الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

نهـضـــة غــير مســبوقــة فـى «تكـنولوجــــيا الفـضاء»

القوصى
القوصى

توطين تكنولوجيا الفضاء أصبح فرضا ضروريا مع التقدم العلمى، ولهذا تصنع حاليًا وكالة الفضاء المصرية 35 قمرًا صناعيًا جديدًا من نوع «كيوب سات»، توزع على الجامعات والمعاهد المصرية، لتكون نواة لمعامل خاصة بتكنولوجيا الفضاء «قمر الجامعات»، وتشترك فيه 18 جامعة مصرية، وكذلك تستعد لإطلاق قمر «كيوب سات 3» بالاشتراك مع جامعة بنها.



 

وكشف الدكتور محمد القوصى، الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية لـ«صباح الخير»، أنه بنهاية مارس، ستبدأ مصر فى الاستفادة من خدمات القمر الصناعى «طيبة1» فى مجالات الاتصالات، والعام الحالى سيتم الانتهاء من مركز تجميع الأقمار الصناعية بمقر مدينة الفضاء المصرية بالعاصمة الإدارية.

ولفت «القوصى» إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أبدى إعجابه بقدرة الفنيين المصريين فى مجال الفضاء، وكذلك تحقق مصر تقدمًا فى المجال، من خلال الفوز بوضع مكون على محطة الفضاء الدولية..

وقال القوصى أن الرئيس أبدى اهتمامه بأن تكون خدمات «طيبة 1» للقطاع الحكومى والقطاع المدنى قبل نهاية هذا العام، لتأمين اتصالات تليفونية فضائية وإنترنت لمصر كاملة بما فى ذلك المناطق النائية، لتسهيل تقديم خدمة التعليم والعلاج من بُعد. 

وقد أثنى الرئيس بشدة على أداء وكالة الفضاء المصرية، معربًا عن إعجابه بمدى الإنجاز فى ملف الفضاء، مؤكدًا ثقته فى القدرة العلمية لأبناء مصر، وأنهم على نفس المستوى العالمى للدول الفضائية المتقدمة. 

ماهو التأثير شديد الإيجابية لقمر «طيبة- 1» على الجهاز الحكومى فى مصر؟ وما أهم استخداماته؟

- بالنسبة للقطاع الحكومى، فإن القمر «طيبة 1» سيربط الجهاز الإدارى الحكومى كله بشبكة واحدة، وهذا يقلل من وقت ومجهود المواطن فى التنقل بين الوزارات بالاعتماد على الرقم القومى، فالجهاز الإدارى الحكومى سيتبادل الخدمات والمعلومات عبر الإنترنت. 

ويستخدم «طيبة 1» فى أنظمة المراقبة على الحدود وكشف الاختراقات، التى تنقل معلوماتها إلى «طيبة 1»، وينقلها بدوره إلى مركز التحكم، فالمعلومات تنقل لحظيًا إلى مركز التحكم فيما يخص الحدود، وهذه نقطة مهمة جدًا، وقبل ذلك كانت الكاميرات والمستشعرات تنقل معلوماتها عن طريق الكوابل الأرضية، وهى معرضة للعطل أو للتخريب وأعمال الإرهاب، وهذا ينتفى بالنقل عبر «طيبة 1». 

وماذا عن «تكنولوجيا الفضاء».. واستراتيجية مصر 2030؟

- هناك ارتباط وثيق بين التنمية المستدامة وأهداف مصر من استراتيجية 2030،  حيث أن طيبة 1 سيوفر «التعليم عن البعد» عبر الإنترنت الفضائى، ومن كانوا يفتقرون إلى هذه الخدمة سيحصلون عليها، وبالتالى يسهل تطوير التعليم، والصحة أيضًا من أهداف التنمية المستدامة من خلال العلاج عن بُعد، والتحول الرقمى والاعتماد على الوسائط الإلكترونية لتداول المعلومات أمر مهم لتحقيق التنمية المستدامة، لأن الوقت عامل مهم جدًا فى التنمية، ومن ثم تحقيق بُعد الأمن القومى.

ما طبيعة مشروع تنفيذ 35 قمرًا تعليميًا من نوعية «الكيوب سات»؟

 - من أهداف الوكالة، نشر تكنولوجيا الفضاء فى الجامعات والمعاهد وعلى مستوى طلبة المدارس الثانوية، ويكون ذلك من خلال قمر يستطيع الطالب التعامل معه عمليًا وليس فقط عن طريق المحاضرات النظرية بالشكل التقليدى، فصنعنا نموذجًا لقمر تعليمى من نوعية الـ «كيوب سات» يتيح للطالب إرسال أوامر للقمر واستقبال معلومات منه، كما يتيح أن يدخل الطالب تعديلات على البرنامج الخاص بالقمر، واستبدال الكاميرا الموجودة فيه بأخرى تكون دقتها أعلى.

وهذا النموذج من الأقمار صممته الوكالة، وحصلنا على تمويل 4 ملايين جنيه، لتصنيع 35 نسخة منه خلال 6 أشهر تنتهى فى يونيو، ثم إرسال كل نسخة إلى إحدى الجامعات أو كليات الهندسة والحاسبات والمعلومات، لتكون هذه الأقمار نواة لمعامل خاصة بالأقمار الصناعية، وسنقدم مع كل قمر كتالوج وبورتال إلكترونى يتيح للطالب الدخول على الإنترنت ليتعلم كيفية التغيير والتعديل فى القمر، وسنقدم مساعدات فنية فى حال طُلب ذلك، وهى طبعًا أقمار ليست للإطلاق. 

