الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أميـن الأعلـى للآثـار: 2021 عـام الافتتاحات الكبــرى

د.مصطفى وزيرى
د.مصطفى وزيرى

بما تمثله مصر من ثقل تاريخى وما تقدمه من تراث للإنسانية، قال د. «مصطفى وزيرى» أمين عام المجلس الأعلى للآثار إن عام 2021 سيشهد الكثيرَ من الافتتاحات الأثرية الضخمة، مثل متحف العواصم والمتحف المصرى الكبير ومتحف المطار، إضافة إلى الاحتفال بنقل المومياوات المَلكية وغيرها الكثير.



وأضاف «وزيرى» فى حواره مع «صباح الخير»: إن المُرَمّم وعامل الحفائر المصرى من أكثر الحرفيين على مستوى العالم خبرة ومهنية، وتشهد على ذلك اكتشافاتنا الأثرية خلال الـ 4 سنوات الماضية التى تمت بأيادٍ مصرية رُغم وجود أكثر من 240 بعثة أثرية أجنبية تعمل فى مصر منذ 10 سنوات.. وإلى نص الحوار:

 

المتحف المصرى الكبير
المتحف المصرى الكبير

 

الخبراء حول العالم اعتبروا حركة الاكتشافات والترميمات الأثرية الأخيرة نقلة نوعية بأيادٍ مصرية.. كيف ترى هذا؟

- أبهرت مصرُ العالمَ بهذه المجموعة من الاكتشافات الضخمة خلال الفترات الأخيرة وتاريخ يُصنع بأيادى أبنائها، فخلال الأعوام الماضية حققت البعثات المصرية نجاحات متتالية، بدأت مسيرة الإنجازات بداية من 2019 باكتشاف مقبرتين رومانيتين بمنطقة بئر الشغالة بمدينة «موط» بواحة الداخلة، وآخرها اكتشافات منطقة سقارة التى تُعَد الأكبرَ فى تاريخها، وهى مستمرة إلى الآن. ساعدت تلك الاكتشافات فى خدمة البحث العلمى لعلوم المصريات والتاريخ الفرعونى.

والترميم شهد السنوات الماضية تطورًا فى كفاءة المُرَمّم المصرى؛ خصوصًا فى مجموعة الملك «توت عنخ آمون» والتى سوف تُعرض بالمتحف المصرى الكبير، إضافة إلى ترميم العديد من المَسَلات الفرعونية مثل «المسلة المُعَلقة» ونقلها من منطقة صان الحجر ورممت بمهارة لتستقر بالمتحف المصرى الكبير، كذلك مَسلة مدينة العَلمَين ومَسلة ميدان التحرير.. وتأتى تلك المهارة نتيجة تراكم خبرات المُرَمّم المصرى واستمرارية عمله عكس المُرَمّم الأجنبى الذى يأتى شهرًا أو اثنين على الأكثر فى العام، بجانب ما توفره وزارة الآثار من إقامة دورات تدريبية تصقل بها إمكانيات المُرَمّم مما أكسبه مهارة وكفاءة عالية.

هل اختلف تشكيل البعثات الأثرية حاليًا عمّا كان؟

- هناك ثلاثة أنواع للبعثات، أجنبية خالصة، وبعثة «أجنبية- مصرية» مشتركة، وبعثة مصرية خالصة، وفى الماضى كانت البعثات الأثرية الأجنبية معظمها من الأجانب، فرئيس البعثة أجنبى وكذلك مساعدوه وكذلك بعض المتخصصين فى بعض المجالات، إضافة إلى العَمالة مصرية يرافقهم مفتش آثار مصرى، وأحيانًا ما كان المُرَمّمون أنفسُهم من الأجانب.

أمّا الوضعُ حاليًا فقد اختلف، أصبحت البعثات الأجنبية تعتمد على التمويل الخارجى، فى حين يشغل المصريون ما يقرب من 90 % من عدد العاملين بها.

إلى أى مدَى وصلت كفاءة المُرَمّم والأثرى المصرى بالنسبة إلى نظيره الأجنبى؟

- المُرَمّم والأثرى وعامل الحفائر المصريين حاليًا من أكثر الحرفيين على مستوى العالم خبرة ومهنية، وتشهد على ذلك اكتشافاتنا الأثرية خلال الـ 4 سنوات الماضية تمت بأيادٍ مصرية خالصة رُغم وجود أكثر من 240 بعثة أجنبية تعمل فى مصر منذ 10 سنوات.

وقد استطعنا مؤخرًا إبهارَ العالم ليس باكتشافاتنا الأثرية فقط؛ ولكن أيضًا بما أصبح لدينا من قدرة وكفاءة وعلم للمُرَمّم المصرى الذى استطاع ترميم مَسَلّات وتماثيل الملك رمسيس فى مَعبد الأقصر، وهى كانت مكسورة منذ 1400 سنة، والمَسَلّات التى لم يكن يجرؤ أحدٌ من الأجانب على ترميمها.

