الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

احكوا لى.. مع: رولا خرسا

معظم المشاكل لها حلول.. نحن نفكر معًا لإيجادها.. ممكن نخطئ وممكن نصيب المهم أننا نحاول.. والأهم ألا نيأس مهما تكاثرت همومنا.



ونذكر بعضنا البعض دومًا بالمثل الشعبى الجميل: تبات نار تصبح رماد 

 

أمى قاسية .. ومش قادرة أقرب

 

أنا سماح من بيت مصرى عادى أبويا -الله يرحمه- كان حنين عليَّ أنا وأختى وأمى كانت شديدة علينا وعليه.

بعد ما مات أبويا مش قادرة أبقى حنينة مع أمى. بتصعب علىّ، لكن قسوتها علينا وعلى أبويا كوّنت جوايا حاجز وسببت جوايا جمود من ناحيتها حتى إنى حبيت حماتى أكتر منها وبقيت رغم مرض أمى ممكن أبقى مش عايزة أروح عندها فى بيتها أو إنى أبات عندها أو أسيب ولادى معاها مش قادرة.

دلوقتى فى أوقات كتير ألوم نفسى وأقول ربنا وصانى على أبويا وأمى وأن الجنة تحت أقدام الأمهات وأن أمك ثم أمك ثم أمك، لكن مع كل إيمانى بأوامر ربنا سبحانه وتعالى إلا أنى جوايا نفور مش عارفة أعالجه، وللأسف ساعات بيخرج فى تصرفات كمان تجاهها وبقيت بكلمها بحدة وشدة وممكن يعدى يوم واتنين وما أسألش عليها حتى فى التليفون خايفة أن ولادى يشربوا القسوة منى وفِى يوم من الأيام أتحول لصورة تانية من أمى.

 

الحـل .. انتِ غضبانة.. اعرفى الأسباب

 

أكيد مش حقولك: «وبالوالدين إحسانا» وأديكى درس فى حب وبر الوالدين.. لأن إما حد يقرا رسالتك دا العادى إللى حيتقال.. والنَّاس بتقوله لأنها بره الموضوع مش عايشاه وناس كتير مادامت ما عاشتش ظرف ما فما بتقدرش تتفهمه.. مفهوم طبعًا.. ومش حقولك دا كمان لأنى من كلامك حاسة إنك واعية ومش محتاجة حد يقولك كلام كده.

أنا حقولك الله يعينك.. ناس كتير عندها مشاكل مع أهلها بس ممكن ما تعترفش .. وناس كثير بتتأثر شخصيتها بسبب علاقتها بأمها أو أبوها.. وناس ممكن تصاب بأمراض نفسية من غير ما تعرف أن السبب حاجات اتعملت فيها فى الطفولة.

أول طريق لحل لأى مشكلة هى الاعتراف بيها.. وانتى عملتى أول خطوة.. اعترفتى أن علاقتك بأمك مش كويسة وقلتى أن السبب قسوتها عليكى فى الطفولة وعلى أبوكى إللى إنت كنتى بتحبيه جدا ومتعلقة بيه وحنين عليكى.. 

هنا حنتكلم فى نقطتين مهمين: أول نقطة أبوك. 

معروف طبعا أن علاقة البنت بأبيها مهمة جدا.. البنت بتبقى شايفة أبوها بطل وهو فى عينيها سوبرمان وأحسن حد فى الدنيا.. وأبوكى الله يرحمه زى ما بتقولى كان طيب وحنين، يبقى أكيد كنتى بتتأثرى من معاملتها ليه وهنا أول حاجة انتى مش قادرة تغفريها لها.. إنها هزت صورة أبوكى فى عينيكى، هزت صورة الأب القوى الحازم، مع إننا ما نعرفش إيه إللى كان بيدور بينهم.. دائما بناخد بالظاهر بس، إنما بين الراجل ومراته محدش يعرف بيحصل إيه .. ولكن فى النهاية الأولاد عايزين قدامهم علاقة طبيعية فيها الأم الحنونة والأب الحنون أيضًا ولكن الحزم يكون من طرف الأب.. على اعتبار أن إحنا متربيين على تهديد حقول لبابا.. وأما بابا بيبقى هو نفسه خايف من ماما فلازم تتأثرى وتتلخبط جواكى صورة الأب.  يبقى أول نقطة لازم تفهميها أن انتى جواكى غضب ناحية والدتك عشان شوهت لك صورة الأب. 

