناس إليه يجعله ناقما على من حوله ولو رأى اهتماما يقدم له سيتعامل بعنف ضدهم أو ينغلق على نفسه فيفضل العزلة لعدم ثقته فى نفسه.

 

 

 

وتقول: هذه القسوة عندما تزيد من قبل الأم يجب أن تحاول الأم أن تتعالج لأن ذلك ضد الفطرة وإلا سيسبب ذلك أن يصبح ابنها شخصية سيكوباتية تؤذى الآخرين بدم بارد.

وتضيف استشاري الطب النفسى: إن هناك أيضًا الأم العصبية وهى أشهر أنواع نتيجة ضغوطات الحياة التى تتعرض لها المرأة بشكل عام من زيادة المسئولية عليها امرأة عاملة بجانب تربية أولادها فممكن أن تكون امرأة معيلة ولهذا يكون الضغط مضاعفا معنوىا ومادىا أحيانً يكون صوتها عاليا يصل للصراخ لا تتحكم فى غضبها  وتعبيرات وجهها عصبية بتصدر شحنة كبيرة من الغضب حتى لو صدر عن الطفل أشياء بسيطة وفي أوقات لها ردود أفعال مبالغ فيها لأتفه الأسباب بالتالى يكون لدى الطفل نفس السلوك وهو بيلعب لوحده أو مع أصدقائه في  المدرسة وممكن تكون السبب المباشر فى التلعثم لأنه بيكون غير آمن لردة فعله لما يحكى ومن نتائجه الكذب والتبول اللا إرادى نتيجة الخوف من أى تصرف وأحيانًا يكون الأطفال لديهم إحساس بالذنب يعتقدون أنهم هم السبب فى ردود أفعال أمهاتهم العصبية والانهيار والبكاء ويتصدر لهم القلق والتوتر وبيخافوا من المباردة أو التصرفات وقد يكون بسبب قلة وقتها أو طاقتها مهدورة على البيت أو مشاكل أسرية ومتوترة مع زوجها.

أما الأم المدللة وشعارها ابنى محتاج حاجة ألبيها فورًا، ودائمًا تجد هذه الأم ابنها يحرجها ويضعها فى مواقف صعبة فهى ترى أنه لا يجوز أن تحرم أولادها من أى شىء مبررة بصغر سنهم وبشكل ما تؤدى إلى ظهور إنسان غير مسئول وبيفشل غالبًا فى التحصيل الدراسى ولا ينفذ طلبات المدرسة وتزيد لديه الأنانية وقد يؤدى لانحرافات سلوكية ومنها ما يظهر شكل انحرافات جنسية والسرق ليشترى حاجة عايزها ولا تكون لديه قدرة على التفرقة بين الصح والخطأ لأنه مفتقر التوجيه لأنها لا تستخدم التوجيه الفعال ولا تري إن فيه حاجة تستدعى القلق.

الأم القلوقة: يغلب عليها الخوف والتوتر وبيظهر من وقت الولادة لا تسمح لأحد بحمله وأى شكوى تذهب للطبيب تسأل عن وزنه حتى لو كان طبيعيًا تسأل عن إعطائه الحليب الصناعى لكن دائمًا خائفة من المرض لما يكبر تخاف من صداقة آخرين يقع لو مشى تحرمه من النوادى أو الرياضة بتنقل الشعور الخوف بتخليه متردد ولا يتخذ القرار يلجأ لها فى جميع الأمور وعرضة للانسحابية والسلبية لأنه لا يدافع عن نفسه وعرضه للابتزاز العاطفى والجنسى مرتبط الحب بالخوف.

وهناك الأم السوية الحازمة لديها القرة على وضع نظام لكل حاجة فى حياة أطفالها  أو حياة أولادها وهو لا يعنى القسوة وعكس المدللة تنظم وقتها تشوف احتياجاتها الشخصية والبيت والزوج من غير تداخل معناه أو تأثر على بعضها تضع القواعد للأمر داخل البيت ولا تسمح بالتدخل فى تربية أبنائها إلا عن طريق مشاركتها وتضع نظاما للنوم للأكل للعب تعتمد مبدأ.

وتقول استشارية علم النفس الإكلينكى أن الأم السوية تسطيع أن تعلم أولادها أن يعبروا عن مشاعرهم فى الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة وتساعدهم على المسئولية ويأخذون قرارات ويكونون مسئولين عن قراراتهم وتعلمهم الثبات على الموقف وهى تعطى مساحة بين القاعدة وبين القدرة على تنفيذها فيما تسمى بالمرونة.

تضيف الاستشارية النفسية هاجر فرحات: بمجرد معرفتى أنى حامل كتبت مجموعة من الأهداف لأحققها فى نفسى وشخصيتى فأغير أى عيوب لأننى سأكون مسئولة عن تكوين شخص وإحضاره للحياة وأنى سأكون صاحبة أقوى تأثير عليه وعلى تكوينه الفسيولوجى والنفسى والجسدى.