بالنسبة للمتاحف وعرض الآثار، كيف يتم وضع التصور الخاص بسيناريو العرض لكل متحف؟

- سيناريو العرض يتم بعناية من «اللجنة العليا لسيناريوهات المتاحف»، وهى لجنة مُشَكّلة من أساتذة كبار متخصصين من كليات آثار وكليات الفنون بأقسامها المَعنية، وهى التى تقرّر بالإجماع مكان توزيع الأثر متحفيّا.

قلت إن عام 2021 هو عام الافتتاحات الكبرى للمتاحف.. ما الافتتاحات المفترضة خلال هذا العام؟

- سيشهد عام 2021 الكثير من الافتتاحات الضخمة، فهناك العديد من المتاحف التى تم بالفعل الانتهاءُ من سيناريو العرض بها وتجهيزها بالكامل للافتتاح «متحف العاصمة الإدارية الجديدة»، وكذلك متحف المطار (بصالة 3 وصالة 2) الذى نعمل على وضع اللمسات النهائية له، ويضم قطعًا أثرية لتعكس الأوجه المختلفة للحضارة المصرية القديمة والإسلامية والقبطية، ويُعَد الكبسولة الأثرية الأخيرة التى يشاهدها السائحُ قبل مغادرته البلاد، أو حين دخوله.

إضافة إلى العديد من المتاحف فى مختلف محافظات مصر حرصًا على إتاحة وعرض الآثار على عدد أكبر من الجمهور، ولم تَعُد تقتصر المتاحف على المحافظات السياحية الكبرى فقط؛ بل شملت محافظات أخرى بمزيد من الطفرة فى عرض الآثار المصرية، وبالتالى فقد تم تفريغ أغلب المخازن التى كانت متكدسة بالآثار وعرض محتوياتها فى العديد من المتاحف والمزيد فى المستقبل.

ماذا عن أهم حدثين ينتظرهما العالم.. افتتاح المتحف المصرى الكبير وموكب نقل المومياوات المَلكية؟

- بالنسبة لنقل المومياوات المَلكية تم بالفعل الانتهاءُ من تجهيزاتها بالكامل وفى انتظار تحديد الموعد؛ أمّا بالنسبة إلى المتحف الكبير فقد أوشكنا على الانتهاء منه إنشائيّا، ولايزال أمامنا ما يقرب من ستة إلى سبعة أشهُر للانتهاء من إعداد سيناريو العرض ليكون جاهزًا بالكامل للافتتاح الضخم بما يليق بجلاله وعظمته وأهميته.

 

اكتشافات سقارة
اكتشافات سقارة

 

هل هناك فلسفة مُعَينة يتم فى إطارها توزيع الآثار على المتاحف؟

- يعتمد التوزيعُ على طبيعة كل متحف وفق فكرته وجغرافيته.. وعلى سبيل المثال فسيناريو عرض «متحف عواصم مصر» بالعاصمة الإدارية الجديدة يعتمد على إبراز الهيكل الإدارى للدولة المصرية عن طريق سرد مَراحل انتقال وتطور أهم عواصمها على مدار التاريخ بدءًا من «منف» وصولًا إلى العاصمة الإدارية الجديدة.

لذلك فآثاره ومقتنياته اختيرت لتخدم ذلك السيناريو بإبراز أهم مَعالم تلك العواصم من حيث «أشهَر المدن، الحُكام، رجال الدولة، الطرُق والتقسيمات الإدارية، أدوات الحرب والقتال، أدوات الزينة.. إلخ».

ما السّرُّ وراء ردود الأفعال العالمية الضخمة على الاكتشافات الأثرية فى منطقة سقارة؟ 

- كنت على يقين أنه رُغم وجود الكثير من البعثات التى قامت بالبحث والتنقيب فى منطقة سقارة؛ فإن تلك المنطقة لاتزال بكرًا ولاتزال تحوى فى جعبتها الكثير مما لم يتم الكشف عنه بَعد، ظللنا نحفر حتى عمق 12 مترًا لأننا كنا على يقين بأننا سوف نصل لشىء، وهو ما أثبتته الاكتشافاتُ الأثرية المهمة من توابيت ترجع إلى الدولة القديمة والحديثة والعصور المتأخرة (100 تابوت خشبى ملون بحالة جيدة و40 تمثالًا تعود للعصر المتأخر)، وقد تم توزيع تلك الآثار المكتشَفة بسقارة على مختلف المتاحف بتعَدُّد مواقعها داخل مصر، منها متحف شرم الشيخ ومتحف التحنيط بالأقصر ومتحف التحرير والمتحف القومى للحضارة المصرية، والمتحف المصرى الكبير.