الحاجة التانية علاقتك بيها.. 

انتى بتقولى إنها كانت قاسية دون شرح لطبيعة القسوة.. ضرب؟ عنف؟ عدم حنية؟ نقد؟ كلها طبعا أو أى واحد منها بيسيب أثر نفسى سيّئ وكبير جوانا .. كل حد عايز أمه تبقى أحن أم وأكتر أم بتدلعه وقريبة منه.

كل حد بيبقى محتاج يشبع من حنان أمه ويورى ضعفه وقوته قدامها. مامتك ما اديتكيش الحنان اللى انتى محتاجة له ودا برضو خلق جواكى غضب منها.

تلخيص مشكلتك فى كلمة «الغضب»... انتى غضبانة من مامتك.. إحساسك بالذنب نابع من تدينك وخوفك من ربنا لأنه وصانا بأهلنا.. وخايفة إن ربنا يحاسبك على مشاعرك ناحية مامتك.. .

إيه الحل؟ 

الحل فى نقطتين محتاجين منك مجهود وشغل:

أول نقطة: إنك تتعاملى مع الغضب إللى جواكى .. الغضب دا تقل على قلبك انتي، حجر حيتعبك انتى، لأنه عامل زى النار إللى بتحرق صاحبها مش بتحرق غيرها..  أول خطوة عشان تتصالحى مع والدتك إنك تتصالحى مع نفسك.. اعترفى بغضبك وتعاملى معاه.. حاولى تطفيه عشانك انتى قبل ما يكون عشان مامتك. 

النقطة التانية: إنك تتعرفى على أمك أكتر.. يعنى ايه؟يعنى دورى فى طفولتها، فى حياتها، إيه اللى خلاها الشخصية القاسية دى؟ عادة إللى بيجرح بيكون هو كمان أتجرح على رأى الأغنية الشهيرة، حاولى تفهمى طبيعتها أكتر.. ساعات ناس كتير بيبقوا حاطين أقنعة على وشهم تدارى ضعفهم.. وساعات بنستخدم القسوة من كتر خوفنا على نفسنا من أى وجع.. بنبقى قاسيين على نفسنا قبل ما نبقى قاسيين على غيرنا.. حاولى تعرفيها أكتر، تفهميها أكتر، بدل الحاجز اللى  بينكم دا جربى تفهمى ظروفها ودماغها أكتر، يمكن لو فهمتيها تعذريها، ويمكن لو عذرتيهاتقدرى تقربى منها.

حتة إنك حتبقى زى مامتك، انتِ عارفة كلنا لازم بناخد حاجات من أهالينا مش لازم تبقى نسخة منهم بس بناخد حاجة دا أكيد.. انتى ووعيك بقى.. فكرى نفسك دائمًا بأهمية الحنية فى العلاقات الإنسانية.

وبالنسبة لعلاقة أولادك بوالدتك فبلاش تتدخلى فيها، يمكن الحنية إللى ما أخدتيهاش ياخدوها أولادك، ساعات التعويض مش بيكون مباشر، ممكن ييجى لأولادك بدلاً عنك.حاولى تبصى على العلاقة بينهم من بعيد وبحيادية قبل ما تبعديهم عنها.. علاقة الأحفاد بالأجداد مفيدة جدًا  لهم نفسيًا. 

هذه الخطوات ستكون مجهدة فى البداية، ولكن من يدرى لعل النهاية تكون سعيدة.. استمرى كما أنتى أو فكرى فيما قلته لك.. القرار قرارك.