وما فوائد  قمر الجامعات؟

- قمر الجامعات تشترك فيه 18 جامعة، وكل 3 جامعات تستلم منه جزءًا لتصنيعه لخلق نوع من التنافس، وأحسن جامعة تصمم الجزء المطابق للمواصفات المطلوبة سنضعه فى قمر «كيوب سات»، ويتم الاتفاق حاليًا على إطلاقه مع إحدى الجهات المتخصصة. 

 

مع محرر «صباح الخير»
مع محرر «صباح الخير»

 

وعمره الافتراضى؟ 

- من 6 أشهر إلى سنة.

وماذا عن كيوب سات 1 و2؟ 

- أطلقناهما قبل عام تقريبًا، وأحدهما حاليًا تجاوز عمره مدة العام منذ نوفمبر الماضى بنحو 3 أشهر وهذا فوق المتوقع، ويعد أمرًا ممتازًا. 

هل يعتبر قمر الجامعات «كيوب سات3»؟ 

 - لا.. هناك قمر ثالث بخلاف قمر الجامعات «هيطلع فى سبتمبر المقبل»، بالاشتراك مع جامعة «بنها» فقط، وهذا إقرار لسياسة جديدة فى تصنيع الأقمار بالتعامل مع جهة واحدة، وحاليًا نتعاقد مع جهة الإطلاق

أعلنتم عن قمر «نانوسات بيئى» فمتى يطلق؟

- هذا المشروع يعد استثمارًا لأقمار كيوب سات 1 و2، لأنهما كانا للتصوير، وهو بخلاف «كيوب سات 3»، سيستخدم لدراسة التغير البيئى والمناخى، وميعاده مارس 2022. والنانو سات هو نوع من الأحجام يصل حتى 50 كيلوجرامًا، والقمر الذى نعمل عليه حجمه ضعف «كيوب سات» أى 2.7 كيلوجرام، وهو للاستشعار من البعد. 

وماذا عن نانوسات (CS3) لأغراض التطبيقات الزراعية؟

 - هذا مشروع مهم جدًا، فأجرينا اتصالات مع وزارة الزراعة للبحث فى مشروع المياه الجوفية وتحديد مواعيد رى المحاصيل، من خلال استخدام تقنية «انترنت الأشياء»، وهذا بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي ووكالة الفضاء بجنوب إفريقيا، ومن ثم يمكن للمزارع استقبال إشعار على الموبايل بموعد رى المحصول فى أرضه، من خلال مستشعرات موجودة فى الحقل، وأنهينا كل ما يتعلق بالتصميم ويتبقى فقط توقيع العقود لبدء العمل، ويستغرق نحو 18 شهرًا. 

وما المقصود بـ«نيكست سات1 ونيكست سات 2»؟ 

- قمر «نيكست سات 1» تعاقدنا حاليًا على إطلاقه فى مارس 2022 مع جهة صينية ستتسلمه فى سبتمبر، أى قبل موعد إطلاقه بـ6 أشهر، بدأنا فيه قبل 3 سنوات معتمدين على أنفسنا، وهو قمر تصوير للاستشعار عن بعد، بنسبة مكون مصرى 45 %، وهو تطبيق جيد لقدرة الكوادر المصرية على تصنيع أقمار بأنفسهم فى البرمجة والتصميم والتجميع والاختبار هنا فى مصر، وحجمه 50 سم مكعب، ووزنه 65 كيلوجرامًا. 

وقررنا استثمار نجاحنا فى تصنيع كاميرا ووضعها على محطة الفضاء الدولية، بتصنيع هذا القمر ووضع الكاميرا فيه لترفع نسبة المكون المحلى المصرى من 45 % إلى 65 %. 

والقمر الصناعى «مصر سات ـ2»؟

- هذا القمر يعكس العلاقات القوية بين مصر والصين، خصوصًا العلاقات الموجودة على المستوى الشخصى بين الرئيس السيسى والرئيس الصينى، حيث قدمت الصين لمصر منحة 74 مليون دولار لتصنيع القمر الصناعى «مصر سات 2»، وهى أول مرة تقدم فيها الصين منحة لدولة أجنبية تستخدم فى مجال التكنولوجيا المتقدمة للفضاء. 

إذًا متـــى نصنــــع قمرًا صناعـــيًا مصــريًا 100 %؟

- القمر «كيوب سات» الذى أطلقناه فى أغسطس والثانى فى نوفمبر 2019، كانا تصميمًا وتصنيعًا وتجميعًا واختبارًا مصريًا مئة فى المئة، من دون الاستعانة بأى خبرة أجنبية، وكل التقنيات الموجودة فى الأقمار الكبيرة موجودة فى الأقمار الصغيرة، فنحن قادرون تمامًا على تصميم وتجميع الأجهزة الفرعية الخاصة به بالكامل فى مصر، أما الإطلاق فتم بوسيلة إطلاق أجنبية. 

وماذا عن مركز تجميع واختبار الأقمار الصناعية؟

 - هو أحد أوجه التعاون مع الصين، وهو خاص بالأقمار الصناعية حتى وزن واحد طن، وكان بمنحة من الصين لمصر فى  2016 بتوفير جميع أجهزة تجميع الأقمار الصناعية، وكان مخططًا الانتهاء من البناء تمامًا أغسطس الماضى، ليبدأ الصينيون فى تركيب الأجهزة وتشغيلها وتدريب المصريين عليها، لكن ظروف كوفيد 19 أجلت الميعاد إلى إبريل هذا العام، والصينيون سيتواجدون قريبًا لاستكمال الأنشطة الباقية، وكذلك بعض الخبراء الفرنسيين الذين عادوا قبل شهرين وسيكون جاهزًا للعمل فى مارس 2022.